- الأسير المجاهد Ù…Øمد عرندس يدخل عامه الـ(15) ÙÙŠ
- بعض أسماء شهداء معركة جنين البطولية
- الشهيد أسامة الأÙندي: Ø£Øب الشهداء ومضى على دربهم
- مهجة القدس: الأسير Øسن أبو ترابي ما زال
- الانتصار للأØرار والمبادئ
- الإستشهادي (طلال الأعرج) بطل ثورة السكاكين الجهادية
خضر والتنين
بقلم المØامي: جواد بولس
مستلقيًا على كنبتي، مساءً، Ø£Øاول أن ألتقط بعض شوارد من ذاكرة٠يوم شلّها إعياء وعطّلها غضب... السماء هنا، ÙÙŠ القدس، ما زالت تبكي، دموعها لم تتوق٠منذ زمن، ÙˆØ§Ù„Ø±ÙŠØ ØªØµÙر، تتراقص كابنة الأرض وكصاØبة المدى المدلَّلة. رØلتي بدأت مع قرع جرس ساعة الخبز ولÙتة من Øارسة الوعد، Ùما شق ناÙذتي شعاع ولا هَمَس دوريٌّ على شبّاكي. تØيطني عتمة مغرية تشبه تلك التي نمت٠على خدّها.
ÙÙŠ الغرÙØ© بقايا نوم ينسØب بوجع ودÙØ¡ يوشّØÙ‡ قلق Ø£Øلامنا المبعثرة. كأنّه الصباØ. بÙائض تكاسل أنهي طقوسه وأودع Øصني إلى Øيث ميدان الخديعة وغر٠الوهم والتخدير، إلى Øيث منذ ثلاثة قرون أعيش القهر وأشهد على كي٠ما زال "يوشع" يدكÙÙ‘ أسوارَ المدائن، وبأمر الرب، يمØÙˆ كل أمل ØÙŠØŒ Ùلا يبق لا زرعًا ولا ضرعًا ولا Øتى للأØلام مخادع. أتدثَّر بطبقات صوÙية، Ùالبرد أقسى من زنزانة، والمطر ينهمر دموعًا أو بركة لن تجد Øقلها، Ùهذا صار مستوطنة لثعالب الهضاب أو سجنًا ومØكمة عسكرية، هي وجهتي اليوم كما كانت وستبقى، يا Ù„Øسرتي، Øتى بعدما Ø³ÙŠØ±ØªØ§Ø Ø§Ù„Ù…Øارب.
تتغيّر مواقعها ولا يتغيّر وقعها. ÙÙŠ كل مرة أدخلها يملأ Ø§Ù„Ù…Ù„Ø ØªØ¬Ø§ÙˆÙŠÙ Ùمي. ÙÙŠ الهواء تزكمني رائØØ© الغطرسة وتضج أصوات غريبة عصيّة على الاستعذاب وكذلك على الاستساغة، لا تشبه صوتًا نألÙÙ‡ وتشكّل مزيجًا لا يذكّرك بصوت الملائكة ولا بالنباØ. أهرول. المطر يتلبسني، يغسل بقايا نعاس وشهوة الجسد للضياع. أصل كامل البلل جاهزًا للطام موج ومد يد٠لغريق. أدخل القاعة رقم Ù¦. قاعة صغيرة كبيت عقرب، بسيطة كبسمة أرملة، لكنّها تÙÙŠ بما أعÙدّت له ومن أجله، Ùهي الهياكل شيّدت كبيرة لتليق بمقام الرب، وعالية لتكون منصات أقرب للغيم وللسماء، أمّا Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø¬Ø±Ù‘Ø¯Øª من أبّهة وبريق، Ùهي الØواصل تجمّع زÙرات العذارى، والمØاقين تلتقط دموع نواطير الكرم، Ùرسان الوطن، أصØاب المنارة.
ÙÙŠ المدخل كرسي متØرك أخلاه صاØبه. بجانبه سجّان من Ùرقة "Ù†Øشون" أعتقد أنه ÙÙŠ عقده الثالث، ØاÙظ على بسمة راوØت بين البَلَه٠والشماتة والإعجاب، جسمه كمصارع مصنّع ومعلّب، جاهز للانقضاض. ÙÙŠ الصدر تجلس النائبة العسكريّة. وجهها من تلك الوجوه التي تنسى معالمها ما أن تدير رأسك عنها. لا تبتسم، لا تضØك، لا تعبس ولا تØنق، وجه معد للنسيان. لا أذكر إن كان جميلاً أو عاديًا Ùهناك لا طعم للجمال ولا رائØØ© للعاديّ. على يميني، ÙÙŠ المكان المعد للمتهمين الÙلسطينيين، يجلس "الخضر" بلباس يعلنه أسيرًا ومناضل Øرية. Ù„Øيته طويلة ناعمة بلون "عين النمر"ØŒ صÙرة مقلقة تعلو على ما بقي ظاهرًا من وجهه وجبينه. Øيّا ببسمة متعَبة، لكنّها تÙيض رقة وصدقًا. بصوت Ø®Ùيض، يشع وضوØًا وإصرارًا وعزّة، Øدَّثنا عن كي٠تقهر كبرياء٠الØر غطرسةَ Ù…Øتل٠وكي٠لقصة ÙƒÙØ§Ø Øية أن تهزم أساطير البرق والرعد من أيام يوشع إلى أيام يوشع.
أسمعه وزملائي المØامين، طاقم الدÙاع. ÙÙŠ وسط الدهشة، يعلن Øاجب المØكمة عن دخول القاضية. تØيينا بصوت الÙناه من طول ممارسة. تطلب القاضية من موكّلنا أن يعرّ٠نÙسه. خضر عدنان.. يقولها بصوت صارم وهو جالس لأنه لا يقوى على الوقوÙ. بجانبه زجاجة ماء يشرب منها على مهل، Ùالماء زاده ودواؤه، منذ أعلن إضرابه عن الطعام قبل خمسة وأربعين يومًا. اعتقله الاØتلال من بيته ÙÙŠ عرابة جنين. Øوّلوه للتØقيق لدى جهاز المخابرات العام كناشط ÙÙŠ تنظيم الجهاد الإسلامي.
بعد ساعات وخلال استجوابه بدأ المØققون يهينونه. بدأوا يتعمّدون استÙزازه بالكلام النابي والمس بØرمات أعزّائه والغالين على قلبه. بوقÙØ© Øر، عزيز Ù†Ùس Ù…Øب لأم وزوجة وأبناء، أعلن لمØققيه أنّه لن يتعاطى مع أسئلتهم. توق٠عن الكلام وأعلن إضرابًا Ù…ÙتوØًا عن الطعام.
"إنّها كرامتي وعزتي، يا أستاذ، من أجلها أضربت. Ùليعر٠العالم ذلك. لا لم أضرب من أجل الإÙراج عنّي، Ùاعتقالهم باطل. لجأوا إلى اعتقالي إداريًا بعد Ø¥Ùلاسهم. Ùلا تهمة ضدي ولا بيّنات، ولكن ما طعم الØرية بدون كرامة وبدون عزّة؟".
هكذا بصوت منهك أسمع "الخضر" قصّته منذ Ù„Øظات الاعتقال الأولى ÙˆØتى Ø¥Øضاره إلى قاعة المØكمة. "ÙŠØاولون إذلالي. ÙŠØاولون إهانتي يريدون النيل من إنسانيتي وكرامتي ولكن لتعلمي وليعلم العالم، لن أركع ولن أقبل، أنا Ø£Øب الØياة وسأعيشها Øرًا كريمًا وإلا Ùلا أهلاً بالØياة".
القصة "خضر" وليست المØكمة. ألم يكن "الخضر" دائمًا الØكاية والعبرة، من يوم قضى على التنين وناصر الÙقراء والبسطاء وأصØاب الØÙ‚ØŒ كان "الخضر" هو الØكاية وهو العبرة، وها هو يبقى. إنّي رأيته هناك يربكهم بإصراره الإنساني. ÙŠØرجهم بصموده. سمعته هناك، يدلي بشهادة تبكيني وتكاد تذهب بعقلي، ÙيصØيني صوته ويعيدني إلى العبرة والى عزيمتي. أتÙرّس ÙÙŠ وجوههم وأكاد ألقÙّط٠بأطرا٠أصابعي هزيمتَهم تتهادى من Øوا٠رموشهم وأرنبات أنوÙهم. ÙˆÙÙŠ برد مقيت يتميّز به الاØتلال، وجو Ù…Ùعم برائØØ© هزيمة ونصر، استمرت الجلسة ساعات طويلة، بعدها أعلنت القاضية عن رÙع الجلسة كي تعاين مل٠"الخضر" السري،(Ùالظلمة غطاء الظالم) بعدها ستعطي قرارها.
من سينتظر قرارها.... ألم يعلمنا الراوي أن النصر لخضر؟ انسلت من مقعدها وغابت. وأعيد خضر إلى كرسي المقاومة، نظر إلينا Ùتواعدنا أن نلتقي عند منØنى الØرية. "إن عاش"ØŒ تمتم بعينيه ذاك السجان Øينما Øدّق بوجهي، Ùذكّرني أنّ من ولد من رØÙ… دبابة لا ÙŠÙجدي معه إنعاش ذاكرة... Ùالخضر هناك، راكبًا على نجمة الصبØØŒ ورمØه، هكذا روى الراوي، سكن ÙÙŠ Øلق التنين.
(المصدر: صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية، 4/2/2012)
أضف تعليق
تعليقات الفيسبوك
حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس
ما رأيك ÙÙŠ تضامن الشارع الÙلسطيني مع الاسرى ÙÙŠ معركتهم الأخيرة ÙÙŠ داخل سجن عوÙر؟
أريئل شارون يقرر بناء جداء Ùاصل ÙÙŠ الأراضي الÙلسطينية المØتلة، على خطوط التماس بين الأراضي التابعة لسلطة الØكم الذاتي والأراضي الÙلسطينية المØتلة عام 1948
16 مايو 2002
التوقيع على اتÙاقية سايكس بيكو بين Ùرنسا والمملكة المتØدة وذلك لتØديد مناطق النÙوذ ÙÙŠ غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية
16 مايو 1916