الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير بلال ذياب يلتقي شقيقه عزام وفي اللقاء عصفور وذكريات

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    التقطه عزام من على جانب سياج السجن، خبأه بداخله، أخذ يرعاه ويطعمه ويسقيه كطفل صغير، كي يضمن له أملا في الحرية، ويمنحه متسعاً من العمر دون قيد.
    عصفور لم يستطع بعد مغازلة الشمس، وتعلم الغناء. كان هدية السماء في اليوم الأول من لـ لقاء الأسير عزام نبيل ذياب من بلدة كفر راعي بشقيقيه بسام وبلال في سجن شطه بعد 6 سنوات من اعتقاله.
    عصفور بين 3 أشقاء، كان عنوان سجن شطه في مثل هذه الأيام من العام 2006 حين التقى الأشقاء ببعضهم، وعثروا على الطائر الصغير، الذي كان كما لو أنه نافذة لطرق باب الشمس ومعانقة الريح وأشجار الكرز والزيتون.
    واليوم تعود القصة من جديد بعد 6 سنوات في سجن شطه، عقب التقاء الأسير بلال ذياب، الذي خاض إضرابا عن الطعام لـ 78 يوماً، مع شقيقه عزام الذي أضرب عن الطعام لأكثر من 40 يوماً تضامنا مع الأسرى الإداريين المضربين، بينما يتابع شقيقهم الأسير المحرر بسام لقاء أشقائه ويستعيد ذكرياته معهم.

    ذكريات اللقاء
    في شهر 5 من العام 2005 قمعت قوات "النحشون" في سجن مجدو الأسير بلال إلى سجن شطه، وتبعه بعد 7 أشهر شقيقه بسام الذي تعرض للقمع أيضا وتم نقله إلى ذات المعتقل، في حين تم قمع عزام من سجن عسقلان المركزي إلى شطة، حيث عاش الأشقاء الثلاثة في السجن فترة طويلة في أقسام وغرف مختلفة، دون أن يتمكنوا من اللقاء ببعضهم، إلى أن قامت إدارة سجون الاحتلال بإغلاق قسم 7 في السجن، وتجميع الأسرى في قسم 6 الوحيد، وبعد ذلك تم اللقاء، وكان يوم الأحد 18/6/2006.
    واستذكر بسام تلك اللحظات "لا أستطيع أن أوصف تلك اللحظات، وما كنا نشعر به، كيف ركضنا نحو بعضنا، وتعانقنا بكاءً، فقد مرت 5 سنوات من أسر عزام ولم يستطيع أحد زيارته، تعانقنا طويلاً، وبكينا كثيرا فرحاً باللقاء، كأننا لا نريد للوقت أن يمضي".
    في أول يوم لنا في الغرفة استقبلنا عزام بعشاء ممتاز "عدس مجروش مع بيض مقلي بزيت الصويا"، كانت بطعم البيت، والذكريات.
    وأضاف بسام "في الحقيقة لم نكن نترك بعضنا أبدا، كنا نمضي وقتنا سواء في الغرفة أو في الساحة "الفورة" في الحديث حول ظروف اعتقالنا، وأخبار الأهل والأصدقاء، وفي الليل نفترش الأرض، وننام بجانب بعضنا رغم أن ذلك يخالف إجراءات وقوانين السجن، لنبدأ باستعادة الذكريات التي لا تنتهي مع آذان الفجر، وفي "الفورة" تبدأ منافسة شديدة الوطيس بين بلال وعزام أثناء لعبة كرة الطائرة، لا تنتهي إلا بفوز أحدهم على الآخر".
    ومن القصص التي يتذكرها بسام، هي قصة القطة التي كانت تأتي كل يوم في الثامنة والنصف صباحا عند شباك الغرفة الضيق والمغطى بشبك حديدي يرتفع عن الأرض نحو 80 سم، وكيف كان الأسرى يتناوبون على تفتيت الخبز والطعام لها، من أجل التمكن من إخراجه من فتحات "الشبك" الضيقة.
    إلى ذلك الوقت.. كان الموقف الأكثر تأثيراً عليهم، هو زيارة الوالدة الأولى لهم بعد منع من الزيارة لنحو العام.

    "45 دقيقة لثلاثة أشقاء، تقاسمناها حديثاً عبر الهاتف من خلف زجاج مقوى، لم يستطع حجب حديث النظرات والأشواق والأدعية، وإخفاء الحنين, موضحاً لأنهم استطاعوا بهذه الزيارة معرفة تطورات اعتقال شقيقهم الرابع (عصام في 17/2/2006)، والذي كان موجود في معتقل عوفر بعد تحويله للاعتقال الإداري.
    وتابع بسام "مع مرور الأيام كنا نخشى ألم الفراق، وتعمد إدارة السجون "التنغيص" علينا وإبعادنا عن بعض، وهو ما حدث بعد شهر ونصف من لقاءنا".
    وأضاف: "في الثامنة صباحاً، عَلم عزام أن هناك قرار نقل لي ولبلال من سجن شطه إلى جهة مجهولة، في تلك اللحظة كان طائر البداية قد كبر واشتد عوده، وبات قادراً على اختراق الحدود ومغازلة الشمس والشجر، وبعث الحياة في الأغنيات الغائبة، فأطلقه حراً إلى السماء، رغم إجراءات السجان وتحصيناته."
    وأردف قائلاً: "في العاشرة صباحا أبلغنا رسميا بقرار النقل إلى سجن مجدو، حيث سيطرت علينا مشاعر الحزن وألم الفراق، كنا نودع شقيقنا لا شعوريا بالعناق والبكاء والتذكير على ما اتفقنا عليه من ضرورة بقاء الهمم عالية والوعد الذي قطعناه مع بعضنا إلى أن دقت الساعة 12، حيث بُدأ بنقل أغراضنا وحاجاتنا وتجميعنا في الساحة، التي مكثنا فيها لنحو 4 ساعات، لا يفصلنا عن شقيقنا سوى باب السجان."

    لقاء آخر
    لم يكن يدرك بسام وبلال أن القدر يرتب لهم لقاءً آخر بشقيق آخر، سيحظيان بعناقه وتقبيله خلف قضبان السجن.
    وقال عصام "في شهر أكتوبر من العام 2006 أي بعد نحو 8 أشهر من اعتقالي أبلغت بقرار نقلي من سجن مجدو إلى سجن النقب، وهو ما خلق لدي أمل في لقاء أشقائي، حيث قمت بإعلام الوالدة بذلك من أجل إخبار أشقائي من خلال إذاعة الشمس" وهو ما يؤكده بسام "الذي أكد أنه سمع الوالدة عبر الإذاعة تؤكد نقل خبر شقيقه عصام إلى النقب، ما خلق لديه حالة من الأمل باللقاء والترقب الحذر".
    وأضاف عصام "مر يومان دون أن أتمكن من معرفة أو لقاء أشقائي، فأنا لم أرى أحدا منهم رغم أن بسام قد رأنى لحظة قدومي للسجن (كما أخبرني لاحقاً) وذلك بسبب خضوعي للتحقيق طيلة اليومين الأوليين من قدومي، وهو ما حال دون لقائي بهم".
    في صباح اليوم الثالث من قدومه إلى سجن مجدو، وفي ساحته حيث الأسرى جميعاً يتواجدون، كان لقاءا مثيرا للدموع، 3 أشقاء يلتقون رغم قيد السجان، يبكون فرحا واشتياقاً، يتعانقون بمرارة الأيام التي فرقتهم، تحرسهم عيون الأسرى، التي ترقبهم وتلمع فرحاً ودمعاً بهذا اللقاء، وألما أنه خلف القضبان وليس تحت شمس الحرية، لكن اللقاء كان منقوصاً ومقتصرا على الساحة فقط.
    ويستذكر عصام ذلك اللقاء "لم أكن أتمنى هذا اللقاء خلف قضبان السجن، كنا نمني أنفسنا أن يكون خارجه، وأشقائي يتنفسون الحرية، ورغم ذلك، فقد منحنا لقاءنا ببعضنا جرعة من الفرح والأمل، حيث كنا نقضي معظم الوقت في الساحة في سرد الوقائع التي حدثت لنا، والتركيز على أخبار شقيقنا عزام الذي لم ألتقيه، عن الأهل والأصدقاء والأقارب، عن معاناة الوالدة وصبرها وما تعرضت له من ضغوطات، وصمودها واستمرارها في متابعة شؤوننا، حيث كان الوطن يتجسد في قامتها".
    ووصف عصام مشاعره الأولى في تلك الفترة "كنت أشعر بالفخر والاعتزاز بأشقائي، فقد كان اعتقالهم في سن مبكر (بلال 17 عاما، بسام 18عاماً)، ورغم ذلك فقد أكسبتهم تجربة الاعتقال صفات كثيرة، وصقلتهم جيدا، ورفعت من درجة وعيهم".
    وأضاف عصام: "رغم لقاءنا في غرفة واحدة، كان هاجس الفراق يخيم علينا طيلة الوقت، وكنا ندرك أن السجان سيعاقبنا مرة أخرى، ويبعدنا عن بعض، حيث قامت إدارة السجن بنقل بلال إلى النقب، وفتح جرح الفراق الذي لم يندمل لحظة، تبعه بعد يومين قرار نقل شقيقي بسام إلى سجن بئر السبع، وهكذا تفرقنا مرة أخرى، بفعل إجراءات السجان، وبتنا كل شقيق في معتقل، نترقب أخبار بعضنا البعض".

    وبعد 6 سنوات من ذلك اللقاء، شاءت الأقدار أن يلتقي الشقيقين بلال وعزام مرة أخرى في سجن شطه، بعد خوضهما إضرابا مفتوحا عن الطعام، وقلوبهم تترقب الحادي عشر من شهر آب، حيث سيكون بلال على موعد مع الحرية، فرحة ينتظرها الجميع، وإن كانت منقوصة فعزام سيبقى خلف القضبان (محكوم بالمؤبد)، بانتظار فرج من الله وحرية طال انتظارها، بينما الترقب الحذر يخيم على العائلة، بانتظار موعد النصر القريب.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 18/6/2012)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية