حلم والد الشهيد معاوية روقة

بات الحاج السبعيني أحمد روقة الآن قادراً على زيارة قبر نجله معاوية ليمسد عليه التراب ويقرأ الفاتحة بعد أن حُرم من هذه الأمنية لمدة17 عاماً أسر خلالها الاحتلال جثمان الشهيد في "مقابر الأرقام".
معاوية الذي ينتمي لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، كان قد نفذَّ عملية فدائية بتفجير نفسه في عدد من الجنود عند إحدى المستوطنات التي كانت في جنوب قطاع غزة.
وانتظر والد الشهيد ساعات طويلة أمام معبر بيت حانون، شمالاً، تحت أشعة الشمس الحارقة لاستقبال رفات معاوية، الذي كان ضِمن رفات 91 شهيداً استردها الفلسطينيون من الاحتلال الصهيوني بعد سنوات من الأسر في "مقابر الأرقام".

بمجرد أن لاحت المركبات التي تحمل رفات الشهداء داخل معبر بيت حانون من الجانب الصهيوني، لم يتمالك روقة 70عاماً نفسه، وذرف الدموع بشدة قبل أن يعتلي المركبة ويسند رأسه على التابوت وهو يبكي نجله.
ووصل رفات الشهيد إلى غزة، ضِمن 12 رفاتاً أفرجت عنها سلطات الاحتلال، فيما سلمت رفات 79 شهيداً للضفة الغربية.
وكان معاوية بحسب اعتراف الاحتلال الصهيوني بعد 17 عاماً على أسر جثمانه في "مقابر الأرقام" كما يقول والده-  Ù‚د قتل ما يزيد عن ثلاثة جنود من جيش الاحتلال في عمليه فدائية نفذها بتاريخ الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران لعام .1995 ورغم تأخر مواراة جثمان معاوية الثرى وفق المراسم الإسلامية والفلسطينية المعهودة، إلا أن والده أبدى فرحة كبيرة بتحرير جثمان نجله. ويعتبر الفلسطينيون أنه باسترداد جثامين الشهداء تتغير المعادلة من تحويلهم إلى أرقام كما أراد الاحتلال إلى رموز وعناوين وطنية.

وقال روقة بتحدٍ: "إن يوم وصول رفات ابني هو عرس وطني".
وتحتجز الصهاينة في مقابر الأرقام جثامين مئات الشهداء الفلسطينيين منذ سنوات طويلة. وأقامت دولة الاحتلال هذه المقابر منذ زمنٍ بعيد، وتحتجز فيها جثامين فلسطينيين كعقاب لذويهم.
ومعظم الشهداء الأسرى في مقابر الأرقام نفذوا عمليات فدائية وأوقعوا خسائر بشرية موجعة لليهود.
وطالب روقة بالمزيد من ضربات المقاومة لتحرير كافة الأسرى الفلسطينيين سواء الأحياء منهم وهم المعتقلون خلف القضبان، أو الأموات المدفونون في "مقابر الأرقام".

وقال والد الشهيد: "فرحتنا كبيرة بدفن معاوية في غزة، والفرحة الكبرى حين يحرر كافة الأسرى الفلسطينيين الأحياء والأموات".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 3/6/2012)