الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أقدم الأسرى وحكاية الزنزانة 139

    آخر تحديث: السبت، 20 إبريل 2013 ، 00:00 ص

    في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 أبريل/نيسان، ينهمك الفلسطيني محمود بكر حجازي في استعادة ذكرياته وسردها لزوار كثر في منزله بمدينة رام الله، وهو الذي بات رمزا وطنيا باعتباره أول أسرى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965.
    ويُذكر اسم حجازي، المولود في القدس عام 1936، مرتبطا بأولى العمليات الفدائية ضد الاحتلال الصهيوني التي أعلن بعدها انطلاق المقاومة المنظمة تحت لواء حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية.
    واعتقل حجازي أثناء مشاركته مع مجموعة فدائية في تفجير جسر كان يستخدمه جيش الاحتلال الصهيوني ممراً إلى المدن الفلسطينية بالضفة الغربية قرب بلدة بيت جبرين جنوب الخليل بتاريخ 7 يناير/كانون الثاني 1965، وأدت العملية إلى مقتل 24 صهيونيا.
    ويأبى حجازي رواية حكاية أسره إلا ابتداءً من طفولته في بيت مقدسي قريب من المسجد الأقصى، وانخراطه مبكرا في العمل المقاوم، إذ أصيب برصاص الاحتلال عندما كان في عمر 12 عاما خلال ثورة عبد القادر الحسيني، ثم انتقل بعد سنوات للانخراط في الجيش الأردني برتبة "شاويش".

    نقطة تحول
    لكن نقطة التحول التي غيّرت حياته كانت "مذبحة دير ياسين" عام 1948، وهو الذي استقبلت عائلته الهاربين من القرية وبينهم جرحى.
    وفي أحد الأيام علم حجازي بنية شباب فلسطينيين شن عمليات ضد دولة الاحتلال ضمن مجموعات سرية، وحينذاك كان يعمل سائقا في مدينة العقبة الأردنية، وقرر الانخراط بإحداها وبدأ التدرب فعلا على عملية هجوم كانت مقررة في مدينة "إيلات" جنوب فلسطين المحتلة.
    ويقول حجازي "حتى ذلك الوقت لم أعرف من المجموعة سوى اسم واحد هو خضر عبد الفتاح أبو نجمة"، وهو الذي أعطاه تاريخ العملية، وطلب منه الحضور من العقبة إلى بيت جبرين في منطقة الخليل، ففعل.
    ويذكر حجازي لقاءه الأول بالمجموعة، حيث حظر عليهم السؤال عن الأسماء والبلدان أو أية معلومات شخصية، وقال "كان هذا تفكير خليل الوزير (أبو جهاد).. العمل بصمت وبسرية تامة".
    وفي ليلة الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 1965، استعدت المجموعة وارتدى حجازي ورفاقه لباسهم وسلاحهم الخفيف الذي لم يتعدّ المسدسات البسيطة وبنادق الصيد، وتناوبوا على حمل العبوة المقرر تفجيرها بجسر بيت جبرين.
    يقول حجازي "كل ما حملناه كان سلاحا بدائيا مقابل ما يتسلح به عدونا، لكن إيماننا بالقضية وبالتحرير كان أقوى...".
    ويذكر أنه "في إحدى المرات التقيت أبو عمار دون أن أعرفه، وكان يجهز كحل البارود فسألته إن كان هذا قادرا على تفجير ثورة، فقال: لا، لكن العالم جبان ونحن يجب أن نعلي صوتنا كي يسمعنا".

    أسر وقرار بإعدام
    وبالفعل نسفت المجموعة الجسر، وخلال العملية وقع حجازي في الأسر بعد إصابته برصاصات عدة ونقل في حالة فقدان وعي إلى سجن الرملة، وبعد محاكمات عديدة طالبت النيابة العسكرية الصهيونية بإعدامه.
    واتهمه الاحتلال بقتل الأطفال والنساء والدخول "للأراضي المحتلة" من الأردن من دون رخصة، إلى جانب إطلاق النار على الجيش الصهيوني، وحينها وقف حجازي في المحكمة وسألهم "هل أنتم ضباط وجنود أم أطفال ونساء؟".
    ورفضت دولة الاحتلال طلب اعتباره أسير حرب، ووافقت على إحضار محامٍ له من خارج الأراضي المحتلة، ولكن عند وصول المحامي الشهير جاك برجيس -محامي الثوار وزوج المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد- إلى الأراضي المحتلة بإيعاز من منظمة التحرير الفلسطينية رفضه الاحتلال ورحله.
    وهنا يتذكر حجازي كيف كان يجري نقله من محاكمة إلى أخرى بلباس الإعدام الأحمر، وفي ذاكرته فقط "حادثة إعدام الثوار الفلسطينيين فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجموم" على يد الانتداب البريطاني في سجن عكا عام 1930. يقال "كنت أنتظر أرجوحة الأبطال".
    وعندما انقسمت الحكومة الصهيونية بقيادة غولدا مئير حيال قرار إعدامه، طُلب منه الاستئناف ضد قرار إعدامه لكنه رفض، وقال "كان هذا سيجعلني مستعطفا لعدوي"، ولكن المحكمة الصهيونية العليا قررت إسقاط قرار الإعدام وحكمت عليه بالسجن المؤبد.
    وفي كل مرة، كان محمود حجازي يعاد إلى الزنزانة الضيقة التي حملت رقم "139"، وهي ذاتها التي أعدم بها الضابط الألماني أودولف إيخمان، أحد كبار مساعدي هتلر، بعد اختطافه على يد الموساد من الأرجنتين إلى دولة الاحتلال عام 1960.
    ويذكر حجازي أن الزنزانة كانت الملاذ الوحيد له بعيداً عن المحققين، وفيها عاش ستة أعوام "مع صحن وكوب بلاستيكي وحشرات لازمتها صيفا وشتاءً" ومع جندي صهيوني مكث معه كظله خوفا من أي محاولة هرب أو تهريب.

    محمود حجازي:
    الزنزانة كانت ملاذي الوحيد بعيداً عن المحققين، وفيها عشت ستة أعوام مع صحن وكوب بلاستيكي وحشرات لازمتها صيفا وشتاءً

    أسير بأسير
    ولا ينسى حجازي كيف حاولت دولة الاحتلال اغتياله بالسم بعد عودته من محاكمته وإسقاط حكم الإعدام عنه، حيث وضع السم في طعامه وكاد يفقد حياته بسببه.
    وبعد ستة أعوام، تناهت إلى سمع حجازي أخبار عن مفاوضات بين منظمة التحرير و دولة الاحتلال بشأن تسليم جندي صهيوني يدعى شموئيل فايزر أسرته حركة فتح أواخر عام 1969، وظن حجازي أن التبادل سيشمل 54 أسيرا فلسطينيا من الأطباء والأكاديميين ممن التحقوا بصفوف الثورة بعد انطلاقها.
    وبتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 1971 جرت عملية تبادل "أسير مقابل أسير" بناء على اشتراط المنظمة (فايزر مقابل حجازي فقط)، وجرت العملية في رأس الناقورة برعاية الصليب الأحمر. وكتبت الصحافة الصهيونية في ذلك اليوم أن دولة الاحتلال رضخت واعترفت ضمنيا بمنظمة التحرير.
    يقول حجازي "كنت أشعر طيلة فترة اعتقالي أنني الشعب الفلسطيني كله أقف أمام المحاكم الصهيونية، وكنت منشغلا طيلة تلك السنوات بكيفية الدفاع عن قضيتي".
    والتحق حجازي بعد الإفراج عنه بصفوف منظمة التحرير في لبنان حتى شهد حصار بيروت بعد الاجتياح الصهيوني عام 1982، ومنها انتقل للعيش في اليمن لمدة 11 عاما، وعاد مع الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى غزة عام 1994 ومنها إلى رام الله حيث يسكن حاليا، وهو عضو في المجلس الثوري لحركة فتح.

    (المصدر: فلسطين اليوم، 17/04/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية