أولها التنكيل أثناء الاعتقال.. الاحتلال الصهيوني يتفنن في تعذيب الأسرى

✍️ بقلم: Ø£‌. محمد الشقاقي

الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس

 Ù‚وات صهيونية خاصة تداهم منازل المواطنين العزل، كأنهم يحاصرون جيشًا بأكمله، وليس شابًا أعزلًا يجلس وسط أسرته في بيت متواضع.

يواصل الاحتلال الصهيوني سياسة الاعتقال لأبناء شعبنا الفلسطيني، وتحت هذه السياسة يمارس سلسلة من الانتهاكات بحق أسرانا الأبطال، أبرزها التنكيل والتعذيب أثناء الاعتقال، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه ليصل إلى إطلاق الرصاص الحي على الأسرى أثناء اعتقالهم.

الأسير المجاهد أرقم رياض هرشة (26 عامًا) من بلدة قفين شمال مدينة طولكرم، أصيب بعيار ناري في الفخذ أثناء اعتقاله من منزله قبل أيام، دون أن يسمح لعائلته أو أي أحد بإسعافه، واستمرارًا لمشهد العنجهية الصهيونية حطم أفراد القوة الخاصة سيارة والده وهاتف والدته.

هذا المشهد الأخير سبقه العديد من المشاهد التي حدثت مع كثير من الأسرى الفلسطينيين، فالأسير الشبل معروف الأطرش (15 عامًا) من بيت جالا، تعرض لضرب مبرح من جنود الاحتلال الذين انهالوا عليه بأعقاب بنادقهم، وهو معصوب العينين ومكبل اليدين، وحتى أن الأمر طال الأسيرات أثناء الاعتقال، أبرزهن الأسيرة المقدسية إسراء جعابيص (36 عامًا) التي تعاني من حروق خطيرة أصيبت بها وقت اعتقالها.

ويستمر مسلسل التنكيل والتعذيب للأسرى بعد الاعتقال، فإدارة مصلحة السجون تهمل أوضاع الأسرى الصحية السيئة ولا تكترث لمعاناة الأسرى وآلامهم، بل تضيق الخناق عليهم كأسلوب من أساليب العقاب الجماعي، وتسعى جاهدة لسحب إنجازاتهم التي حققوها خلال معاركهم مع سجانهم الظالم.

ما حدث مع الأسير المجاهد أرقم هرشة أثناء اعتقاله في الحادي عشر من مايو (أيار) 2020م، هو تجسيد للواقع الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على الأسرى الفلسطينيين أثناء الاعتقال، وهذا يحدث وسط الصمت الدولي وغياب المساءلة والمحاسبة الدولية، ما يجعل الكيان الصهيوني يتمادى في مواصلة ارتكاب جرائمه بحق الأسرى، مما ينذر بالخطر الذي سيتعرض له الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل تجاهل المجتمع الدولي الذي لا يوجه للعدو الصهيوني سوى بعض الانتقادات التي لا تترجم على أرض الواقع إلى خطوات تضغط على الكيان الصهيوني وتلزمه بالاتفاقيات التي تحفظ حقوق الأسرى وتنص على حمايتهم وضمان المحاكمة العادلة لهم.

14/05/2020