الهيئة القيادية لأسرى حركة الجهاد الإسلامي تنعى د. رمضان شلّح

بسم الله الرحمن الرحيم

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

الحمد لله رب العالمين، ناصر المجاهدين ومذل الطغاة المستكبرين، والصلاة والسلام على قائد سرايا المجاهدين، محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين وهو يقول: "والَّذي نَفْسي بِيَدِه، لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقتَلُ في سَبيلِ الله ثم أُحْيا، ثم أُقتَلُ ثم أُحْيا، ثم أُقتَلُ ثم أُحْيا، ثم أُقتَلُ".

نطق الشهيد والقول فصلٌ لا يخالطه المراء   لا يوقظ العبريُّ من سكراته إلا الدماء

تزف الهيئة القيادية لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الصهيوني، بألمٍ يعتصر قلبها وعقلها وروحها، تزف إلى الشعب الفلسطيني وإلى الأمة العربية والإسلامية أمينها العام السابق الشيخ المجاهد:

الدكتور/ رمضان عبد الله شلح " أبو عبد الله"

الذي نحتسبه شهيدًا عند الله بعد هذه الرحلة الطويلة والمباركة في مقارعة العدو الصهيوني وأمريكا، والتي جسّد فيها وخلالها قضية الشعب الفلسطيني أرضًا وشعبًا وهوية، فكان فينا بحق الوالد.

فهنيئًا لك أبا عبد الله وأنت تترجل عن صهوة جوادك العربي الأصيل بعد هذه الرحلة الطويلة التي تجاوزت الأربعة عقود من الزمان، بدءًا من معسكر أبي دجانة في أرض الكنانة، وخطب الشجاعية وباحات الأقصى، مرورًا بهارفارد وليس انتهاءً بالأمانة العامة ورباط طويل في الشام وإنما بالشهادة في سبيل الله.

هنيئًا لك وأنت تترجل عنّا كما لتوّه شهر رمضان بخيره وعطاياه، فكنت اسمًا على مسمى الشيخ المجاهد (رمضان) لا تحيد ولا تلوي على غيرها.

هنيئًا لك وأنت ترتقي إلى العلا عندما ملأت سمع العالم وبصره بصوتك الهدّار، ولوائك المغوار (سرايا القدس) وقريحتك الموجوعة لحال شعبنا المشرّد في كل أصقاع الدنيا.

هنيئًا لك وأنت تترك بصمتك الخاصة على امتداد العالم العربي والإسلامي، بل خاطبت ودرّست العالم بلغته بأبلغ ما يكون ذلك فكنت بحق سفير الشعب وسفير الأمة وسفير المستضعفين.

هنيئًا لك سيدنا ونحن نستشعر اليوم فداحة رحيل هذا العالم الموسوعي الذي ألمّ بالعلوم وتلابيبها من الإسلام إلى التاريخ والجغرافيا السياسية والفلسفة والمنطق واللغات والحضارة والثقافة والكتابة والأدب والشعر والنثر.. إلخ، فكنت بحق موسوعة ثقافية ومعرفية فريدة من نوعها تمشي بفلسطين، وأتته الخطى بين الشعوب والأمم والحضارات فكرًا وممارسة، واليوم إرثًا مباركًا تتربي عليه الأجيال، هنيئًا لك أيها الوالد المجاهد وأنت تمثل اليوم صخرة فلسطينية مقدسة وعبئًا ثقيلًا قد أُزيح عن صدور أمريكا والعدو الصهيوني بعدما رصدوا الملايين للنيل من رأسك الطاهرة.

هنيئًا لك أيها الفارس المقدام وأنت تترك هذه الحركة أصلب عودًا وأقوى شكيمة وأكثر إصرارًا وتصميمًا على المسير نحو القدس بسرايا القدس التي لا تبصر من بنادقها إلا مآذن القدس.

هنيئًا لك أيها المعلم وأنت تترك فينا أم الوصايا بوجوب الوحدة وإنهاء الإنقسام الفلسطيني، ولقد بحّ صوتك وتعب قلمك وقدمك في سبيل ذلك.

هنيئًا لك شهيدنا وأنت تترك فينا بل تقلدنا هذه الحالة الفريدة من نوعها، وهذا النموذج الرفيع في المدرسة الثورية الفلسطينية والعربية والإسلامية بل على مستوى حركات التحرر حول العالم، اليوم الجميع مدعو لدراستها والتأمل فيها طويلًا.

علوٌ في الحياة وفي الممات   لحقٌ أنت إحدى المعجزات

شكرًا جزيلًا أيها الوالد الحبيب، جزاك الله عنا خير الجزاء وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء، لك منا العهد والوعد على أن يبقى لسان حالنا ومقالنا ينشد:

(الدم بالدم، الهدم بالهدم، لا نقيل ولا نستقيل ولو على حجر ذبحنا)

نداؤنا لأنفسنا أولًا ومن ثم لشعبنا ولأمتنا ولكل المستضعفين في كل الأرض أن سيروا على ما سار عليه الشهيد الدكتور رمضان عبد الله أبا عبد الله، وستبقى مسيرة الشهداء مستمرة حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين من دنس الحركة الصهيونية ومن حلفها الاستكبار العالمي.

وإنه لجهاد، جهاد نصرٌ أو استشهاد

الهيئة القيادية العليا

لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الصهيوني

الأحد 15 شوال 1441ه

الموافق 07/06/2020م