السبت 20 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسرى المرضى يعيشون آلاماً متواصلة ويعانون إهمالاً طبياً متعمداً

    آخر تحديث: الأربعاء، 30 مايو 2012 ، 00:00 ص

    للعام السادس على التوالي تستمر معاناة الأسير المريض والمقعد اشرف ابو ذريع (28 عاما) جراء رفض السلطات الصهيونية توفير العلاج والأدوية المناسبة له وامتناع عيادة سجن مستشفى الرملة الذي يحتجز به منذ اعتقاله عن تنفيذ قرار طبيب متخصص بإجراء علاج طبيعي له بمعدل 5 مرات في الأسبوع. ÙÙŠ منزل عائلته في قرية بيت عوا قضاء الخليل تستمر الجهود والضغوط للسماح بإدخال كرسي متحرك مناسب لابنها المقعد يمكنه من قضاء احتياجاته، وقالت والدته أم فهد: "معاناة ابني بدأت منذ صغره فقد أصيب بعدة أمراض أدت لإعاقته حتى أصبح غير قادر على الحركة". وأضافت: "رغم أن الاحتلال يدرك وضعه لم يراع ذلك وانتزعوه من فراشه في 16- 5- 2006 واقتادوه إلى السجن بلا رحمة ثم حكم بالسجن الفعلي لمدة 6 سنوات ونصف".

    أمراض متعددة
    وإثر زيارة المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا" للأسير أبو ذريع في مستشفى سجن "الرملة "، أكدت أن وضعه الصحي سيء جدا بسبب إهمال علاجه فالإدارة لا تقدم له سوى المسكنات رغم أنه يعاني من أمراض عدة منها ضمور عضلات الرجلين والآم شديدة بهما لدرجة انه لا يستطيع تحريك رجليه وهو مقعد على كرسي متحرك". وقال الأسير: "في كل لحظة تحرص الإدارة على أن نعيش جحيم المعاناة وكأن اعتقالنا غير كاف لتفرض علينا إجراءات قاسية ففي هذا القسم نعيش نفس ظروف باقي السجون السيئة وليس له علاقة بالمستشفى سوى الاسم".

    إهمال علاج
    وارتسمت على محيا الأسير معالم الحزن والألم بسبب استمرار الإدارة في رفض علاجه، وأفاد أبو ذريع: "أن المرضى يتعايشون مع حقيقة الوضع المزري على صعيد رفض علاجهم ولكن الأوضاع تزداد سوءا يوميا". وأضاف: "قبل 3 سنوات وإثر تدهور حالتي الصحية فحصني طبيب من جميعة أطباء بلا حدود والذي أوصى بضرورة إجراء علاج طبيعي لي بمعدل 5 مرات بالأسبوع، ولكن إدارة السجن لم تلتزم إلا بمرة واحدة أو مرتين بالأسبوع". وأكمل: "حاليا أعاني من آلام شديدة في اليدين وأصبحت أعيش كوابيس الخوف والقلق من انتقال ضمور العضلات إلى يدي أيضا فحياتنا موت بطيء وخطر لا يتوقف".
    وطالب أبو ذريع الجهات المختصة في السلطة الوطنية ومنظمات حقوق الإنسان التركيز على إثارة وضع الأسرى المرضى وذلك لتردي أوضاعهم الصحية يوميا، مؤكدا أن كافة النداءات التي أطلقت لم تلق آذانا صاغية مما يعرض حياتهم للخطر". وقالت والدته: "ابني المقعد تحرمه السلطات الصهيونية من إدخال كرسي متحرك يكون ملائما لحالته، وهو ينتظر إدخال الكرسي له، بالرغم من مطالبة الاحتلال بشراء الكرسي على حسابنا الخاص،" مطالبة جمعيات حقوق الإنسان التدخل لذلك.

    معتصم رداد
    في نفس السجن، يقبع معتصم طالب داوود رداد (28 عاما) والذي رفضت إدارة السجون كافة الطلبات التي تقدمت بها عائلته للسماح للجنة أو طبيب متخصص بزيارته وفحصه وتوفير الدواء المناسب له رغم تدهور حالته الصحية ورفضها علاجه، مما يثير مشاعر الخوف والقلق لدى والدته آمنة التي لا تملك سوى الصلاة والدعاء لله بعدما جفت الدموع وباءت كل صرخاتها بالفشل.

    قائمة أمراض
    وفي منزلها في قرية صيدا قضاء طولكرم تواصل الوالدة الصابرة البكاء والحزن على مصير ابنها دون أن تتوقف عن قرع أبواب كافة المؤسسات الإنسانية والدولية، وتقول: "نجا معتصم من محاولة اغتياله يوم اعتقاله في 12 - 1- 2006، لكن سرعان ما دفع ثمن الاستهداف وعقاب الاحتلال المتعمد له خلال التحقيق وما تبعه من ظروف اعتقالية قاسية أدت لإصابته بقائمة لا تنتهي من الأمراض". وأضافت: "بدأت معاناته خلال احتجازه في سجن ريمونيم في 2007 بمعاناته من آلام في أسنانه وتم تحويله إلى عيادة السجن وبعد علاجه أصيب بمضاعفات غير متوقعة خاصة الدوخة التي أدت لفقدانه وعيه لمدة شهرين، إضافة لتأثره بمرض أزمة الربو الذي كان يعاني منه قبل اعتقاله ومازال يعاني حتى الآن".
    لم تكشف سلطات الاحتلال عن أسباب الحالة الجديدة التي عايشها معتصم، وذكرت والدته أن الإدارة رفضت نقله للمستشفى ونقلته إلى سجن ريمون وهو بوضع صحي صعب للغاية بعدما فقد 14 كيلوغراما من وزنه خلال شهر واحد فسارع لتقديم طلب للإدارة لتحويله للمستشفى لكنها رفضت وزعم طبيبها "أن وضعه الصحي جيد ولا يعاني من أي شيء".

    أوضاع مأساوية
    وفي وقت كانت تسوء في حالة الأسير الصحية، استمرت الإدارة في التمسك بموقفها وإهمال علاجه وخلال زيارة المحامية دقماق له قال معتصم: "في تلك الأيام صبرت أمام شدائد المرض ولكن أغمي علي بشكل مفاجئ وبسبب خوف أطباء العيادة نقلوني لعدة مستشفيات ورغم إجراء الفحوصات لم يعالجوني ونقلوني لمستشفى سجن الرملة". وأضاف: "بعد فوات الأوان ولخطورة وضعي كشفت الإدارة إنني أعاني من تهتك في الأمعاء الدقيقة مع نزيف وعالجوني بدواء الكورتيزون ورغم ذلك استمر تدهور حالتي الصحية".

    تأجيل العملية
    وأفادت دقماق، أن رداد المحكوم بالسجن 20 عاما بتهمة العضوية في قيادة سرايا القدس بحاجة ماسة للعلاج وحالته الصحية صعبة والسبب مماطلة إدارة السجون في تقديم العلاج المناسب له، وقال لها: "في المرحلة الحالية من المرض والمعاناة أكثر مما ينغص علي حياتي إصابتي بالتهابات مزمنة في القولون، وكان من المفترض إجراء عملية جراحية قبل شهرين". وحسب الأطباء، فإن العملية تهدف إلى إزالة أو قص جزء من الأمعاء الدقيقة والغليظة وإحداث فتحة في الجنب لمعتصم الذي لم يعد قادرا كما يقول: "على النوم أو الراحة أو الطعام فكل لحظة معاناة وألم". ويضيف: "بعد انتظار وفي الموعد المحدد نقلوني للمستشفى ولكن فجأة ألغيت العملية بحجة وجود عملية طارئة أخرى فأعادوني للمستشفى دون تحديد موعد آخر ومازلت أعيش على العديد من الأدوية والمسكنات التي فقدت مفعولها أمام شدة الألم ومضاعفاته"، مناشدا كافة المؤسسات الضغط على إدارة السجون لعلاجه وإجراء العملية الجراحية قبل فوات الأوان.

    رياض العمور
    ولا تختلف حالة ومعاناة الأسير رياض العمور (42 عاما) والذي أكد أن استمرار إهماله أدى لإصابته بمضاعفات خاصة ضيق التنفس حتى أصبح غير قادر على النوم إلا وهو جالس. وأفادت دقماق، أن العمور من سكان تقوع قضاء محافظة بيت لحم، المعتقل منذ 5- 5- 2003، ويقضي حكما بالسجن المؤبد 11 مرة إضافة لـ 11 عاما يعاني من أوضاع صحية مأساوية بسبب إصابته بعدة أمراض القلب والرئتين وآلام في الظهر ناجمة عن إصابته برصاص قوات الاحتلال قبل اعتقاله حيث لا تزال إحدى الرصاصات مستقرة في ظهره ورغم ذلك رفضت دولة الاحتلال الإفراج عنه وتنتقم منه بحرمانه العلاج".

    صورة مؤلمة
    وخلال زيارة المحامية الدقماق للعمور، أفاد أنه أجريت له عملية جراحية عام 2002 وخلالها جرى تركيب جهاز منظم لدقات القلب وأوصى الأطباء بضرورة تغييرها كل سنة كحد أقصى، لكن الإدارة لم تلتزم بذلك، ويضيف: "عدم تغيير الجهاز أثر كثيرا على صحتي ورغم مراجعة الطبيب في المستشفى وتأكيده علمه بالقرار فان النتيجة التأجيل والمماطلة وحتى اليوم لم تتغير النتيجة رغم أنني ادفع الثمن غاليا".

    الثمن الغالي
    وروى الأسير أن آخر آثار إهمال علاجه معاناته من دوخة يوميا، وقال: "قبل 4 أيام وأثناء وجودي في الحمام شعرت بغباش في عينيي ووقعت أرضا ولم استيقظ إلا بوجود زملائي الأسرى المرضى الذين لم يكتشفوا ما حدث معي إلا بعد سماعهم صوت شخيري". ويضيف: "فتحوا الباب وعثروا علي ممدا على الأرض وفاقدا للوعي ونقلوني للغرفة ورغم ذلك لم تحرك الإدارة ساكنا، وحاليا أصبحت أخشى دخول الحمام حتى لا يتكرر ما حدث معي، وأصبحت ادخل الحمام مرتين في الأسبوع".
    من جانبها، قالت دقماق: "انها لاحظت أثناء الزيارة وجود ضربة في رأس العمور من الجهة اليسرى سببها فقدانه الوعي وسقوطه أرضا". وأفاد العمور أنه قبل أسبوعين تم زيادة جرعة الفامودين إلى حبتين بدلا من حبة واحدة، وقبل ذلك أجريت له فحوصات للصدر وتبين وجود ماء على الرئة تسبب له ضيق تنفس قوي لدرجة أنه يشعر بالاختناق. وعبر العمور عن استيائه من إهمال الجهات المعنية وفي مقدمتهم قادة القوى والفصائل لأوضاع المرضى، ونقلت دقماق عنه قوله: "نحن منسيين رغم أننا جزء من هذا الشعب والاحتلال اعتقلنا لأننا قمنا بواجبنا الوطني الذي لن نندم عليه، ولكن نريد أن نشعر أن هناك من يقف معنا في صمودنا ومعركتنا، ويتابع هموم ومشاكل أهلنا في الخارج فنحن لا نفكر في أنفسنا ولكن كل تفكيرنا هو حياة أهلنا في الخارج".

    خالد الشاويش
    وأفادت دقماق، إن الأسير خالد الشاويش من سكان عقابا والمعتقل منذ تاريخ 28 / 5/ 2007 ويقضي حكما بالسجن المؤبد المتكرر 10 مرات، لم يستطع الحضور إلى غرفة الزيارة بسبب تردي وضعه الصحي. وذكرت أنه يعاني من آلام شديدة وشلل ويستعمل الكرسي المتحرك ولا يأخذ إلا المسكنات فقط. وأوضحت دقماق، أن خالد وخلال ملاحقته أصيب عام 2002 برصاص الاحتلال في العمود الفقري ويده مما أدى لإصابته بشلل نصفي. وقالت زوجته أم قتيبة، أنه رغم احتجاز خالد في مستشفى الرملة وكونه مقعدا لم تراع إدارته وضعه ولم تقدم له العلاج فهي تزوده فقط بحبة الأكامول التي لا تجدي نفعا ولجأت إدارة المستشفى لعزله لمدة شهر كعقاب له نتيجة تقديمه لعدة طلبات لجمعه مع أشقائه الأسير ناصر المحكوم 999 سنة والمعتقل منذ عام 2004، ومحمد المحكوم 11 عاما. وناشدت "مانديلا" كافة المؤسسات العمل بشكل مستمر لوضع قضية المرضى على رأس الأولويات لأن ظروف اعتقالهم قاسية وحياتهم معرضة للخطر في ظل الانتهاكات الخطيرة التي تمارسها إدارة السجون بحقهم والتي تهدد حياتهم.

     

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 25/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زكريا الشوربجي من الجهاد الإسلامي بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، يذكر أن الشهيد أمضى ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال

20 إبريل 1993

الهيئة التنفيذية للحركة الصهيونية تنتخب الإرهابي ديفيد بن غوريون رئيساً لها ومديراً للدفاع، وتعتبر نفسها وريثة لحكومة الانتداب الصهيوني

20 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية