الشهيد محمد الحرازين: مجاهد على درب العظماء

في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس العقيدة حاملين أرواحهم علي أكفهم وأنفسهم مشتاقة للحاق بركب الأطهار والمخلصين حيث جنان الخلد والنعيم.
الشهيد القائد محمد عطية الحرازين يمضي بعد رحلة جهادية حافلة بالجد والكد والعطاء وينال  Ù…ا تمناه من شهادة ورفقة العدنان.
"محمد" الذي كان عمله الجهادي وحبه للمقاومة هو سبب من أسباب تخليه عن الدراسة رغم أنه كان طالبا مجدّا في الدراسة، حيث أُبلغَ أهلهُ يوما أنه يخرج من المدرسة "تونس الثانوية " ÙˆÙŠØªØ±Ø¬Ù„ شرق حي الزيتون يقاوم العدو بحجارته، فما كان من والده ووالدته إلا إقصائه عن الدراسة خشية من أن يُصاب بأذى لتعلقه الشديد بالمقاومة والجهاد.. فبعد عشرة أعوام عادَ محمد منتصرا في مهمة جهادية وفاز بالجنة وحقق الله حلمه الذي قد بشّرهُ بالشهادة قبل يوم واحد من شهادته على حسب رواية أمه وزوجه.

النشأة والميلاد
ولد الشهيد محمد عطية الحرازين في تاريخ 27/12/1983م، لأسرة غزّيّة كريمة من حي الشجاعية، حيث كان ترتيبه الثالث بين إخوته. تعرض الشهيد محمد لحريق أدى إلى إصابة أطرافه السفلى حين كان في الرابعة عشرة من عمره، وأودى بحياةِ أخيه يوسف ذي التسعة أعوام، إلا أن محمدا بقلبه النقي الطاهر ورغم ألمه ترجل بكل أوجاعه صوب أمه وبدأ يبكي "ليتني أنا من متّ يا أمي وليس يوسف، كي لا أفتقده".
درس شهيدنا البطل المرحلة الابتدائية في مدرسة الإمام الشافعي، والمرحلة الإعدادية وحتى الثاني الثانوي في مدرسة "تونس".

صفاته وأخلاقه
وفي حوار خاص مع أم الشهيد محمد، قالت: "محمد كان الطفل الرجل، كان يجمع بين الرجولة وجمال الروح، طيب القلب حنونا، كثير الوصل لإخوته وأخواته، يرعى أمورهم ويساندهم إذا ما ضاقت بهم الحياة ما استطاع.. قبل أن يستشهد بساعات أخذ يدقق النظر في البيت وكأنه يودع المنزل بغرفه وأجزائه، يودعني ببسمته وطيفه الذي منذ استشهد لم أشعر يوما أنها فارقت زوايا المنزل".
أما زوجته "أم عطية" الصابرة المحتسبة التي كلما بدأت بالحديث غصت عيناها بالدموع حزنا لفراق زوجها، فقالت: الأمر الذي يزيد صبري أنه كان دائما يهيئني لهذه الأيام، دائم الحديث عن الشهادة والجنة".
وأضافت: "أبو عطية" كان حنونا طيبا معي يعينني في أمور ديني ودنياي، كثيرا ما كان يوصيني بأهله. (أبيه وأمه وإخوته)، يحب أبنائه (عطية، نيفين، ريماس) كثيرا، يحلم بأن يحقق لهم أمانيهم وأن يؤسس لهم مستقبلهم".

مشواره الجهادي
تربى شهيدنا المجاهد محمد الحرازين على موائد تحفيظ القرآن والذكر وكان مثالا للشاب المؤمن المجاهد العابد الملتزم بالمساجد، متأثرا جدا بالشهيد القائد ماجد الحرازين  "أبو المؤمن" ØŒ حيث انضم شهيدنا "محمد" لحركة الجهاد الإسلامي مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000Ù…. واستقى فكر الإيمان والوعي والثورة منتهجا درب الشقاقي الأمين.
وفي عام 2004 انضم شهيدنا المجاهد محمد الحرازين للعمل في صفوف الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (سرايا القدس). وكان له دور بارز في العديد من العمليات الجهادية التي أوجعت الاحتلال الصهيوني وأذاقته العذاب مرارا.
عمل شهيدنا في وحدة الهندسة والتصنيع التابعة لسرايا القدس - لواء غزة-ØŒ Ùˆ في الوحدة الصاروخية التابعة للسرايا بلواء غزة أيضا. كما شارك  ÙÙŠ العديد من عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على البلدات والمغتصبات الصهيونية المحاذية لقطاع غزة والتي كان آخرها قبل نحو شهرين من تاريخ استشهاده، 22من مارس لعام2011 Ù…ØŒ والتي استهدفت موقع نحال عوز العسكري شرق غزة واعترف العدو الصهيوني حينها بإصابة اثنين من المغتصبين الصهاينة. وشارك "أبو عطية" في Ø¹Ù…ليات صد التوغلات والإجتياحات الصهيونية للمناطق الشرقية في مدينة غزة.

استشهاده
بعد رحلة جهادية مشرفة قضي الشهيد القائد محمد عطية الحرازين نحبه في مساء يوم الثلاثاء 22/3/2011 خلال قصف صهيوني استهدفه أثناء خروجه من صلاة العشاء من مسجد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي شرق حي الزيتون برفقة رفقاء دربه الشهداء (سعدي - محمد عابد - أدهم الحرازين ).

(المصدر: موقع سرايا القدس، 22/3/2011)