الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير سامر المحروم الفرحة منقوصة جراء الإبعاد وبقاء آلاف الأحبة في الأسر

    آخر تحديث: الأحد، 26 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    كانت المحطة الأولى في يوم تحرير الأسير سامر المحروم، زيارة منزل صديق عمره الأسير المحرر حمزة الزايد في مدينة جنين، ليصطحب منه والدة هذا الصديق الذي عاش معه سنوات طويلة في الأسر وقبله، وأبعدته سلطات الاحتلال إلى قطاع غزة، ضمن مجموعة من الأسرى المحررين ممن شملتهم صفقة التبادل.
    وأراد المحروم الذي كان هدفاً للاعتقال من قبل جيش الاحتلال، في العام 1986، برفقة صديقه وابن مجموعته الزايد، أن يؤكد لوالدة صديقه، أنه تماماً سيكون كابنها، في محبتها وقربه منها، كوالدته التي آثرت الانتظار في منزلها، لاستقباله بعد أكثر من 25 عاماً من الغياب خلف القضبان في سجون الاحتلال.
    ولم تكن والدة المحروم الذي كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد على خلفية طعن صهيوني حتى الموت، أنها ستعيش اليوم واللحظة التي تضمه فيها إلى صدره، كما ولو كان طفلاً صغيراً. تقول المحروم: "إنها لم تكن لتيأس من رحمة الله الذي كانت تسأله في كل صلاة ولحظة، أن يمد في عمرها البائس لتعيش هذه اللحظات التي كانت الأم على يقين أنها ستأتي في يوم ما".
    وتضيف، إنها طيلة سنوات أسر ابنها سامر، لم تكن تعد السنوات التي ستأتي، وإنما كانت تعد الأيام والشهور والسنين التي مضت عليها، وابنها غائب عن منزله، دون أن يكون هناك بصيص من الأمل أنه سيعود إلى عائلته، لكونه كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد.
    وفي كل صفقة تبادل جرت في السنوات ال25 الماضية، كان الكيان الصهيوني يستثني المحروم شأنه في ذلك شأن المئات من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بذريعة أن "أياديهم ملطخة بدماء صهاينة"، وهي ذريعة جعلت عائلات هؤلاء الأسرى، تفقد الأمل بإمكانية أن يروا الشمس من جديد.
    ورفضت الأم دعوات جميع نساء الضاحية ممن احتشدن لتهنئتها بتحرير ابنها سامر، التوجه إلى مدينة رام الله بهدف استقباله، أو مجرد الخروج من منزلها الذي انتظرت ساعات طويلة مرت عليها كأنها الدهر كله، وهي بانتظار لحظة ضم ابنها إلى صدرها من جديد كما ولو كان طفلاً.
    ووضعت هذه الأم كيساً من الدقيق على بوابة منزلها، لا تزال تحتفظ به منذ أكثر من 25 عاماً، وتحديداً منذ اللحظة التي خرج بها سامر من بيته، يوم اعتقاله، دون أن يعود إليه، بعد أن أبلغ والدته أنه سيعود لنقل كيس الدقيق إلى داخل المنزل.
    وعلى مدار سنوات اعتقاله، يقول زاهر وهو الشقيق الأصغر للأسير المحرر المحروم، إن هناك كثيراً من الأمور تغيرت في عائلته، حيث توفي والده، قبل عدة سنوات، ولسانه يلهج بذكر ابنه سامر.
    ويضيف زاهر، إن أفراد عائلته لا يفكرون في هذه الفترة، بتزويج شقيقه، وهو أمر قد يستغرق وفقاً لما قاله هذا الشقيق، ما لا يقل عن عامين، حتى تشعر العائلة أنها شبعت من ابنها الذي كان أشقاؤه محرومين على مدار السنوات الأخيرة، من زيارته، بذريعة المنع الأمني.
    وانهمك زاهر وشقيقاه فارس وفراس، على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، في الترتيب لاستقبال شقيقهم المحرر، حيث أقاموا منصة أفراح قبالة منزل عائلتهم في ضاحية "صباح الخير"، تزيد مساحتها على 60 متراً مربعاً، وزينوها بالأعلام الفلسطينية والرايات، في وقت كانت تصر فيه والدتهم، على الإشراف على كل صغيرة وكبيرة من الترتيبات الخاصة بحفل استقبال ابنها الذي اقترب عمره من ال 44 عاماً، أمضى منها نحو 25 عاماً في الأسر.
    وبدا الأشقاء الثلاثة، في حال من الحرص الشديد، على تنفيذ مطالب والدتهم التي سئموا من محاولة إقناعها بضرورة أن تريح نفسها قليلاً، حتى تلقى ابنها وهي في صحة جيدة، رغم معاناتها من عدة أمراض أصابتها.
    إلا أن هذه المحاولات، كما قال فراس، باءت بالفشل، حتى استسلم وشقيقاه تماماً لكل ما تطلبه والدتهم، دون أن يناقشوها في شيء.
    وأطلقت سلطات الاحتلال، سراح 36 أسيراً وثلاث أسيرات من محافظة جنين، ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، من بينهم 14 أسيراً وثلاث أسيرات، تم إطلاق سراحهم إلى منازلهم مباشرة، و 14 أسيراً تم إبعادهم إلى قطاع غزة لمدة مفتوحة، وأسيران إلى القطاع لمدة ثلاث سنوات، وثلاثة أسرى تم إبعادهم للخارج.
    وقالت مصادر محلية، إن الأسرى الذين عادوا إلى منازلهم مباشرة هم معمر مرشد فايز غوادرة، وحسام يوسف مصطفى براري، ونائل كامل أحمد أبو جلبوش، وسامر عصام سالم محروم، وعبد الرحمن عمر صادق أبو عساف، ومحمود سعيد أحمد جرادات، وأشرف خليل حسين أبو الرب، وعارف خالد يونس فاخوري، ومصطفى كامل يوسف بدارنة، والأسيرات فاتن بسام شافع السعدي، وقاهرة سعيد علي سعدي، وهناء يحيى صابر شلبي.
    أما الذين تم تحريرهم من السجن إلى بيوتهم مع قيود فهم محمد أحمد محمد الحاج صالح، وعماد ياسر عطا موسى، وعبد الرحمن حسن عبد الفتاح صلاح، ووهيب عبد الله خليل أبو الرب، ويعقوب عدنان إسماعيل زيد.
    وفيما تم الإبعاد إلى خارج فلسطين، الأسرى محمد ناجح محمد جرار، وعصام محمد ناجح جرار، وسعيد محمد يوسف بدارنة، تم إبعاد الأسيرين أحمد عيد ديب جواد، وحسن يوسف حسن زيد، لمدة ثلاث سنوات إلى قطاع غزة الذي أبعد إليه الأسرى يوسف طاهر محمود الكرم، ومحمد طاهر محمود الكرم، وطارق إبراهيم محمد عز الدين، ومحمود عبد الله عبد الرحمن أبو سرية، وعبد الرءوف أمين عبد الله شلبي، وزيد عرسان حافظ كيلاني، وزيدان محمد نمر زيدان، وباسم محمد عقاب نزال، وجواد تيسير حسن سباعنة، وهلال محمد أحمد إبراهيم، وكفاح أحمد أمين نواهضة، وكفاح جميل صادق عارضة، وحمزة نايف حسن الزايد، وظاهر ربحي محمد قبها.
    وقال محافظ جنين، قدورة موسى، إن جنين عاشت يوماً جديداً وتاريخياً لا ينسى في حياة الشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة، وكان يوماً منتظراً وجاء على غير ميعاد، وانتظرته عيون الأمهات اللواتي طالما بكين على فراق أحبائهن.
    وأضاف موسى، إن هؤلاء الأمهات، عشن يوماً انتظرته قلوبهن التي ظلت خافقة ونابضة بالحب والشوق والحسرة والأنين، والدعاء إلى الله جوف الليل، وبعد كل أذان وفي كل سجدة، وعند الأسحار، وقبل طلوع الفجر، عل القدر يحمل إليهن أبناءهن الغائبين في غياهب سجون الاحتلال.
    وتابع، "إن جنين وباقي أرجاء الوطن، تلتقي اليوم وجوهاً لطالما حنت للتلاقي، وقلوباً لطالما اشتاقت للعناق، وأيادي لربما غاب عنها أن الفجر آت لا محالة، رغم العد الطويل من سنوات مضت في السجن، وسنوات بقيت في عداد الحكم المؤبد، إلى أن تغيب الروح بعيداً عند باريها، فيعز حينها حتى زيارة السجن وسماع الأصوات، وتورث الأمل".

    (المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 19/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية