19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الحلم تحول إلى حقيقة..الأسير الزبن يحتضن طفله

    آخر تحديث: الأحد، 04 نوفمبر 2012 ، 00:00 ص

    بعد أن أخرجه "نطفة"، ها هو يحتضنه جسداً غضاً طرياً.. فرحة لا تضاهيها فرحة وهو يرى بين يديه فلذة كبده الذي حلم به لسنوات طويلة.
    فقد تمكّن الأسير "عمار الزبن" (37 عاماً) والمحكوم 26 مؤبداً و25 عاماً، من رؤية ولده "مهنّد" لأوّل مرة منذ ميلاده، وذلك أثناء زيارة عائلته له الأربعاء 31/10/2012 في سجن "هداريم".
    أم مهنّد -زوجة الزبن– أكدت أن زوجها تمكّن "بعد رحلة طويلة من العذاب" من رؤية ولده الرضيع، حيث التقت به برفقة ابنتيها بشائر وبيسان، وأنّ الزوج كحّل عينيه برؤية طفله، وبعد محاولات حثيثة سمح مدير السجن للأسير الزبن من لمس طفله وتقبيله، دون أن يترك مجالا للزوجة والبنتين من الاقتراب منه.
    ونجح الأسير "عمار الزبن" بتهريب حيواناته المنوية بسرية تامة من داخل السجن إلى زوجته لتتم عملية زراعتها عبر تقنية الأنابيب، ونجحت العملية بعد محاولات ثلاث ورزق الزوجان بطفلهما مهند قبل نحو ثلاثة أشهر.
    ما جرى ليس فيلم أو قصة خيالية كتبتها الأقلام, إنما هي حقيقة يدخرها أرشيف الحكايات التي ألفتها المعاناة في سجون الاحتلال، فحكاية الأسير "عمار الزبن" وقدوم طفله مهند أشبه بمعجزة نسجها واقع السجون، وتلت هذه الحكاية هذا المقطع الجميل، التي احتضن بها عمار طفله وسط فرحة تعم السجن وتهليل وتكبير من قبل زملاء الأسر.

    رحلة الصباح الشاقة
    فلم يمر يوم 30 أكتوبر مرور الكرام على الأسير الزبن، حيث أصبح ذكرى سجلها في ذاكرته، ليكون بمثابة مقطع جميل من حياته يتذكر كل لحظة به، فهي اللحظة الأولى التي يحتضن بها طفله الصغير "مهند" الذي ترعرع في أحشاء والدته وتفتح على الدنيا وهو بعيداً عن والده.
    تتحدث أم مهند عن رحلتها قائلة: "خرجنا منذ باكورة الصباح وكانت معي بناتي وطفلي مهند لزيارة والدهم المغيب، كل منا كان يفكر عن اللحظة الآتية، كيف ستكون ردة فعل عمار حينما يرى طفله!! كان خيالنا يسرح كل دقيقة ماذا سيحدث".
    وتضيف "حتى خيالنا لم نهنأ عليه بسبب الاحتلال، فما أن كنت سارحة في لحظة اللقاء المنتظرة إلا وقد فوجئنا بوقوفنا على أحد الحواجز، وطلبوا مني أن أقف جانباً، وقتها شعرت أن قلبي توقف عن النبض والساعات توقف كدت أن أفقد وعيي لكني استمريت بالدعاء إلى الله وشعرت أن الله لن يخيب أملي بهذا اللقاء".

    قاعة الانتظار
    وبعد مرور ساعتين من تقلب المشاعر ما بين الأمل باللقاء ومشاعر القهر والترقب تخطوا الحاجز واستمرت الرحلة إلى أن وصلوا إلى سجن "هداريم"، حيث هو مكان الأب المغيب، وبدأ الترقب في قاعة الانتظار، لقد اقتربت لحظات العناق التي طالت 17 عاماً.
    تقول: "لمحت زوجي من بعيد لم يكن قادراً على تملك دموعه، وما إن اقترب حتى منعه السجان، ولم يصبر على هذا الظلم الذي لا صلة له بالإنسانية، فقال بصوت يبكي كل من سمعه "أريد ابني وإلا سيحصل ما لا يرضيكم"، فاضطر السجانون أن يرضخوا لطلبه".

    لحظة العناق
    بدأت لحظات الاحتضان، تحقق الخيال الذي طال وهو يسرح في مخيلة الأم والابنتين، ودخل الأب عالماً آخر، نسيَّ فيه كل من حوله وبدأت تدفق شحنات الحب والحنان من صدر الوالد لابنه، لكن الوقت كان قصيراً حيث انتهت اللحظة المسموح به، عاد الطفل إلى أحضان والدته وانتهى المقطع الجميل.
    تصف الزوجة ما حدث في تلك اللحظات، قائلة: "ما أن بدأ زوجي باحتضان مهند، صفق الأسرى فرحة واستبشاراً، فكبروا وهللوا قائلين: "أهلا بالقنبلة"، "أهلا بسفير الحرية"، الأمر الذي حير السجانين الموجودين، حيث سأل أحد الحراس عمار "من أين أتيت بهذا الطفل وأنت مسجون 17 عاماً"، فرد عليه بكل ابتسامة "زراعة..زراعة"، مشيرة إلى أنه كان يتكلم معهم بطريقة تزدادهم غيظاً باللغة العبرية.
    لم تكن الفرحة تمتلئ قلب الأسير عمار فقط، بل جمعت كل الأسرى، فهذا يداعب الطفل وذاك يناغيه وآخر يقبله، وكلهم على أمل أن تأتي لحظة تضمهم بأبنائهم وتقبيلهم، كما يحدث مع مهند في تلك اللحظات.

    (المصدر: فلسطين الآن، 03/11/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية