29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    مقابر الأرقام.. عندما ينتهك الاحتلال حرماتك حياً وميتاً!

    آخر تحديث: الأحد، 17 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    هذا الملف فتح مرات عدة للنقاش والمطالبة بإنهائه دون جدوى، مئات الجثامين للشهداء الفلسطينيين والعرب التي تحتجزها سلطات الاحتلال في مقابر خاصة لم تراع فيها حرمات تلك الجثث، أو يتم دفنها بحسب معتقد كل متوفى، إذ إنها قامت بوضع تلك الجثث في أكياس بلاستيكية، ووضع أرقام على القبور بدلا من أسماء أصحاب الجثث، في انتهاك صارخ لكافة المعايير الإنسانية والقوانين الدولية. إن الرسالة واضحة بالفعل "حقوقكم منتهكة حتى وأنتم أموات. إننا لا نراكم كبشر، حتى لو كنتم موتى". 

    لا توجد إحصائيات 
    "رددت بعض وسائل الإعلام بأن الإفراج عن هذه الجثث المحتجزة في مقابر الأرقام جاء كجزء من اتفاق إنهاء إضراب الأسرى الذي جرى مؤخرا، هذا غير صحيح، وما جرى أنه أتى كـ "بادرة حسن نية" كما يزعم الصهاينة تجاه رئيس السلطة محمود عباس". 
    بهذه الكلمات بدأ المختص في شئون الأسرى رياض الأشقر مبتدئاً بتعريف مقابر الأرقام بالقول: "هي عبارة عن جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب التي ما زالت تحتجزها قوات الاحتلال منذ سنوات طويلة، لا يوجد على أي من قبورها سوى أرقام يعرف الصهاينة من خلالها أصحاب هذه القبور، ومن هنا جاءت تسمية هذا النوع من المقابر بهذا الاسم. من بين أشهر الجثث المحتجزة جثتي الشهيدين حامد الرنتيسي ومحمد فروانة اللذين نفذا عملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط". 
    الجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال الصهيوني سلمت الجانب الفلسطيني نهاية الشهر الماضي، رفات 91 شهيدًا فلسطينيًا كانت محتجزة في مقابر "الأرقام"ØŒ من أصل 100 جثمان أعلن رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو موافقته على تسليمها لأهلها. 
    وكانت جماهير غفيرة من الضفة الغربية والقطاع قد شيعت جثامين الشهداء في مواكب جنائزية مهيبة، وأقام عناصر الأمن مراسم تشييع رسمية وعسكرية في كل من معبر بيت حانون "ايرز" شمال غزة ومقر المقاطعة برام الله وأدوا التحية للشهداء بإطلاق 21 طلقة نارية في الهواء. 
    ومن ثم تابع الأشقر بالقول: "للأسف لا يوجد إحصائيات رسمية فلسطينية حول هذا الموضوع، إلا أننا من خلال المعلومات التي لدينا نستطيع التأكيد بأن هنالك على الأقل أكثر من مقبرة في مختلف مناطق فلسطين المحتلة عام 48 تحتوي مئات الجثث التي يقدر عددها بـ500 جثة على الأقل لشهداء فلسطين وعرب، لا يمتلك حتى الصهيونيين أنفسهم أسماءهم بالكامل، وقد أثبتت التجارب صحة هذا الأمر أكثر من مرة". 
    كما نوه الباحث في مجال الأسرى إلى أن دولة الاحتلال "هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستخدم وسيلة عقاب أهالي الشهداء عبر احتجاز جثامين أبنائهم، وعدم دفنها باحترام بحسب المعتقدات الدينية لكل شهيد. 
    ولكن السؤال هنا: لم يقدم الاحتلال هذه الجثامين في هذا الوقت بالذات؟ يجيب الأشقر قائلا: "إن الاحتلال لا يقدم هدايا مجانية، إنما هي محاولة ابتزاز لحقوقنا المشروعة بدفن شهدائنا بكامل الاحترام، فهو استحقاق وليس منة منهم". 
    ومن ثم استطرد بالقول: "إننا حتى الآن لا نعرف أعداد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال، وبالتالي نحن بحاجة إلى عملية إحصاء شامل تشمل كافة الجثث، بما في ذلك جثث الشهداء العرب الموجودة بمقابر الأرقام، مع الاستمرار في تفعيل الحملات الدولية والمحلية لإنهاء هذا الملف". 

    أين المؤسسات الدولية؟ 
    "أنا شخصيا أرى أن هذه الخطوة إيجابية، كما أنني أؤيد أي خطوة باتجاه إعادة جثامين شهدائنا إلى أهلهم. صحيح أنني أعارض أن يكون هذا الموضوع ضمن "صفقات" من أي نوع، إلا أن الحقائق على الأرض أن تحرير أي جثة لشهيد فلسطيني لا يمكن أن يتم إلا من خلال صفقات من هذا النوع للأسف الشديد، طالما أن المجتمع الدولي مصر على إغماض عينيه عن هذا الانتهاك الصهيوني الخطير". 
    لم تكن العبارة السابقة للأشقر بطبيعة الحال، بل للمتخصص بشئون حقوق الإنسان سامر موسى، الذي أكد على أن القوانين الدولية وبخاصة القانون الدول الإنساني قد أكد على احترام جثث الموتى، وأن اتفاقية جنيف الرابعة تؤكد على ضرورة أن يتم تسليم الجثامين إلى عائلاتها، لدفنها بحسب المعتقدات الدينية التي يعتنقونها. 
    وأكمل حديثه: "بالنسبة لجثامين مقابر الأرقام، فسنجد أننا قد نكون أمام مجموعة من الانتهاكات لا تتوقف على "احتجاز" هذه الجثث فحسب، بل إننا أمام حديث جرى عن احتمال سرقة أعضاء الشهداء. هل تذكر ذلك التحقيق الصحفي الذي أجراه الصحفي السويدي "دونالد بوستروم" عن سرقة أعضاء جثث الشهداء الفلسطينيين؟ كما أننا لا ندري أيضا هل أجريت على تلك الجثث تجارب طبية أم لا. كل شيء وارد هنا، فالاحتلال الصهيوني لا يحترم أية قواعد أخلاقية أو دولية، فقد يقوم مثلا بإهانة تلك الجثث".
    المشكلة هنا - كما يقول موسى- أن المجتمع الدولي راقب تلك الانتهاكات الصهيونية ويعلم عنها الكثير، إلا أنه لا يحرك ساكنا أمامها، مما يتوجب على الجانب الفلسطيني أن يقوم بنفسه بتحريك هذا الملف، مشيرا إلى ما أحرزته "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء" بهذا الشأن، حيث إنها حققت خطوات جادة وملموسة بهذا الخصوص، إلا أن هذه الجهود لا بد "أن تتزامن مع جهد حكومتي غزة ورام الله معا لأجل هذا الملف، وعدم قبول أية صفقات مع الاحتلال تمنع فحص هذه الجثامين في حال تسليمها لأسرها. 

    ثم أكمل حديثه: "المطلوب هنا منا ألا نسكت على هذه الجرائم. إذ يتوجب على أهالي الشهداء ألا يقوموا بدفن موتاهم مباشرة، دونما إجراء فحوصات شاملة ودقيقة على جثامينهم من أجل التأكد بأنها لم تخضع لانتهاك ما كبتر بعض الأعضاء وبيعها. إن من انتظر سنوات طوال يستطيع أن ينتظر لعدة أيام أو حتى أسابيع كي يحقق العدالة، وينتصر لقضية هؤلاء الشهداء الذين انتهكت حرياتهم أحياء وأمواتا".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 9/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية