السبت 18 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير أبو ماريا: أتحمل السجن لكن خسارتي لدراستي أكبر مصيبة

    آخر تحديث: السبت، 21 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    مع نهاية العام الدراسي، تملك الأسير القاصر زين هشام أبو ماريا الحزن والألم لخسارته عاما دراسيا من حياته بينما تستمر معاناته خلف القضبان في قسم الأشبال في سجن "هشارون" مع استمرار السلطات الصهيونية بتمديد توقيفه رغم إنكاره للتهم المنسوبة إليه بعد محطات التحقيق القاسية التي تعرض لها.
    ويقول الأسير القاصر زين "ليس السجن وزنازينه وعذاباته ما يؤلمني لأننا ندرك أننا نعيش تحت احتلال لا يراعي قوانين وأعراف لأن اعتقالي أساسا ظالم، ولكن خسارتي للعام الدراسي أكبر مصيبة في حياتي".

    منع الدراسة
    وترفض إدارة سجن هشارون السماح للأسرى القاصرين وغالبيتهم طلاب من مواصلة دراستهم رغم أن قوانين إدارة السجون تسمح وتجيز لهم حق الاستمرار في الدراسة خلال مرحلة الاعتقال.
    الأسير زين، الطالب المتفوق في الصف العاشر، أضاف "انتزعوني من فراشي وعذبوني واعتقلوني وصبرت واحتملت كل عذابات هذا الواقع ولكني أشعر بألم بسبب مدرستي، طوال حياتي حرصت على الجد والاجتهاد والدراسة والتفوق واليوم جردوني حتى من كل شيء وأصبحت رهين الاعتقال المجهول والأشد مرارة لا يمكن معرفة إلى متى؟" ويكمل "منذ اعتقالي قدم المحامي عشرات الطلبات للسماح لي بمواصلة دراستي في السجن ولكن الإدارة رفضت ليصبح عقابي مضاعفا".

    أصعب مرحلة
    وقضى الأسير زين (16 عاما) مرحلة الامتحانات في العام الدراسي الأخير بالبكاء حتى وصفها بأصعب وأقسى مرحلة في حياته، وأضاف "عندما بدأت الامتحانات النهائية لم يكن يغمض لي جفن، كنت أبكي طوال الليل وأتألم لأن موقعي الطبيعي على مقاعد الدراسة بين زملائي وليس السجن الذي يسلبني حياتي وأحلامي، إنه لظلم كبير فأين مؤسسات حقوق الإنسان؟". وتابع "طرقنا كل الأبواب خاصة بعدما تأكد لنا أن الأشبال يدرسون في باقي السجون ولكن إدارة هشارون رفضت وعاملتنا بطريقة قاسية، فحياتنا هنا مسلسل مرير من العذاب المستمر في كل لحظة وثانية وفي جميع مناحي حياتنا".

    صور مؤلمة
    وأفادت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا" إثر زيارتها لعدد من الأشبال في نفس السجن أنهم يعيشون صورة مريرة ومؤلمة دون مراعاة لطفولتهم، لأن الإدارة تريد أن تدمر لديهم كل القيم والمعاني والمبادئ، وأضافت "فسياسة الحرمان من لقمة الطعام وحبة الدواء حتى التعليم والزيارات أساليب محرمة دولية ولكنها تمارسها لإدراكها لأهميتها في تحقيق هدفها من اعتقال هؤلاء الأطفال الذين يعيشون كل صنوف العذاب على مرأى ومسمع من العالم.

    رعب وخوف
    ومنذ اعتقاله من منزله في بلدة بيت أمر قضاء الخليل في 7- 3- 2012، ما زال يعيش القاصر زين كوابيس لحظة اعتقاله التي رواها لدقماق قائلا: "استيقظت في ساعات الفجر الأولى وعائلتي على صوت طرق شديد على الأبواب عرفنا من الصرخات التي لم تتوقف بالعبرية أنها القوات الصهيونية التي اقتحمت ونشرت الرعب لدى عائلتي"، ويضيف "الجميع شعر بالخوف عندما ابلغنا الجنود أنهم يريدون اعتقالي، ورفضوا الإدلاء بأي معلومات ووضعوا العصبات على عيني وكلبشوني واقتادوني معهم محاصرا بالجنود الذين كانوا ينتشرون في كل ركن وزاوية وكأنني مقاتل أو مطلوب كبير". ويروي زين "انه لم يتوقع بحياته الاعتقال لأنه طالب وحريص على مدرسته ولم يشارك بنشاطات سياسية وحريص دوما على التفوق في مدرسته".
    وأضاف: "مهما قلت كلماتي لا يمكن أن تصف وضعي، كنت خائفا بسبب معاملتهم وكثرتهم وصرخاتهم وخلال وضعي في الدورية كانوا يتعمدون مضايقتي تارة يشدون العصبة وأخرى القيود حتى كنت أصلي لتتوقف الدورية واعرف مصيري".

    لحظات مروعة
    ويتابع زين روايته لدقماق "كانت أطول طريق في حياتي، فلم أتألم من القيود وإنما من المجهول الذي ينتظرني بينما ما زلت معزولا ولا اعرف أين أنا وما من أحد يجيب على سؤالي ماذا تريدون مني؟ ويتابع "عشت كل أشكال الخوف حتى توقفت الدورية شعرت براحة وأصبحت أفكر إنني اعتقلت خطأ وبعد قليل سيطلقون سراحي وأعود لمنزلي وأنسى الكوابيس المروعة".
    وجها لوجه، وجد زين بجسده الصغير نفسه يقف أمام عدد من المحققين الذين اقتادوه فور وصوله للمعسكر للتحقيق، ويقول "كنت اعتقد أنها النهاية ولكنها البداية لمعاناتي فقد القوني في الساحة وإنا مقيد ومعصب وبدأت وجبة الضرب الأولى على وجهي وبطني". ويضيف "توقف الضرب وأدخلت لغرفة شبه مظلمة، واجهني محقق وقال لي أمامك خياران إما أن تعترف وتنهي بسرعة أو تعترف بعد أن نكسر راسك وعظامك، نظرت له وقلت وما هي تهمتي". سخر المحقق من زين الذي أضاف: "وقف يحمل عصى بيده وقال وهو يسخر مني أنت تلقي حجارة على جيش الدفاع ولدينا صورك فاعترف وريح حالك". رد زين "أنا طالب ولا علاقة لي بالحجارة والسياسة فأثرت غضب المحقق الذي انهال علي بالضرب وهددني بتكسير عظامي". ويقول زين "حضر المزيد من المحققين وشاركوا في ضربي وبعد إنكاري رفعوا العصبة عن عيني وعرضوا أمامي شريط فيديو مدعين بأنني احد الأفراد الذين يضربون الحجارة، فقلت لهم أنا غير موجود في هذا الشريط ولم أقم بضرب الحجارة".
    ويتابع "غضبوا وأعادوا ربطي وتعصيبي وضربوني بشكل قاس ورموني قرب الغرفة وأنا ممدد على العارض لمدة ساعتين".
    لم ينته المشهد، فقد اقتيد زين للتحقيق مجددا، ويقول "تكررت المحاولات والضرب وعندما رفضت الاعتراف قال لي الشرطي لا تعترف لدينا اعتراف وصور اذهب للسجن وسنعرف كيف نؤدبك ونربيك".

    تمديد التوقيف
    رفضت المحكمة الأولى التي عقدت للأسير زين في "عوفر" طلب محاميه بالإفراج عنه، ومددت توقيفه بناء على طلب النيابة لاستكمال التحقيق، ويقول استمريت في الثبات على موقفي ولم أخش تحقيقهم وتعذيبهم وكنت أتوقع إنصافي في المحكمة ولكن كانت ظالمة مثلهم وقررت اعتقالي رغم إنكاري".
    حتى اليوم، عرض القاصر زين على المحكمة 12 مرة، ولا زالت تصدر قرار بتمديد اعتقاله، ويقول "كل لحظة اقضيها في السجن جريمة وعقاب".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 17/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية