مجزرة خانيونس.. حكاية موت كتبت بمدام الدم

في الثالث من شهر نوفمبر - تشرين ثاني من كل عام يستذكر الفلسطينيون مجزرة خان يونس التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في العام 1956 وراح ضحيتها أكثر من خمسمائة شهيد من أبناء المدينة علاوة على عشرات الجرحى والمشردين والأيتام والثكلى، حيث أن صورة الإجرام لا زالت عالقة في أذهانهم حتى اللحظة.
فقبل 56 عاماً أي في العام 1956 ارتكب قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة بشعة في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى من أبناء المحافظة، إضافة إلى المئات من الشهداء مصريين.
واستمرت هذه المجزرة عدة أيام سقط خلالها العديد من الشهداء والجرحى وقد بلغ عدد هؤلاء الشهداء ضعف عدد شهداء مجزرة دير ياسين وعشرة أضعاف مجزرة كفر قاسم، ورغم ذلك فإن هذه المجزرة لم تلق الاهتمام الذي تستحقه من المحققين والباحثين ولم تلق التغطية الإعلامية المناسبة.

بداية المجزرة
بدأت المجزرة في صباح الثالث من نوفمبر 1956 بمكبرات الصوت من على مركبات الاحتلال العسكرية تنادي بخروج جميع الشبان والرجال من سن 16 عاماً وحتى سن الخمسين وقامت باقتيادهم إلى الجدران ثُم أطلقت عليهم النيران دفعة واحدة من أسلحة رشاشة سقط على أثرها ما يزيد عن 500 شهيد.
وقد تواصلت هذه المجزرة حتى الثاني عشر من شهر نوفمبر 1956 حيث واصلت قوات الاحتلال مجازرها بحق المدنيين من خان يونس ومخيمها، بالإضافة إلى قوات من الجيش المصري المدافعين عن المدينة موقعه المئات من الشهداء والجرحى.
ورغم بشاعة المجزرة ودمويتها فلم يتم تقديم مرتكبي هذه المجزرة إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم ومعاقبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق أبناء شعبنا، لذلك فقد واصلت قوات الاحتلال بعدها ارتكاب العديد من المجازر الدموية بحق أبناء شعبنا في الوطن والشتات بشكل يدل على حقدهم الدفين بحق الفلسطينيين.
ورغم هذه المجزرة الرهيبة فقد ازداد شعبنا تمسكاً بأرضه وبحقوقه المشروعة، ولا يزال الفلسطينيون وبعد مضي ستة وخمسين عاماً على المجزرة يذكرون ويحيون ذكرى المجزرة لتكون نبراساً للأجيال القادمة، لأننا شعب لا ينسى شهداءه فإذا مات الكبار فإن الصغار يواصلون المسير ويحيون ذكرى شهدائهم وليس كما قالت "جولدا مائير" رئيسة وزراء الاحتلال السابقة عندما سؤلت عن قضية فلسطين فقالت: "يموت الكبار وينسى الصغار ولن تعدو ثمة مشكلة".

إحصائية الشهداء
ولم تكن المجزرة هي الوحيدة بل كانت هي الأعنف والأقسى، فكانت في أكثر من موقع، فلم يخلوا بيت إلا وقد أصابه نصيب من الشهداء والجرحى، وهناك تضارب في عدد الشهداء فبعض المؤرخين قالوا إن عدد شهداء مجزرة خان يونس فاق 530 شهيداً، وبعضهم الأخر أكد أن عدد الشهداء قارب الألف شهيد من الرجال والشباب والأطفال والنساء، ومن شدة الإجرام وقسوته فإن أهالي الشهداء دفنوا جثث شهدائهم بعد مرور أربعة أيام بشكل عشوائي، حيث كانت الجثث ملقاة في الشوارع.

فيما ذكر أن المجزرة راح ضحيتها أكثر من خمسمائة مواطن غدراً، وكان مجموع الشهداء من المدنيين والعسكريين الفلسطينيين والمصريين تبعاً للروايات أكثر من2000 شهيد، ولكن لا يوجد تأكيد رسمي لذلك ولكن الشهداء من المدينة الذين قتلوا خارج المعارك أقل من ذلك وربما تراوح بين 500-600 شهيد، حسب المؤرخين.

(المصدر: صحيفة الاستقلال، 5/11/2012)