هل يتحقق حلم إبراهيم ويضع وردة على قبر أبيه؟

توجه إبراهيم ابن الحادية عشرة إلى مدرسته لتقديم الامتحان وذهنه مشغول بما ينتظره خلال الساعات القادمة، بعد أن تتسلم عائلة زعول جثمان والده الذي استشهد وهو لم يتجاوز السنة الثانية والنصف من عمره. Ù…يرفت زعول والدة إبراهيم أبلغته أن الاحتلال سيسلم جثمان والده وسيتم دفنه أخيرا في قبر "تستطيعُ زيارته كلما اشتقتَ لأبيك"ØŒ فكان رد فعل الطفل أن سارع بالقول "خليه يصير لأبوي قبر لأقدر أزوره وأضع عليه وردة". Ø¥Ø¨Ø±Ø§Ù‡ÙŠÙ… لا يتذكر والده ولا يعرفه إلا من خلال الصور، ويبنى ذاكرته عن والده على ما ترويه له أمه، فينطلق بعد ذلك بين أقرانه يقص عليهم أحاديث والده وكأنه عاشها معه لحظة بلحظة.
الشهيد محمد عيسى زعول مواليد 25 شباط 1981ØŒ من قرية حوسان غرب بيت لحم استشهد في عملية فدائية في القدس يوم 22 شباط 2004ØŒ ومنذ ذلك الحين تواصل حكومة الاحتلال احتجاز جثمانه وترفض تسليمه لعائلته. ÙˆØªØ®Ø´Ù‰ عائلة زعول الذي ورد اسمه في القائمة الأولى للجثامين التي ستسلمها دولة الكيان للسلطة الفلسطينية أن تتراجع دولة العدو في أي لحظة عن تنفيذ الاتفاق، وتقول زوجة الشهيد "نتوقع أي شيء من الكيان فالكل متخوف ومتشكك من النوايا الصهيونية وقد تعودنا على أن تتراجع حكومة الاحتلال في أغلب الأوقات". ÙˆØªØ±Ù‰ ميرفت زعول وهي منسقة في الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء أن تسليم الجثامين نجاح كبير للحملة التي أطلقها مكتب القدس للمساعدات القانونية.
وتوفيت والدة الشهيد محمد زعول في 15 رمضان من العام الماضي دون أن تودع نجلها، واصيبت تلك الوالدة بحزن شديد عندما تراجعت حكومة الاحتلال عن تسليم جثمان ابنها الذي كان اسمه ضمن صفقة شاليت، حتى أنها باتت تردد "لا أريد أن يدخل عليّ محمولا" وكانت سرعان ما تحتضن ابنه إبراهيم محاولة التغلب على مشاعرها.
أما زوجة الشهيد محمد فترى في تسلُّم الجثة وضع حد لجرح نازف طالما تسبب لها ولعائلة زوجها بالألم والمعاناة، وتقول: "الجرح للجميع، وليس من السهل أن تفقد انسانا عزيزا عليك مرتين"، وتضيف "كنت أتابع كل الأخبار عن مقابر الأرقام وكنت أعاني نفسيا عندما كنت أسمع عن السيول التي جرفت جثامين الشهداء أو عندما كانت أنباء تتحدث عن نهش الكلاب للجثامين ووضع أربعة شهداء في قبر واحد، إنه أمر يعكس نفسية سيئة علينا ونحن نرى مصير أعزائنا على هذا الحال".
يشار إلى أن حكومة الاحتلال قررت تسليم جثامين 90 شهيدا فلسطينيا محتجزين في مقابر الارقام منذ سنوات طويلة، ومن بينها جثمانان لشهيدين من محافظة بيت لحم هما: محمد عيسى خليل زعول من قرية حوسان وعلي منير يوسف جعارة من مخيم عايدة.

(المصدر: وكالة معاً الإخبارية، 31/5/2012)