الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشاب الجامعي محمود علاء الدين يروي رحلة العذاب التي رافقت اعتقاله

    آخر تحديث: الثلاثاء، 28 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    سرد الشاب محمود علاء الدين البالغ من العمر 25 سنة من سكان قرية المعصرة الى الجنوب من بيت لحم قصة اعتقاله المثيرة من قبل جنود الاحتلال الصهيوني وبداية معانته التي لا تنتهي خلال ما أسماه رحلة عذاب أثناء عملية اعتقاله التي استمرت ثمانية أيام.
    محمود الذي دأب على المشاركة في فعاليات مناهضة جدار الفصل العنصري في قريته منذ أن اندلعت قبل نحو ست سنوات حتى اعتقاله حينما انتهى من المشاركة في المسيرة الاسبوعية ضد الجدار وكان عائدا مع عدد من النشطاء التفت خلفه وإذا بنحو عشرة جنود يركضون باتجاهه فما كان إلا أن يتعامل برباطة جاش بدلاً من الفرار لأنه في هذه الحالة تكون كافة الاحتمالات واردة بما فيها عملية اطلاق النار باتجاهه، وبالفعل انقض الجنود عليه ليعتقلوه وطرحوه أرضا ووضع أحد الجنود قدمه على صدره لغاية احضار دورية عسكرية الى المكان لنقله.
    حضرت الدورية التي نقلته الى مكان آخر في ذات أراضي القرية، ليتم نقله إلى ناقلة جنود وسط دربكة شديدة منهم ووضعوه في أرضية الناقلة ليجلس ست جنود حوله، كما وضعوا ثلاثة كلاب في الناقلة التي تحركت باتجاه مركز الشرطة الصهيونية في مغتصبة كريات أربع المقامة على أراضي مدينة الخليل.
    وطيلة المسافة التي استغرقت نحو نصف ساعة ظل الجنود يركلونه بأقدامهم ويشتمونه بالصراخ وكأنهم قبضوا على صيد ثمين وهذا ما يحاول الجنود تصويره للمعتقل في كل مرة بانه خطير للغاية ولا بد من مواجهته للسيطرة عليه، وعندما أنزل من المركبة وضعوه في احدى الزنازين الانفرادية ليمكث يوما كاملا ومن ثم جرى نقله الى مركز التوقيف في مجمع غوش عصيون الاستيطاني وخلال الطريق تعرض للضرب المبرح من الجنود الذين عملوا على نقله مستخدمين ركلات الأرجل ولكمات الايدي واعقاب البنادق بطريقة مؤلمة للغاية.
    وحينما وصل الى مركز التوقيف في غوش عصيون ظل معصوب الاعين وموثوق اليدين وانزل إلى احدى الغرف وهناك ازيلت العصبة عن عينيه ليشاهد لوحة كتب عليها عبارات وارشادات بالعربية والعبرية، ومن بينها « ايها الموقوف عليك ان تعرف حقوقك وواجباتك اثناء احتجازك، فالضرب هنا ممنوع وكذلك التعذيب، وهذا ما يحفظه لك القانون»ØŒ وبعد ذلك ادخل إلى غرفة أحد المحققين الذي ضربه على ظهره وحينما قال له عن اللوحة التي تحظر الضرب أجابه المحقق فورا إنه كان يمازحه وليس من قبيل الضرب، موجها له تهمة الاعتداء على أحد الجنود اثناء المسيرة في قريته، فرفض ذلك رفضا قاطعا مؤكدا أن ذلك تهمة ملفقة، فرد عليه ضابط التحقيق بوجود شهود عيان من جنود الاحتلال ضده، أي أن التهمة جاهزة والقاضي العسكري في عوفر حاضر للنظر في هذه القضية.
    ويواصل محمود الطالب الجامعي سرده لما حصل من تفاصيل اعتقاله مشيرا إلى أنه قد جرى نقله الى غرف التوقيف وهناك حدث بلا حرج كما يقول فالوضع في غرف المعتقلين سيء للغاية إذ لا يمنح الأسير إلا بطانيتان الاولى استخدامها كفرشه بعد فردها على حديد بارد للغاية والثانية كغطاء في ظل هذا الجو القارص إذ أن درجة الحرارة في الليل لا تتعدى الخمس درجات مئوية، هذا الى جانب سوء الطعام والشراب مؤكدا أنه وعلى مدى ثلاثة أيام كان الشاي يقدم للمعتقلين بالملح وليس بالسكر وحينما يحتج المعتقلون على ذلك للضابط المناوب كان يذهب إلى المطبخ ليحضر كيس السكر الفارغ ويقول لهم إنه سكر وليس ملح وكأنه اثبات على أن الذي وضع في الشاي هو سكر وليس الاثبات طعم الشاي ذاته دون ان يكترث على الاطلاق، وتتوج المعاملة القاسية ايضا بإجبار الأسرى على عدهم ثماني مرات في اليوم الواحد أن يجري اقتحام الغرف ويطلب منهم الجلوس لعدهم ويؤكد الشاب علاء الدين ان هذا الكم من العد لا يعود لأسباب امنية على الإطلاق ولكن بهدف إذلال المعتقلين وتعذيبهم نفسيا.
    وبعد كل هذه الرحلة من العذاب التي تسبق النقل الى سجن عوفر حيث إجراءات المحكمة وحينما ينقل الأسير إلى المحاكمة يوضع في زنزانة تستمر إجراءاتها ما بين الذهاب الى المحكمة والعودة الى السجن ثماني ساعات وخلال ذلك يحضر له وجبه واحدة عبارة عن قطعة من الخبز واصبع من اللين وحينما احتج لدى السجن على هذه الكمية واصفا اياها انها لا تقدم الى قط صرخ السجان في وجهه انك هنا لست في فندق وانما في السجن وهي العبارة الى يتدرب عليها كل جنود الاحتلال الذين يقومون بحراسة الاسرى في السجون حينما يحتجون على سوء المعاملة. واوضح علاء الذين الذي افرج عنه بكفالة مالية لضمان حضور المحكمة انه حمل كل هذه الهموم للصليب الاحمر وقدمها لوضعه في صورة ما يحدث للمعتقلين اثناء وبعد احتجازهم حيث تمارس بحقهم كل الممارسات التي يحرمها القانون الدولي.

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 27/11/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية