الشهيد رامي أبو لحية: عزيمة لا تلين

رامي يا من كنت بيننا علماً شامخاً بين إخوانك وأحبابك، فلا ننسى عينيك اللتين تنضحان شعاعاً ينير لنا الطريق، فخطواتك تشق الطريق في عزيمة وإرادة ومضاء، وروحك الزكية يسكنها الأمل، رغم الصعاب والعقبات، كنت دائماً متفائلاً، كنت رجلاً شجاعاً، فرحلت إلى الجنان ولكن طيفك لا يزال يسطع أمام أعيننا فأنت شمس لن تغيب تسكن في قلوبنا بعد فراقك الأليم، إنه الشهيد رامي عبد الكريم أبو لحية ابن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. 

ميلاد فارس
بتاريخ 26/12/1978 أشرقت شمس شهيدنا رامي عبد الكريم أبو لحية رحمه الله في مخيم جباليا، مخيم الشهداء والاستشهاديين الواقع شمالي قطاع غزة لأسرة فلسطينية تتكون من خمسة أفراد، حيث أن شهيدنا متزوج وله طفل واحد وطفلتان صغيرتان لا تتجاوز أعمارهن العاشرة من العمر. 

تعليمه
تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي والإعدادي بمدارس جباليا داخل المخيم، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة ذكور جباليا الإعدادية "أ"، ومن ثم أكمل مسيرته التعليمية الإعدادية بمدرسة ذكور جباليا الإعدادية "هـ"، ولم يكمل شهيدنا دراسته حيث أتم الدراسة للمرحلة الإعدادية فقط بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي كان يمر بها قبل استشهاده، وهذا ما دفعه إلى الاتجاه نحو العمل المهني.
تميز شهيدنا بعلاقة واسعة وكبيرة بين أهله وسكان الحي الذي يعيش فيه، اشتد أثرها بين أصدقائه وإخوانه، من أبناء المخيم، لاسيما دور المسجد الهام في ذلك، حيث التزم شهيدنا بمصلى علي بن أبي طالب وسط المخيم، وتذكر زوجة الشهيد المجاهد أنه كان دائماً يحثها على الصلاة وتعليم أبنائها على الصلاة رغم صغر سنهم، وتذكر موقفاً قبل استشهاده بساعات أخيرة قائلةً: "طلب منى صلاة ركعتين والدعاء له بالتوفيق في عمله الذي سوف يقوم به".

كان شاباً محبوباً، ضحوكاً، الابتسامة لا تفارق وجهه البشوش، وكان حنوناً على أبنائه الصغار. 

ودّع الأهل وانطلق نحو الهدف
وتقول زوجته عن وداعه لعائلته قبل خروجه لتنفيذ العملية: "قبل خروج رامي ودّع جميع أبنائه وبناته الصغار بعد أن احتضنهم لدقائق معدودة ثم خرج من بعدها ليغتسل ويصلي صلاة العصر في بيته وينطلق نحو هدفه السامي والنبيل نحو طريق الجهاد والشهادة لتكون هي بداية الطريق".

استشهاده
بتاريخ 19/9/2004 كانت ليلة مختلفة عن باقي الليالي فقد جهّز شهيدنا نفسه وانطلق نحو الهدف، كان الهدف زرع عبوة ناسفة لآلية صهيونية على طريق معبر كارني التجاري شرقي مدينة غزة، وقد كان برفقته 3 مجاهدين من أبناء سرايا القدس، وبعد أن اكتشف العدو الصهيوني أمرهم أطلق عليهم زخات كثيفة من الرصاص فاستشهد رامي وارتقى لجنان العلا وأصيب من معه في اللحظة نفسها، ليسطّر بدمائه الزكية صورة من صور الجهاد والمقاومة، رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته.

(المصدر: موقع سرايا القدس، 19/9/2004)