19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الصحفي أبو زيد: صاحب الرسالة الإنسانية والوطنية

    آخر تحديث: الأحد، 24 مارس 2013 ، 00:00 ص

    ينقل الصحفيون في العالم الحقائق المغيبة قهراً، لتتسع مدارك الإنسانية في البحث عن ضمير نائم منذ سنين عديدة على ما يجري من ظلم وقهر وتشريد في الكثير من بلدان العالم.
    ففي فلسطين لا زالت آثار الظلم تقع على أبنائها منذ عشرات السنين، فقتل الاحتلال الصهيوني آلاف من أبنائه، بل ومئات الآلاف من حالات الاعتقال التي يشهدها الشارع الفلسطيني بشكل يومي متكرر، وعلى ما يبدو أن للصحافة فيها دور مميز نظراً لقداسة المكان، وأهميته عالمياً.
    مركز أسرى فلسطين للدراسات سلط الضوء على حياة الصحفي طارق أبو زيد (38) من مدينة جنين وسكان مدينة نابلس، ويعمل مراسلاً لفضائية الأقصى في الضفة الغربية، والذي حاول أداء دوره كصحفي ينقل تلك الحقائق، ويكرس معاني الإنسانية، ولكن الاحتلال  لم يتورع عن الاتهامات الباطلة بحقه حينما اعتقله في 8-3-2013 خلال تغطيته لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية، فأراد تزوير الحقيقة واتهامه برشق الحجارة والمشاركة بمسيرة ممنوعة، حيث تم تأجيل محاكمته لتاريخ 17-4-2013.

    طفولة في أحضان المساجد وحب الوطن
    ولد الصحفي طارق عبد الرزاق داود أبو زيد في 25-10-1975 في مدينة الزرقاء الأردنية لأسرة ملتزمة حيث كان والده يعمل مدرساً في الأردن، فأنهى طارق دراسته في إحدى الكليات الأردنية في دبلوم إدارة الأعمال  في العام 1996.
    يقول والده منذ أن كان طارق طفلاً حرصت أن يتعلق طارق  بالمساجد هو وأشقائه وشقيقاته، فلربما أشارك في بناء مجتمع إسلامي صالح، ولعل طارق يكن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، ومنهم شاب قلبه معلق بالمسجد.
    ويضيف والده: لم أتوان يوماً عن التذكير لأبنائي بضرورة المحافظة على الصلاة في المسجد منذ طفولتهم، فاستطعت غرس حبه في أبنائي منذ الصغر، ثم إنني كنت حريصاً على أن يشاركوا في أندية صيفية إسلامية سنوية، هدفها التربية على الأخلاق الإسلامية وحفظ القرءان الكريم  ضمن برامج معد لها مسبقا،فكان لهم الأصدقاء الصالحين، وبفضل الله أن حملوا فكراً إسلاميا يطبقوه في حياتهم اليومية.
    ويتابع والده: لقد كان لاستشهاد والدي الشهيد داود أبو زيد أثراً واضحا في حب طارق لوطنه حيث تربى على معاني التضحية والبطولة والفداء لأجل الوطن.
    ويضيف والده بأن طارق كان يستمع دوماً لقصص جده الشهيد مني ومن والدته ومن أقاربي، حيث كان والدي  احد أبطال ثورة عام 1936 واستشهد في معركة الدفاع عن مدينة جنين في العام 1948 بعد عودته من إبعاده أيام الانتداب البريطاني لمنطقة حوران في سوريا.

    ابتسامة لا تغادر شفتاه
    طارق الإنسان، والمبتسم برغم الألم، يحاول أن يخفف من معاناة الآخرين كما يصفه الكثير من أصدقائه، فهو يحرص دوما على المشاركة في الكثير من المناسبات الاجتماعية.
    يقول والده: ان تربيتي لطارق منذ الطفولة على حب الآخرين تنطلق من عادات وأخلاق الإسلام، والتي حرصت أن ازرعها في أولادي منذ طفولتهم، ومن خلال الصحبة الصالحة التي نشدتها لأبنائي من خلال تربيتهم في المسجد.
    ويتابع: لقد تفاجأت بان له علاقات واسعة في كافة أنحاء الضفة الغربية لطبيعة عمله  ومن كافة الفصائل، ولم يكن عملا فحسب بل محبة ممن عرفه الذين إما اتصلوا بنا أو زاروا منزلي مواسين.
    ولم تقتصر علاقة طارق في عمله أو بمن هم جيله بل تعدتها للطفولة، فقلبه الحنون كما يصفه شقيقه الشيخ ناصر يعامل الأطفال بأنهم كبار ويحترم آرائهم  ويحاول بناء علاقات اجتماعية معهم ويسأل عنهم.
    ويتابع ناصر: إن أبنائي يسألون عنه بشكل متكرر قبل اعتقاله كونه يسكن في نابلس ونحن في جنين، وبعد اعتقاله حزن عليه أطفالي ويسألون عنه كثيرا (متى سيتم الإفراج عن عمو طارق).
    وأما رغد التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها - ابنة شقيقه ناصر-  قالت لمركز أسرى فلسطين للدراسات : أنا أحب عمي طارق كثيراً ونحن مشتاقون له، فلقد كان يشاركنا في لعبنا ويحاول إدخال السرور على قلوبنا.

    الصحافة ميدان الإنسانية والرسالة
    بعد إنهائه لدراسة دبلوم في إدارة الأعمال عام 1996 التحق طارق بتدريب ميداني في صحفية السبيل الأردنية، حيث أن مهاراته اللغوية قد مكنته من ذلك، عدا عن هوايته في رسم الكاريكاتير والتي حاول تطويرها منذ الصغر.
      انتقل طارق للعيش في مسقط رأس والده في الحي الشرقي من مدينة جنين في العام 1997ØŒ وقبيل بداية انتفاضة الأقصى بأشهر قليلة قام طارق بمراسلة العديد من الصحف ووكالات الأنباء عله يجد عملا له بها، وتم له ذلك بفضل الله كما يقول والده، فكتب العديد من الأخبار في الصحف والوكالات من ضمنها صحيفة الرسالة الغزاوية حيث كان يزودها بالعديد من الأخبار.
    في العام2000 التحق طارق بكلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية حيث حاول تطوير هواية رسم الكاريكاتير، وأثناء دراسته تم اعتماده رساماً للكاريكاتير في الصفحة الخلفية لصحيفة الرسالة فترة من الزمن لعدة سنوات.
    وفي بحثه عن عمل في الصحافة  تقدم طارق بوظيفة مراسل لفضائية الأقصى  في شمال الضفة في العام 2007 وتحديداً قبيل الانقسام الفلسطيني بشهر واحد فقط، واعتقل طارق من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة قرابة سنة ونصف على خلفية عمله في فضائية الأقصى، وطورد قبلها  من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدة سنوات، عدا عن تعرض عائلته للمداهمات المتكررة من قبل الأجهزة الأمنية، واعتقل شقيقه محمد أيضا لديهم الى حين ان قرر العمل في السعودية بعيداً عن معاناته بسبب الانقسام.
    يقول والده: لقد أتت فترة على طارق غطى الأحداث في كافة الضفة الغربية لنقص الطاقم حينها، ولأن طارق يعتبر عمله رسالة إنسانية ودعوية يخدم بها دينه وأمته ووطنه.

    السجن لدى الاحتلال والسلطة وزواج بالسر
    اعتقل طارق في المرة الأولى بتاريخ 1-9-2008 ومكث في سجون الاحتلال قرابة سنة بتهمة الانتماء للكتلة الإسلامية وكونه عضوا في مجلس اتحاد الطلبة ممثلا عن الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس،وكان طارق قبل اعتقاله هذا مطارداً من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية على خلفية عمله في فضائية الأقصى.
    بعد خروجه من السجن قرر طارق الزواج بالسر من فتاة من مدينة نابلس، والسبب في ذلك كما يقول والده هو المطاردة من قبل الأجهزة الأمنية، ولم يشارك في حفل زفافه إلا أقاربه المقربين، وبعضاً من أقارب زوجته، فتم زواجه في إحدى قاعات الأفراح بمدينة نابلس.
    في نهاية العام 2009 تم إلقاء القبض على طارق من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة وحوكم 13 شهرا بسبب عمله في فضائية الأقصى قضاها في سجن الجنيد بمدينة نابلس.
    يقول والده كانت عائلتي ضحية لآثار الانقسام، فقد تمت مداهمة منزلي عدة مرات، واستدعيت ونجلي ناصر أيضا، عدا عن اعتقال نجلي محمد عدة مرات فقرر بعد الاعتقالات المتكررة أن يسافر للسعودية بعيداً عن ظلم الانقسام وآثاره.
    قبل خمسة شهور من اعتقاله لدى الاحتلال هذه المرة، رزق طارق بطفلته البكر ميار، ليغيب الأسر والدها من جديد، فهي لا تدري أن الحقائق التي أراد والدها أن تصل لمن يهمه الأمر، فهل تجد طفلته "ميار" من يهتم بأمرها لينصف الحقيقة التي أفنى والدها شبابه من أجل إيصالها.

    (المصدر: أسرى فلسطين، 20/03/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية