19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير سعيد الطوباسي: الخيار الوحيد هو الوحدة

    آخر تحديث: الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 ، 00:00 ص

    "الوحدة خيار شعبنا الوحيد والمطلوب خطوات عملية لإنهاء الانقسام لأن استمراره يعيق مسيرتنا ولا يخدم سوى الاحتلال ومخططاته".. بهذه الكلمات استهل القائد في سرايا القدس الأسير سعيد حسام سعيد طوباسي 30 عاما من مخيم جنين حديثه في الذكرى ال 11 لاعتقاله، مؤكدا على ضرورة تجاوز كافة المعيقات والعقبات والشروع في تطبيق اتفاق المصالحة لحشد طاقات وقوى شعبنا للوقوف في وجه التحديات والمخططات الخطيرة التي تتربص بالقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الذي لن يتنازل عنها أو يفرط بها مهما كان التحديات.
    طوباسي القابع في سجن"هداريم" ويقضي حكما بالسجن المؤبد 32 مرة، تابع يقول: "من المؤلم لكل فلسطيني حر شريف استمرار المشهد المؤسف في الشارع الفلسطيني والذي يدفع ثمن الانقسام لذلك لم يعد مقبولا لدينا الحديث عن عقبات أو سماع المبررات لأن المصلحة الفلسطينية يجب أن تسمو على كل شيء"، وأضاف "الوحدة والتلاحم ورص الصفوف هي الأولوية وما دام الجميع يتغنى بالحب والوفاء والانتماء لفلسطين والدفاع عن الثوابت وحماية حقوق شعبنا ودماء الشهداء، فلماذا يستمر الانقسام؟ ولماذا لا نشهد حراكا على أرض الواقع يخرج شعبنا من المصير الكارثي".

    فلسطين أولا
    الأسير الطوباسي الذي طورد خلال انتفاضة الأقصى التي استشهد خلالها شقيقه وهدم منزل عائلته ونجا من عدة محاولات اغتيال ويعتبر صاحب أعلى حكم لأسرى حركة"الجهاد الإسلامي"، قال" إن الدم الفلسطيني مقدس ولم يعد هناك أي مبرر لاستمرار التلاعب والتهرب من المسؤولية الوطنية والدينية والأخلاقية لذلك نطالب الأمناء العامين للفصائل وقادة القوى وكافة أحرار شعبنا بإعلان موقف واضح وصريح يكشف عن حقيقة ما يجري على ساحتنا"، وأضاف "لا نريد شعارات وسباق التنافس على الفضائيات التي تنشر الفتنة والانقسام وإنما نطالب بموقف موحد يعلن انتهاء الانقسام وترجمته بخطوات عملية وهناك أمانة ومسؤولية تاريخية تفرض كشف حقيقة من يعيق اكتمال ومواصلة مسيرة دفن الانقسام وإعدامه".
    وتابع يقول "لتكن صرختنا وشعارنا" فلسطين أولا" ومن يغرد خارج السرب الفلسطيني المروي بدماء الشهداء وتضحيات شعبنا علينا لفظه ومقاطعته وإعلان خروجه عن الصف الوطني دون تردد".

    كلمات في الذكرى
    وفي ذكرى اعتقاله، يقول الأسير الطوباسي"قضيت عشر سنوات من عمري خلف القضبان وكلي فخر واعتزاز بكل خطوة نضال قدمتها في سبيل وطني وقضيتي وشعبي المجاهد البطل والذي نؤكد له أننا معه ونناضل في سبيل حريته وكرامته"، وأضاف "رغم العذاب والمعاناة المستمرة خلف القضبان ما زلنا نتمتع بروح الصمود وإرادة التحدي لمواصلة معركتنا حتى الحرية كما نراها ونحلم تجسيدا لنضالنا، لكن المطلوب من الجميع تحمل الدرس من وحدتنا وتلاحمنا لنبني عليه الوحدة التي تنهي الانقسام الذي يؤرقنا ويعذبنا أكثر من الاحتلال وسياساته وسجونه التي لن تنتصر علينا".

    في مخيم جنين
    لا تختلف صورة المشهد في منزل عائلة الطوباسي في مخيم جنين التي قدمت الشهيد والأسرى، فأجواء الفرح تسود في العائلة بعدما عادت الوالدة من رحلة الحج في الديار الحجازية والتي لم تتوقف خلالها عن الدعاء لله ليمن عليها بحرية ابنها وكل الأسرى، وتقول: "عشر سنوات قضاها ابني مناضلا وصامدا خلف القضبان وكرمني الله بالحج ليتحقق حلمي بفضل سعيد فالمكرمة كانت بفضل بطولاته وتضحياته لذلك كانت كل خطواتي في مكة المكرمة وقرب الكعبة وضريح الرسول عليه السلام دعاء لله أن يكرمني بحريته"، وتضيف" أصعب لحظات عمري هي غيابه وحرماني منه وكنت أتمنى أن يكون معي في رحلة الحج ولكني تحديت الاحتلال وحضرت روحه لتطوف معي حول الكعبة وتقف معي على جبل عرفات وقلبي يردد الدعوات لله أن يجمع شملي بي وأعود وإياه العام القادم لنؤدي الحج ونفرح بحريته".

    حياة سعيد
    تزين صور الأسير سعيد جدران منزل عائلته في مخيم جنين الذي ولد به ليكون الرابع في عائلته المكونة من 10 أنفار، وكانت خطوات الوالدة الأولى بعد عودتها من الحج الوقوف أمام صورته وتقبيلها وتوزيع هدايا خاصة أحضرتها من الحج باسم سعيد الذي لا يغيب ذكره عن لسانها، وتقول: "تحمل المسؤولية في صغره ولم يكمل دراسته من شدة حبه لعائلته خاصة بعد وفاة والده عام 1996 بسبب المرض وعمل في عدة مجالات وتميز بعلاقة وطيدة مع كل العائلة والجيران لذلك أحبه واحترمه الجميع"، وتضيف "تميز سعيد عن أقرانه وحتى أخوانه فامتلك قلبا طيبا وكان مخلصا وحنونا وصاحب حضور في المنزل"، تبكي وهي تحدث في صورته" كان همه رسم البسمة على شفاه شقيقتيه لذلك أولى اهتماما لكل واحد من إخوانه ويحريص على نيل رضاي، وكان يخصص جزءا من راتبه لمساعدة الفقراء في شهر رمضان والأعياد، يخصص كل يوم خميس لزيارة المرضى في المستشفيات مع زملائه الذين استشهدوا فيما بعد عبد الرحيم فرج وأشرف ابو الهيجاء".

    انتفاضة الأقصى
    شارك سعيد عقب اندلاع انتفاضة الأقصى في المسيرات والمواجهات والمهرجانات الوطنية والاجتماعية، ثم التحق سرا في حركة الجهاد الإسلامي، ويقول شقيقه المحرر كمال "عندما اشتدت الهجمات الصهيونية وتعددت المجازر اختار طريق الجهاد بشكل سري، فشارك في الاشتباكات المسلحة في المخيم دون علمنا بالتحاقه بسرايا القدس"، ويضيف: "في إحدى المرات تابعته من شدي قلقي عليه وفجأة رأيته يرتدي زي مقاتلي السرايا العسكري وتفاجئ فور رؤيته لي، وسألته ماذا تفعل هنا؟، فقال لي: "إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال"عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله، وأنا الآن أقوم بحراسة المنطقة الغربية من المخيم، ودعني وانطلق لساحة المعركة"، ويضيف كمال "رغم ذلك انتابني الخوف عليه مع أنني أفخر به ونضاله لأنه يدافع عن أرضه وشعبه".
    تحول مخيم جنين لساحة مواجهة مع الاحتلال الذي اسماه شارون"عش الدبابير"، وخاضت المقاومة معارك عنيفة مع الاحتلال لم يتأخر سعيد عن المشاركة في أحد منها، ويقول كمال" دوما كان في مقدمة الصفوف والجميع يتحدث عن بطولات سعيد ومواقفه الشجاعة في التصدي للاحتلال والدفاع عن مخيم جنين وأصبح له بصمة وأثرا كبيرا في قلوب زملائه المقاومين فهم يتعلقون به كأخيهم وزميلهم ولأنه محبوب لديهم كان دائما في الصفوف الأولى من الذين تمنوا الشهادة في سبيل الله وكان دائما هو الأول على زملائه ويتقدم دائما قبلهم".

    معركة مخيم جنين
    شارك سعيد في معركة مخيم جنين وتصدى مع رفاقه في المقاومة لحملة السور الواقي فجر 2002-4-2، ويقول شقيقه كمال" رفض الخروج من المخيم وأصر على تأدية دوره النضالي وعندما كان الاحتلال يستعد للاجتياح حضر سعيد للمنزل وودع العائلة وطلب من والدتي الدعاء له بالنصر أو الشهادة وهو يردد:" هذه المواجهة لن تكون كسابقاتها، فأرجو منكم مسامحتي"، ويضيف كمال" شعرت بالحزن لفراق شقيقي سعيد ومنذ الوهلة الأولى عندما جاء ليودعنا شعرت بنقص وفراغ كبيرين تركه سعيد بيننا لأنه مميز يهتم بالآخرين وكان صاحب بسمة يدخل لقلوب الآخرين بسرعة".
    تولى سعيد مسؤولية المنطقة الغربية في المخيم، ويقول: "قاتل أخي مع إخوانه ببسالة ودافعوا عن المخيم رغم القصف وتوالي سقوط الشهداء، وأنقذوا الأهالي من جحيم القصف، وتنقل مع المقاتلين من موقع لآخر حتى بدأت عملية هدم وتجريف المنازل، وفي ظل تزايد جنود الاحتلال وجرافاتهم لهدم منازل المخيم قرر المقاومين أن يتجمعوا في منطقة الحواشين، وهناك جرت معركة حتى نفذت الذخيرة تماما"، ويضيف" رفض شقيقي ورفاقه الاستسلام وتمترسوا في أحد المنازل التي تم قصفها وهدمت فوقهم بانتظار لحظة المواجهة، ولكن رغم أن الاحتلال حاصرهم أسبوع تحت الأرض والأنقاض دون تواصل مع العالم الخارجي دون طعام أو حتى شراب لم يكتشفهم، واستمروا هناك حتى انسحب الاحتلال بعد مجزرته الرهيبة، فاكتشف الأهالي المجموعة وأخرجوها للحياة الجديدة".

    الملاحقة والتهديد
    عاشت عائلة الطوباسي أياما عصيبة مع انقطاع أخباره حتى تمكن من التسلل رغم الحصار وزيارتها، ويقول شقيقه كمال: "عندما علمنا بنجاته غمرتنا فرحة كبيرة رغم الحزن لما حصل في مخيم جنين من مجزرة بشعة، فالله كتب حياة جديدة لأخي وعندما شاهدناه أكد أنه لن يتراجع عن المسيرة وتعهد بمواصلة المشوار". بعدها اشتدت ملاحقة الاحتلال له وأدرج اسمه على رأس قائمة المطلوبين للتصفية، ويقول كمال "قرر الاحتلال تصفية سعيد بعدما حمله مسؤولية عملية سرايا القدس قرب مجدو في شهر حزيران 2006 مع زميله في السرايا إياد صوالحة الذي اغتيل بعد فترة وجيزة، وبعد العملية مباشرة أصبح منزلنا مسرحا لعمليات جنود الاحتلال، وتم تهديدنا أكثر من مرة بتصفية سعيد وهدم المنزل إذا لم يتم تسليمه".
    لجأت قوات الاحتلال استخدام العديد من الأساليب للضغط عليه لتسليم نفسه، ويقول كمال: "اعتقلوني وكافة أشقائي محمد ومحمود وإبراهيم ، وهددوا باعتقال العائلة خاصة بعدما تبنت سرايا القدس عملية مفرق كركور فاشتدت المداهمات واعتقلوني مجددا مرتين و اعتقلوا شقيقي محمد وحوكم بالسجن 8 سنوات"، ويضيف "وفي 31 - 10 - 2002 هدموا منزلنا المكون من 3 طبقات وشردوا العائلة".

    اعتقال سعيد
    صبيحة يوم 1/ 11 / 2002، أعلنت الإذاعة العبرية أن الجيش الصهيوني حقق انجازا كبيرا في جنين ومخيمها ووجه ضربة قاسية للجهاد الإسلامي في الضفة الغربية باعتقاله لسعيد في قرية العرقة خلال محاصرتهم له في أحد منازل القرية مع مجموعة من رفاقه واقتادوه للتحقيق في الجلمة، وفور اعتقاله قام جنود الاحتلال بتوزيع الحلوى على بعضهم البعض لنجاحهم في اعتقاله.

    استشهاد أحمد
    حوكم سعيد بالسجن المؤبد 32 مرة إضافة إلى 50 عاما، واستمر الاحتلال في عقابه وعزله واستهداف عائلته بالاعتقال ثم أدرج اسم شقيقه احمد ضمن قائمة المطلوبين واستمرت ملاحقته لمدة عام، ويقول كمال"استشهد أخي أحمد خلال اشتباك مسلح في بلدة عرابة في 31 / 1/ 2006 مع زميله قائد سرايا القدس نضال أبو سعدة وكان أحمد نائبه، حيث كان له دور كبير في المقاومة ضد الاحتلال".
    كل الأبناء في السجن وخلال استشهاد أحمد واعتقال سعيد انضم إليه كل أشقاءه ونالوا نصيبهم على مدار السنوات الماضية من الاعتقال وقضت الوالدة حياتها على بوابات السجون، وتقول "صبرني الله أمام المآسي التي لم تتوقف في حياتي، وبين حزني لاغتيال أحمد والحكم القاسي بحق سعيد عشنا لحظات قاسية والاحتلال يفرق شملنا ويوزع أبنائي في سجونه"، وتضيف" لذلك أملي أن تنتهي محطات العذاب ويتحقق حلم حياتي الوحيد بحرية سعيد الفرح بزفافه كنت أتأمل أن يكون ضمن الصفقة ولكن شاء الله وقدره أن أتجرع الصدمة ورغم ذلك أقول لابني في ذكرى اعتقاله الصبر والثبات فنحن متوكلون على الله والفرج قادم وقريب".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 10/11/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية