أب ونجله يتبادلان الأدوار بصورة مذهلة ما بين الاعتقال والإفراج

موضوعات ذات صلةً

• طارق قعدان: 17 اعتقالاً Ùˆ12 عاماً في الأسر ووضعٌ صحيٌ سيء
• شهادات لأسرى تعرضوا لاعتداءات أثناء اعتقالهم

تبادل الأدوار ظاهرة طبيعية في المجتمعات ولكن حينما تنسحب على المحاكم العسكرية ما بين الأب والابن فإنها تصبح ظاهرة غريبة، وهذا ما حصل لأسرة أبو هاشم من سكان بلدة بيت أمر قضاء الخليل، حيث تبادلا الأدوار في الاعتقال والإفراج في وقت قياسي.
ففي السابع عشر من نيسان الماضي كان الوالد أحمد خليل أبو هاشم البالغ من العمر 45 سنة قد وصل إلى محكمة عوفر الصهيونية لحضور جلسات محكمة نجله يوسف المعتقل منذ خمسة أشهر ونصف في ذلك اليوم بتهمة مقاومة الاحتلال فأصدرت القاضية العسكرية حكما على الشاب البالغ من العمر 18 سنة بالسجن الفعلي لمدة ستة أشهر فخرج الوالد مغتبطا ومرتاحا من أسلوب الدفاع الذي خاضه المحامي المكلف بالدفاع عن نجله الذي لم يتبق له سوى أسبوعين، وإذ ذاك نصحت القاضية الشاب المعتقل أن يهتم بدروسه، متسائل الوالد أمام المتواجدين في المحكمة من أهالي الأسرى عن كيفية أن تكون الحياة طبيعية ليس لتلاميذ المدارس بل لكل فئات المجتمع الفلسطيني والاحتلال لازال جاثما على الأرض الفلسطينية ويلاحق الطفل والفتاة والفتى والشيخ وحتى الحجر والشجر.
وفي الثاني والعشرين من الشهر الجاري كانت المفارقة قد وقعت ففي ساحة محكمة عوفر كانت إحدى الأمهات التي حضرت المحاكمة الأولى قد ذكرت ملابساتها عن طريق الصدفة حيث تعرفت مرة واحدة على الوالد أبو هاشم وتحدثت عن نجله وكيفية أسلوب الدفاع عنه والذي أدى إلى حكم مخفف، وبطريقة مفاجئة قفز الشاب يوسف وهو يجلس بين الأهالي ليقول أنه والدي وجئت كي احضر محاكمته، وهنا كان لتبادل الأدوار المفاجأة الكبرى للحاضرين، فقد أوضح يوسف أن والده الان في السجن منذ أسبوعين إذ يشغل أمين سر لجنة مواجهة الاستيطان في بلدة بيت أمر التي تشهد مسيرات أسبوعية احتجاجا على التوسع الاستيطاني وقد اعترض الجنود المسيرة واعتدوا على أبو هاشم الأب وقد جرى اعتقاله وتحويله إلى محكمة عوفر بتهمة قيامه بضرب ضابط صهيوني في المسيرة، وجرى تعيين النظر في قضيته يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وهذه المرة جاء يوسف لوالده وقد قررت المحكمة توقيفه بشكل مفتوح لغاية النظر في قضيته، ولكن المفاجأة الكبرى كانت حينما اتضح أن نجلي أحمد الآخرين قد اعتقلا أيضا قبل اعتقاله بأسبوعين حينما جرى دهم المنزل مرتين المرة الأولى لاعتقال محمد البالغ من العمر 15 سنة، والمرة الثانية بعد يومين من اعتقال عماد البالغ من العمر 22 سنة وهو متزوج.
يعتبر أبو هاشم الوالد من نشطاء مقاومة الجدار والاستيطان وهو من أعضاء حركة فتح وقد سبق وأن اعتقل في سجون الاحتلال لمدة خمس سنوات، وسبق له أيضا أن عبر عن فخره واعتزازه بمسيرة النضال التي يخوضها شعبنا ومن بينهم أفراد أسرته وكان يقول: "إن الاحتلال يريد من شعبنا أن يرفع الراية البيضاء ويحولنا الى عبيد ولكن هذا لن يتحقق لأن شعبنا يريد العيش بحرية وكرامة بعد طرد الاحتلال والاستيطان عن أرضنا، داعيا الى تصعيد المقاومة الشعبية السلمية ضد الجدار والاستيطان".

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 25/5/2012)

تعليقات الفيسبوك