الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير مصطفى أبو عرة: الزنزانة أوسع من غرفة المستشفى

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    "إذا شعرت بأنك في زنزانة سجن أوسع من غرفة مستشفى، وأن السجن أكثر حرية من غرفة العلاج، فاعلم أنك تعيش في دولة تسمى  الكيان الصهيوني" .. بهذه الكلمات بدأ المعتقل الإداري الشيخ مصطفى محمد أبو عرة 51 عاماً، من بلدة عقابا غرب طوباس، رسالته التي سربت من سجن "مجدو"ØŒ وروى فيها تفاصيل خمسة أيام أمضاها رهن العلاج في مستشفى "العفولة" الصهيوني.
    قال أبو عرة في رسالته: إنه كان هدفاً للاعتقال من قبل قوات الاحتلال مرات كثيرة، وأمضى في سجون الاحتلال فترات طويلة، عانى خلالها ولا يزال كغيره من الأسرى من ظلمات السجن وظلم السجان.
    وأشار إلى أنه يقضي هذه الأيام فترة اعتقال إداري، وتعرض قبل عدة أشهر لنكسة صحية، نقل على إثرها إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج، حيث أمضى خمسة أيام بستة ليال في المستشفى، كانت الفترة الأطول والأصعب في تاريخ اعتقاله، من حيث المعاملة اللإنسانية، والحرمان من كل الحقوق، لدرجة اعتبر فيها عودته للسجن بمثابة فرج، وأن السجن أكثر حرية من المستشفى.
    وبحسب أبو عرة، فإنه شعر بآلام حادة في صدره قبل فترة، وبدأت تشتد دون أن تجدي أقراص "الأكامول" التي قدمها له ممرض سجن "مجدو" نفعاً، وفي أحيان أخرى أقراص "أوبتالجين"، وبدت حالته تزداد سوءاً، استدعى من طبيب عيادة السجن، وصف علاج آخر له للمعدة، وطلب منه الطبيب تناوله طوال الوقت.
    والتزم أبو عرة، بهذا العلاج، ولكن وضعه الصحي لم يتحسن، وعاد للعيادة مرة أخرى بعد أيام، وبعد الفحص، تبين أنه يعاني من مشاكل في القلب، فتم نقله مباشرة إلى مستشفى "العفولة"، خصوصاً بعد أن تبين من الفحص الطبي وتخطيط القلب، أنه في وضع يحتاج لنقل مباشر إلى المستشفى.
    واعتقد هذا المعتقل الإداري، أن نقله إلى المستشفى، سيخفف من معاناته، إلا أنه سرعان ما اكتشف أن هذا اعتقاد خاطئ، حيث بقيت يده اليسرى ورجله اليمنى مقيدتين إلى السرير، وعلق في يده اليمنى كيس "جلوكوز".
    ووصف الأجواء داخل غرفة المستشفى، حيث كان ثلاثة من أفراد الشرطة الإسرائيلية المسلحين بالمسدسات، يتولون مهمة الحراسة، وبفعل القيود لم يكن بإمكانه أن ينام أو يتحرك، حيث أنه إذا ما أراد أن ينام على جنبه الأيمن، شده القيد في يده اليسرى، وإذا ما أراد أن ينام على جنبه الأيسر شده القيد من رجله اليسرى، فيما كان يتعمد الحراس شد قيوده، بحجة التأكد من متانتها، الأمر الذي يرافقه الكثير من الألم والإزعاج.
    وقال أبو عرة، إن معاناته لم تكن لتقف عند هذا الحد، بل وصل الأمر بالحراس، إلى رفض فك قيوده من أجل تناول الطعام، فرفض الوجبات التي كانت تقدم له، وأصبح يرفض تناول العلاج الذي كان يجب عليه تناوله بعد الطعام، الأمر الذي تطلب نقاشاً بين الأطباء والممرضين وشرطة الاحتلال، أفضى إلى التخفيف من قيوده، خلال تناوله الطعام.
    وكان الأمر الأكثر إيلاماً ووحشية بالنسبة للأسير أبو عرة، سلوك السجان، حيث كانت ساعة دخوله الحمام من أجل قضاء حاجته والوضوء للصلاة، محددة ومقيدة، حيث قال: إنه لمرات كثيرة لم يكن يتمكن من الدخول للحمام، بسبب إصرار أفراد الشرطة على عدم فك أو تخفيف القيود في يديه.
    وقال أبو عرة: "في أكثر من مرة عدت دون أن أتمكن من الدخول للحمام، ومع ذلك لم يتراجع أفراد الشرطة من الحراس، وبدل أن يسمحوا لي بدخول الحمام بشكل إنساني، كانوا يسخرون ويتبادلون الضحكات فيما بينهم، وكنت أضغط على نفسي، وأعود للسرير في الغرفة، دون قضاء الحاجة أو الوضوء للصلاة".
    وأكد، أنه كان يتعرض في المستشفى لامتهان وانتهاك إنسانيته أكثر من وجوده في السجن، حتى ساعة دخوله إلى غرفة العمليات، حيث أبقاه الأطباء مقيداً من رجله، وخضع لعملية قسطرة في القلب وهو مقيد، وأعيد إلى غرفة العناية الخاصة، ليعاد تقييده من رجله ويده، وبقي أياماً يعاني من ألم العملية، ويتلوى ويتألم أكثر لما يلاقيه من سوء معاملة.
    واعتبر أن ما تعرض له في غرفة العناية الخاصة، كان بمثابة تعذيب وامتهان، دون أية مراعاة لوضعه الصحي، لدرجة أصبح يتمنى فيها أن يعود إلى السجن.
    ولم يكن أبو عرة، يصدق أنه عاد إلى السجن من جديد، حيث احتضنه الأسرى من كل الفصائل، وكانوا يتسابقون من أجل مساعدته، وكانت حاجته تصله دون أي عناء، لدرجة اعتبر فيها مجرد عودته إلى السجن بمثابة فرج له، وخلاص من قيود عانى منها خمسة أيام وستة ليال هي فترة علاجه في مستشفى "العفولة".
    وفوجئ أبو عرة، في أول زيارة مقررة له بعد إجراء العملية الجراحية، أن أحد أفراد عائلته لم يأت لزيارته في السجن، وبعد أن عاد زملاؤه من الزيارة، التفوا من حوله، وأخذ كل واحد منهم يروي قصصاً عن قيمة الصبر على البلاء، وثواب وأجر الصابرين، ليبلغوه بنبأ وفاة والده الذي كان يعيش على أمل لقاء ابنه الأسير.

    (المصدر: صحيفة الأيام الفلسطينية، 4/3/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهاديان محروس البحطيطي وحازم الوادية من سرايا القدس يقتحمان موقع كيسوفيم ويوقعان عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال

06 مايو 2002

الأسرى داخل السجون يعلنون الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم السيئة

06 مايو 2002

استشهاد المجاهد محمد عبد الله زقوت من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط قطاع غزة

06 مايو 1989

الأرشيف
القائمة البريدية