في 26 تشرين أول تطل علينا ذكرى استشهاد الأمين العام المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي

ونحن نقترب من الذكرى

✍️ بقلم: أ. ياسر صالح

📖 وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

الشقاقي الذي لم يبخل على فلسطين بكليته.. مشاعرًا وفكرًا وروحًا وجسدًا..  الشقاقي أضناه البحث عن فلسطين فوجدها في قلب القرآن آية يقرؤها المسلمون.. فلسطين أرض الإسراء والمعراج.. فلسطين الأقصى قبلة المسلمين الأولى.. فلسطين فتحها المسلمون وتسلم مفاتيحها الخليفة عمر رضي الله عنه، وجعل الشقاقي بوعيه وفكره من فلسطين القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية وبذلوا على طريقها التضحيات.. اعتقالات وشهداء ومبعدين.. وابتلي الشقاقي بثلاثتها اعتقالًا وإبعادًا وشهادة.

الشقاقي، الأول الذي وجه البوصلة نحو فلسطين، الأول الذي أعاد للوطنية والقومية بعدها الحقيقي لتكون على أرضية الحضارة الإسلامية في مواجهة الغرب.

الشقاقي أكد على أن الاحتلال غدة سرطانية وهي التجسيد الغربي في المنطقة لتبقى ممزقة منهوبة الخيرات وموالية للغرب

الشقاقي، الواجب فوق الإمكان.. الكف الذي يواجه المخرز.. سبح رغم كل الظروف ضد التيار.. فالمنطقة كانت مقسّمة إما منكفئة وذاهبة للسلام وإما في مواجه مع إيران، وثالثة ذاهبة إلى مواجهة الروس في أفغانستان.

الشقاقي، رغم كل ذلك شق طريقه إلى فلسطين ليؤكد أن البوصلة التي لا تشير إلى فلسطين بوصلة مشبوهة، وأوجع الجهاد الإسلامي الاحتلال وحين تبني الدكتور الشقاقي لعملية بيت ليد المزدوجة قرر (رابين) رئيس الحكومة الصهيونية قتله لأنه تبنى عملية بيت ليد وأظهر التفاخر حين ذلك، وقال الدكتور ردًا على التهديد (أنني عشتُ أكثر مما أتصور والأجل حارس العمر)، ولكن العدو المجرم لم يمهله طويلًا فطالته رصاصات الغدر في مالطا لتتحقق أمنيته بالشهادة، وكان عائدًا من ليبيا يسعى لحل مشكلة من مشاكل اللاجئين الفلسطينيين في ليبيا، ورغم ارتقائه شهيدًا وهو في مقتبل عمره إلا أن أفكاره مازالت تثبت صوابيتها، ويتبناها الجميع، ولم تعد غريبة محاربة كيوم طرحها ومهرها بالتضحيات.

أليس من حقه علينا ان نلقبه بشهيد الأمة؟!

الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي شهيد الأمة.

15/10/2022