الشهيد حسن أبو جاسر: سار على درب الشهداء فنال الشهادة

حسن أبو جاسر يا شهيدا لم يتوان عن درب الشهداء يوما.. يا من صنت العهد ووفيت بالوعد وعهد الشهداء عهد الشهيد القائد أبو السعيد "محمد الترامسي" وكل الشهداء، حسن يا من شاركت في دحر المحتل الغاصب عن أرضنا وبيوتنا وأطفالنا، وناضلت وقاومت واستشهدت لتلحق بركب الشهداء العظام.

الميلاد والنشأة
بين أزقة مخيم الثورة والرصاصة مخيم جباليا ولد أحد فرسان سرايا القدس الشهيد "حسن زياد أبو جاسر" بتاريخ 27/2/1990م، لأسرة متواضعة هجّرها الاحتلال الصهيوني الغاصب عن بلدتها الأصلية كغيرها من العوائل الفلسطينية المكلومة والصابرة، من بلدة "نجد" التي تخضع للاحتلال منذ العام 1948م.
نشأ شهيدنا البطل وسط عائلة متواضعة تتكون من ثمانية أخوة وست أخوات، كان الإسلام العظيم كساءهم، وفلسطين حاضرة بين ثواني أضلاعهم. ترعرع حسن بين أزقة وشوارع مخيم الثورة ليبدأ دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس الفاخورة بمخيم جباليا لينتقل بعدها لمدرسة بيت لاهيا لدراسة المرحلة الثانوية.
عاش الشهيد حسن حياته وسط حالة من الضيق والحزن بعد فقدانه لوالديه وهو في مقتبل العمر، تلك الفترة التي تحتاج لرعاية والديه حيث فقد والدته عام 1996ووالده في عام 2005 ليتركاه وحيدنا يعتمد على نفسه من أجل أن يخرج صلبنا من وسط المعاناة والحرمان، وهكذا كان.

صفاته
كان يتمتع الشهيد حسن بالأخلاق الإسلامية الحميدة، ابتسامته لا تفارق محياه، حيث شهد له كل من عرفه بحسن الخلق والأدب الجم، حيث أكد لنا احد أصدقائه إن حسن كان مثالا للشاب المؤمن الصبور الخلوق لالتزامه بالصلوات داخل المسجد وخصوصا صلاة الفجر بمسجد التوبة إلى الله، كما واتصف بالذكاء وسرعة البديهة.

مشواره الجهادي
مع بلوغ شهيدنا العاشرة من عمره، كانت انتفاضة الأقصى تفتتح أولى أيامها المباركة، فاندفع حسن للمواجهة مع قوات الاحتلال كغيره من آلاف الشباب الفلسطيني الثائر، حيث شهدت له مناطق التماس في معبر بيت حانون "إيرز" وهو يرشق جنود الاحتلال بحجارته المباركة، وما هي إلا سنوات قلائل حتى التحق شهيدنا في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وتحديدا في العام 2005م، حيث التزم الشهيد في الصلوات وحلقات الذكر الأمر لذي جعله محط أنظار مجاهدي سرايا القدس، ليتم اختياره ليكون أحد عناصر السرايا القدسية الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ليلازم بعدها الشهيد القائد محمد الترامسي "أبو السعيد" لينهل من عطائه وتضحياته وجهاده. حيث شارك شهيدنا في الرباط على الثغور في المناطق الحدودية وكله أمل في أن يلقى ربه شهيدا مقبلا غير مدبر.
هذا وشارك الشهيد في عدة عمليات لإطلاق الصواريخ على مغتصبة سيديروت الصهيونية ردا على اغتيال قادة سرايا القدس في شمال قطاع غزة الشهيد القائد محمد الترامسي والشهيد حسام أبو حبل والشهيد سمير بكر والشهيد أسامة ياسين.

الشهادة
في يوم السبت الموافق 1/3/2008 خرج الشهيد حسن أبو جاسر الساعة الواحدة فجرا من بيته إلى منطقة الاجتياح الصهيوني شرق مخيم جباليا بعد إن حمل سلاحه، ليرجع مرة أخرى للبيت قبل صلاة الفجر ليتوضأ ويصلي الفجر ويتوكل على الله ثم يتوجه مرة أخرى إلى أرض المعركة عازما على اللحاق بركب الشهداء، ليتم استهدافه بعدها بصاروخ صهيوني من طائرات الاستطلاع الصهيونية، حيث أصيب على إثرها بحالة خطيرة نتيجة لبتر رجله اليسرى ليدخل بعدها إلى غرفة العناية المركزة ليلقى ربه شهيدا بعد يومين من إصابته الخطيرة يوم الاثنين الموافق  3/3/2008. 

فهنيئا لك الشهادة يا حسن وأنت تلحق بقادتك ورفاقك المجاهدين الميامين إلى عليين في مستقر رحمته.

(المصدر: سرايا القدس، 3/3/2008)