نضال زلوم.. مجاهدٌ أرعب المحتل بعملية طعن جريئة في القدس

بعد إحيائه ليلة القدر

✍️ بقلم: أ. ياسر صالح

📖 وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

في بيت أُسس على تقوى الله وطاعته نشأ مجاهدنا البطل نضال عبد الرازق زلوم، الأمر الذي جعله من المواظبين على الصلاة في المساجد منذ نشأته، ما انعكس إيجابًا على نموه الدراسي ليصبح من الطلبة المتميزين والمتفوقين.

أنهى نضال دراسة الثانوية العامة في مدينة رام الله مسقط رأسه، والتحق بجامعة بيرزيت التي تخرّج منها حاصلًا على درجة البكالوريوس تخصص اللغة العربية، حيث اختار ذلك التخصص؛ لأن اللغة العربية لغة القرآن الكريم.

وفي ظل استمرار الجرائم الصهيونية وارتفاع حدتها يومًا بعد يوم عقب اندلاع انتفاضة الحجارة، سيما فرض الاحتلال تقييدات وعقبات على الفلسطينيين في الأماكن المقدسة خصوصًا المسجد الأقصى المبارك، قرر المجاهد نضال وهو أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي في رام الله أن يقوم بعملية طعن ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه.

وعلى طريق الواجب رغم الإمكان؛ اختار مجاهدنا شهر رمضان المبارك وليلة القدر ليحييها في المسجد الأقصى وينطلق بعدها لتنفيذ عملية طعن بطولية في شارع يافا بغربي القدس المحتلة، ليؤكد على أن القدس واحدةً موحدة للشعب الفلسطيني وأنه لا مكان لهذا الاحتلال في وطننا.

وبحسب صحيفة "معاريف" العبرية بتاريخ 04/05/1989م فإن "شاب عربي بصرخات الله أكبر قتل 2 من الإسرائيليين في قلب القدس وأصاب 3 آخرين".

وأوردت الصحيفة وفق التحقيقات أن "المنفذ وصل القدس يوم الثلاثاء بعد الظهر ليقيم ليلة القدر في الأقصى، وفي تمام العاشرة والنصف صباحًا خرج باتجاه غربي القدس من باب نابلس وانتقل بعدها لميدان الجيش ثم لشارع يافا المليء بالناس، وبه نفّذ العملية طاعنًا خمسة صهاينة قُتل منهم 2 وأعلن عن إصابة 3 آخرين بجراح متفاوتة قبل أن يتم اعتقاله من قبل قوات الشرطة".

وعقب عملية الطعن البطولية فرضت قوات الاحتلال تشديدًا كبيرًا في مدينة القدس المحتلة وقامت بنشر نحو 3 آلاف شرطي صهيوني، حيث قال قائد الشرطة (دافيد كراوس) "سنلغي كل الإجازات ونعمل بكل قوة وبورديات طويلة لتأمين احتفالات ذكرى (الاستقلال)"

وبعد عملية الاعتقال تعرض المجاهد نضال زلوم لتحقيق قاسي في سجون الاحتلال، حُكم عليه لاحقًا جورًا بالسجن المؤبد مرتين و30 عامًا، وأُفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار بتاريخ 18/10/2011م بعد قضائه نحو 23 عامًا بالأسر ثائرًا لم تُضعف عزيمته قضبان السجن، حيث كان أحد قيادات الحركة الأسيرة، وقد ألّف داخل السجن كتابًا بعنوان "الدعاء نور وثورة" وله العديد من المقالات والأبحاث والقصائد الشعرية والخواطر التي نُشرت في العديد من المجلات والصحف المحلية والعربية.

وبعد التحرر بدأ نضال زلوم حياته من جديد، فتزوج وأنجب طفلتين، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله مرةً أخرى في 18/06/2014م وما زال يعاني مرارة السجن حتى الآن داعين المولى له بالفرج العاجل.

حديثنا في المرة القادمة عن المجاهد المحرر رأفت حمدونة منفذ عملية بطولية في عسقلان عام 1990م.

17/11/2021