29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير محمد براش يتحايل على والدته كي لا تكتشف أنه أصبح كفيفاً

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    "لا تقل لأمي أنني صرت أعمى. هي تراني وأنا لا أراها. أبتسم، وأتحايل عليها عندما تريني صور إخوتي وأصدقائي وجيران الحارة على شباك الزيارة، فهي لا تعرف أنني أصبحت كفيفاً بعد أن دب المرض في عيني حتى غزت العتمة كل جسدي. لا تقل لها أنني أنتظر عملية جراحية لزراعة القرنية منذ سنوات لكن إدارة السجن تماطل وتستدعي إلى عيني كل أسباب الرحيل عن النهار".
    هذا بعض ما كتبه الأسير الفلسطيني محمد براش في رسالة لشقيقه يشرح له فيها أسباب لجوئه مع زملائه إلى الإضراب المفتوح عن الطعام والذي دخل يومه العاشر.
    وقصة براش المؤلمة هذه واحدة من آلاف القصص المتشابهة لنحو خمسة آلاف أسير يعيشون في أقبية السجون الصهيونية، بعضهم معزولاً لم ير أهله ولا نور النهار كاملاً منذ سنين طويلة، وبعضهم مريض ولا يجد طريقاً للعلاج، والبعض الآخر أمضى سني شبابه في السجن ووصل إلى خريف العمر ولم يعد له أمل كبير في الموت بين أهله.
    ودفعت هذه المعاناة عدداً من الأسرى إلى اللجوء إلى إضراب مفتوح عن الطعام متواصل منذ شهرين. وتبعهم في "يوم الأسير الفلسطيني" في 17 الجاري (1300 أسير آخر)، بينهم أسرى أعلنوا الإضراب ليس فقط عن الطعام وإنما أيضاً عن الماء، ما يهدد حياتهم بصورة فورية.

    واعتبر وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع أن "إقدام بعض الأسرى على إضراب حتى عن الماء يعكس حجم الضيق الذي يعيشون فيه".  ÙˆÙ‚ال انه وجّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "للتدخل العاجل لحل محنة الأسرى الفلسطينيين لأن استمرار الإضراب يهدد حياة الكثيرين منهم بصورة جدية".
    وبدأت الاحتجاجات في السجون بإضراب فردي من الأسير خضر عدنان (35عاماً) الذي امتنع عن تناول الطعام مدة 66 يوماً، تبعته الأسيرة هناء شلبي (27عاماً) التي أضربت عن الطعام نحو 50 يوماً، ثم تبعهما عدد من الأسرى الذين يتواصل إضرابهم منذ نحو شهرين حتى وصل عدد المضربين عن الطعام إلى أكثر من 1300 أسير.
    وقال رئيس "نادي الأسير" الفلسطيني قدورة فارس: إن الأسرى يعانون أوضاعاً بالغة السوء، ما دفعهم إلى الإضراب المفتوح عن الطعام. وأوضح أن 19 أسيراً معزولون في زنازين منفصلة، بعضهم منذ 12عاماً، من دون أن تتاح لهم رؤية أسرهم أو حتى رؤية النور. ولفت إلى أن الأسير حسن سلامة، المحكوم بالسجن المؤبد، بعث برسالة قال فيها انه لم ير الشمس منذ 12عاماً إذ يعتقل في زنزانة منفردة لا يرى فيها أحداً ولا يسمح لعائلته بزيارته. وأضاف أن بعض الأسرى أمضى ما يزيد عن 30 عاماً في الأسر.
    ويطالب الفلسطينيون بإطلاق عدد من الأسرى المرضى، وكبار السن الذين يتهددهم الموت وراء القضبان. وقال الأسير المحرر نائل البرغوثي الذي أمضى 33عاماً ونصف العام في الأسر وأفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في مقابل الجندي غلعاد شاليت، أن "عدداً من الأسرى بات مقعداً يستخدم كرسي المقعدين، ولا يستطيع استخدام الحمام بمفرده، كما أن بعض الأسرى يعاني أمراضاً مزمنة قاتلة مثل الأورام السرطانية والقلب وغيرها"، مضيفاً أن "بعض الأسرى توفي نتيجة عدم توافر العلاج المناسب". ولفت إلى أن عدداً من الأسرى تجاوز الستين من العمر، خصوصاً المعتقلين منذ ما قبل إقامة السلطة الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو عام 1993.
    لكن الحكومة الصهيونية ترفض ليس فقط إطلاق هؤلاء المرضى وكبار السن، وإنما ترفض أيضاً تحسين شروط معيشة زملائهم. وقال البرغوثي: "الأسرى مضربون عن الطعام لأسباب كان يجب أن لا تكون موجودة، وتغييرها ليس مسألة جوهرية لأي سلطة أو أحد".
    ويعدد البرغوثي 3 أسباب رئيسة وراء إضراب الأسرى عن الطعام "الأول أن المئات من الأسرى لم يروا عائلاتهم منذ سنين طويلة، وجميع الأسرى من قطاع غزة لم تسمح السلطات لعائلاتهم بزيارتهم منذ الانسحاب الصهيوني من القطاع قبل ست سنوات، كما أن المئات من الأسرى من الضفة لا يسمح لعائلاتهم بزيارتهم لأسباب أخرى أمنية". وتابع: "والسبب الثاني هو العزل والمطالبة بإلغائه، فهناك بين 12و20 أسيراً معزولون بصورة كاملة في زنازين عزل انفرادية، ولا يخرجون منها سوى لمدة ساعة في اليوم وهم مقيدو الأيدي والأرجل". وزاد أن "السبب الثالث هو التفتيش الليلي الذي يجري فيه إيقاظ الأسرى وإزعاجهم والعبث بحاجياتهم دونما سبب".
    وكشف مصدر مقرب من الأسرى أن أسرى قطاع غزة رفضوا "عرضاً" مقدماً من مصلحة السجون يقضي بفك إضرابهم عن الطعام في مقابل السماح لهم برؤية ومحادثة ذويهم عبر تقنية "فيديو كونفرنس". "وأن لجنة من مصلحة السجون اجتمعت بقيادة الحركة الأسيرة وعرضت عليها هذا العرض في مقابل فك الإضراب والتراجع عنه، مشيرين إلى أن قيادة الأسرى موحدة في قرارها وترفض هذا العرض جملةً وتفصيلاً".
    من جانبه، قال الأسير ثائر حلاحلة الذي دخل إضرابه عن الطعام يومه الـ 58، أن الأطباء أبلغوه أن جسده فقد جهاز المناعة، وأصبحت حياته معرضة للخطر. ونقلت وكالة "مدى" عن محامي مؤسسة "مانديلا" الذي زار حلاحلة في مستشفى سجن الرملة أن الأخير أحضر على كرسي متحرك، وبدا في حال هزال شديد ولا يقوى على السير بسبب الإضراب، وأبلغه أنه يعاني من آلام شديدة في الصدر والمعدة وأصبح لا يرى إلا القليل بعينه اليمنى، وفقد 24 كيلوغراما من وزنه، كما شكا من اعتقاله في زنزانة انفرادية، وانخفاض في السكر وضغط الدم وارتفاع في دقات القلب وتساقط الشعر ونزيف دموي من فمه بين الفترة والأخرى وضمور في العضلات. والأسير حلاحلة من قرية خاراس قضاء الخليل اعتقل في حزيران (يونيو) عام 2010، ويخوض إضرابه احتجاجاً على اعتقاله الإداري المتجدد منذ ذلك الحين.

    (المصدر: موقع القدس للأنباء، 27/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية