قائمة شهداء الأرقام تبدد أمل عائلة البوز في نابلس

بدد ورود اسم الشهيد عبد الناصر عادل البوز من محافظة نابلس، ضمن قائمة أسماء شهداء مقابر الأرقام الذين ستسلمهم سلطات الاحتلال، لذويهم، أمل أسرته التي عاشت ثلاثة وعشرين عاما على أمل لقائه. Ø¹Ø§Ø¦Ù„Ø© الشهيد البوز لم تكن تعلم مصير نجلها عبد الناصر حتى تلقت اتصالا هاتفيا من محافظة نابلس، يخبرها بورود اسم البوز بقائمة شهداء الأرقام التي تم تسليمها. يقول شقيق الشهيد، وائل: "كانت صدمة بالنسبة لي، رغم أن الأمل بوجوده على قيد الحياة كان ضئيلا جدا، الحزن تجدد، والشعور بالقهر لا يمكن وصفه".
ويروي شقيق الشهيد الثاني، هاني قائلا: "عبد الناصر كان ينوي السفر إلى الأردن تهريبا عن طريق الأغوار في شهر آب من العام 1989 ومنذ ذلك الوقت لم نعلم عنه شيئا، كنا نعتقد أنه يمكن أن يكون أسيرا سريا لدى سلطات الاحتلال، لكننا حتى الآن لا نعلم كيف تمت تصفيته، وما هي ظروف استشهاده؟'. ويشير الشقيق الثالث للشهيد، نائل إلى أن عائلته لم تترك جهة إلا وتوجهت لها للسؤال عن مصير عبد الناصر، وكانت إجابة السلطات الصهيونية بالنفي عن معرفتها أي معلومة عن مصيره.
وكان والدا الشهيد توفيا قبل أن يعلما مصيره، ويشير نائل: "قبل أن تتوفى الوالدة في العام 2006 كانت تملك قلادة عليها سبع ليرات من الذهب، وقبل وفاتها طلبت بتقسيمها علينا، وترك واحدة لعبد الناصر شقيقنا'. وفي كل مرة كانت تردد: "لما يرجع عبد الناصر سأعطيه كذا.. سأقول له كذا".
والشهيد عبد الناصر عادل البوز هو ضمن قائمة الدفعة الأولى من قائمة شهداء مقابر الأرقام إلى جانب ستة وعشرين شهيدا آخر من محافظة نابلس. والبوز من مواليد عام 1965 من سكان حارة القيسارية داخل البلدة القديمة بنابلس وهو شقيق لستة أخوة. ويقول صديقه المقرب ناصر جمعة أن الشهيد البوز كان من القادة البارزين خلال الانتفاضة الأولى، واشتهر بوطنيته، وتصدره لجميع الفعاليات الوطنية، وكان اعتقل عدة مرات حيث كان من أوائل القيادات الميدانية للانتفاضة الأولى، عندما كانت الضغوطات تنهال على أسرته ليسلم نفسه لكنه رفض إلى أن نجحوا بالتخلص منه من خلال كمين نصبوه له.
ويقول جمعة: "رغم أننا تلقينا خبر استشهاده وكأنه اليوم، ورغم أنه حرك مشاعر قديمة ومؤلمة إلا أننا شعرنا بنوع من الراحة لأننا سنتمكن من زيارة قبر له بالمستقبل، وستكون رفاته مرتاحة في المكان الذي كانت يجب أن تكون فيه". ويشير صديقه المقرب سامي تيم إلى أن البوز هو من مؤسسي مجموعة الفهد الأسود، وكان قوي البنية والشخصية، هدفه خدمة الوطن بالدرجة الأولى، لا يحب الظلم والظالمين".
ويجتمع أشقاء الشهيد في ديوان القيسارية داخل البلدة القديمة يتلقون التعازي وكأن أخاهم عبد الناصر استشهد اليوم.

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 31/5/2012)