كلمة الأسير المجاهد محمود كليبي لدخوله عامه العشرين في سجون الاحتلال

اصرخ يا رحم المقاومة وزمجر.. أوَلسنا من رحمك؟!.. أوَلسنا أبناءك البررة؟!.. أوَلسنا من سمعنا وأطعنا ولبينا النداء حين نادى المنادي؟!.. أوَلسنا من ذاد عن الحمى وكبّر؟!.. ألم تشتاقين إلينا؟!.. وتكفكفي الدمع.. وتضمين الضنا وتفخرين.. ألم يهزك ألم الفراق الطويل؟!.. مضت السنين ببيت العرين.. فالشوق ألهب خاطري ومشاعري وهز كياني.. فأعياني طول الأمد وأشقاني.. فما زال في أعماقي بقية من ثورة وأمل.. فلا أريد أن يخبو ذاك اللهيب بداخلي ويذبل.. وكذلك البصيص من وهج الأمل..

يا نهج المقاومة تكلم ولا تتلعثم.. ولا تتركنا للخوف وطول الانتظار ينهشنا الملل والإعياء والسقم.. سنبقى نلتمس الشعاع المتسلل خلسةً.. يخترق الشوق وينبعث منه الروح والأمل لعله يسرج ويضيء لنا عتمة الطريق وتشرق لنا شمس الحرية وتنبض الروح من جديد.. فراقك أمي أعياني وجف الدمع في مقلتي.. لطالما رأيت في وجهك الأمل وحكايات وتراث الوطن الجميل.. أماه يا رحم المقاومة.. يا رحم فلسطين.. لم يمض إلا عشرون عامًا من بين أنياب التنين أتريدين المزيد؟!.. والعمر مضى وتقدم ولست أبخل.. ولست أضجر.. ولكنه الأمل والوعد الصادق.. ولست أُقهر.. اصرخ يا رحم المقاومة وزمجر.. وارسم صورةً للحرية.. أو ما يكفي؟!.. أوَ ما يحين وينتهي هذا المخاض العسير؟.. ويغدو حقيقة.. ويسطع فجر ميلاد حرية كم جديد.

الأسير المجاهد/ محمود عطية كليبي

سجن نفحة