أوجاع البوسطة، قصص حقيقية من واقع الأسرى الفلسطينيين | للأسير المحرر جمعة عبد الله التايه

سلسلة فكر وأدب السجون

الإصدار العاشر : أوجاع البوسطة، قصص حقيقية من واقع الأسرى الفلسطينيين

المؤلف : الأسير المحرر جمعة عبد الله التايه

في هذا الكتاب:

البوسطة لا يعرفها إلا من تقلب على كراسيها الحديدية، وذاق برودتها وحرّها، وزكم أنفه برائحتها النتنة واختنق بغبارها وضيقها ورطوبتها القاسية؛ لذلك فالبوسطة قصة، حكاية، رواية، وجع، همسات، شهقات وآهات.

البوسطة هوس الأسرى، فكم من الأسرى تنازلوا عن العلاج وكم رفضوا الذهاب للفحص أو إجراء عملية جراحية أو غيرها في المستشفيات، وفقط السبب كان البوسطة، آلامها وصعوبتها.

إن البوسطة وما فيها وما حولها هي قمة الإنجازات الأمنية التي تفتقت عنها العقلية الصهيونية في الاحتياط والاحتراس والهوس الأمني الجنوني، لقد مرت البوسطة بمراحل عديدة حتى وصلت إلى هذا الشكل من التطور، أطباق من الحديد الصلب بعضها فوق بعض، وربما إذا رأت أن هناك حاجة للتطوير ومجاراة العصر تبدع ذهنيتها أكثر من ذلك وأدق احتياطًا واستجابة للظّروف.

وهكذا تعد البوسطة، تبني الكيان الصهيوني وتضخمه على حساب هذا الشعب المذبوح، ولكن الذي يعزي الأسرى أنهم يملكون الإرادة وما زالوا، والبوسطة لم تمتهم كما مات أولئك العبيد، وإنما زادتهم كرهًا لهم ووعيًا بحقيقتهم، وحبًا في المقابل لأرضهم وشعبهم ووطنهم.