Error loading files/news_images/(1) مرضى.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    رسالة الأسرى المرضى: "لا نعرف من أي وجع نبدأ حيث لا نهاية للوجع"

    آخر تحديث: السبت، 28 ديسمبر 2013 ، 08:12 ص

    وجه الأسرى المرضى بسجن ايشل بالأصالة، وبالإنابة عن جميع الأسرى المرضى بالسجون إلى جماهير وقيادة وفصائل الشعب الفلسطيني، بكافة أشكالها، وأمنائها ومجالسها ومكاتبها ولجانها وأجنحتها المختلفة، وإلى كافة المؤسسات ذات العلاقة التي تعنى بقضية الأسرى وحقوق الإنسان، وإلى المجتمع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة وكل من هو على قيد الإنسانية والحرية.

    وجاء نص الرسالة كالتالي:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نهديكم فتات أرواحنا وما تبقى لدينا من أمل محاصر وحنين مهرب وقبل باردة تأتينا على قطع القماش الباردة.
    نهديكم أرواحنا وقد سمعنا حشرجتها المختنقة في صدورنا فهي عازمة على الرحيل، لا نعرف من أي وجع نبدأ حيث لا نهاية للوجع.
    من هنا، حيث السجن مقصلة الذي ما زال يحلم بالوطن، من حيث الزنزانة الغير قابلة للحياة الآدمية، من تحت الظروف القاسية والتي لا تتناسب مع الجنس البشري، نراسلكم من هنا، من فوق الكراسي الحديدية، حيث مشقة السفر وقسوة الذهاب والإياب من مقصلة إلى مقصلة (في البوسطة التي تجتمع بها كل أشكال المعاناة من قيد وبرد ومرض ومشقة السفر) في ظل معاملة قاسية ومهينة نفسيا وجسديا.
    نخاطبكم من تحت مطرقة الجلاد، حيث يمارس بحقنا كل أشكال الظلم والسادية والعنجهية والغطرسة بكل وحشية وبشكل ممنهج ومخطط له، نخاطبكم من فوق أسرة عيادات السجون ومشفى الرملة ( ثلاجة الموتى)، حيث لا شفاء ولا علاج، فطاقم أطباء عيادات السجون ما هم إلا رأس حربة السجان التي تخترق خاصرتنا، يشخصوا أوجاعنا كما يروق لأمزجتهم وآرائهم الشخصية دون إجراء ما يلزم من فحوصات حقيقية، فأجسادنا ليست جيفا كي يتقززوا من لمسها، ونحن لسنا عبيدا كي يوغلوا في الاستهتار بنا.
    لم تعد قضية الإهمال الطبي سياسة ممنهجة وحسب؛ إنها أكبر من ذلك، أصبحت حبة المسكن التي اعتاد الجسد عليها، أصبحت وسيلتهم للنيل من محتوانا وهويتنا ومبادئنا فبها يساوموننا على ما تبقى لدينا من كرامة وعزة، ليس هذا وحسب؛ يؤسفنا أن نقول لكم أن دولة الظلم استغنت عن الفئران في تجاربها الطبية فقد وجدت أجسادنا لتصبح حقلا لتجاربها الطبية، ليس هـذا وحسب؛ صار المرض وسيلة السجان للقضاء على قضيتنا حيث يتعمد زرع المرض في أجسادنا لنصبح عالة على شعبنا وذوينا ولترهيب كل من يعشق الحرية ويوغل في طلبها لنصبح عبرة لغيرنا ويشار لنا بالبنان.

    لقد أدرك السجان أجسادنا ويحاول عبثا أن يدرك الفكرة والمبدأ وعشق الحرية وحنيننا الوطن، تفاقمت الأوجاع فينا وازدحمت، وصلت الذروة وذروة الذروة، فالمقعدين والمصابين بالسرطان وأمراض القلب والتنفس والكبد والرئة والديسك والنظر والأورام والسكري والجرحى وأصحاب الأمراض النفسية والعقلية حيث صار المرض والقيد توأمان.
    المرض ينهشنا من كل جنب وما يصلكم بعض ما نعانيه في ثواني العمر على فراش السجن البارد علما بأن الكثير من الأسرى ما زالوا يرفضون الحديث عن أمراضهم وأوجاعهم خوفا منهم على ذويهم كي لا يرهقوهم بمزيد من الهموم، ما زالت الكثير من الأمراض حبيسة أجساد أعياها الوجع.
    لم تعد حبة الدواء مطلب لنا فقد أثبت السجان أنها من مصادر معاناتنا ومن دواعي عذاباتنا، ما نشتهيه بكل شوق ووعي هو شهوة الرحيل إلى أحضان أمهاتنا وأولادنا وذوينا، رحيل موشح بابتسامة أخيرة واحتضان دافئ أخير، لهذا نستحلفكم بالله العظيم أن توحدوا جهودكم وتكثفوها وتبتعدوا عن المناكفات والخلافات، كرامة لله ورسوله ثم كرامة لشهداء الوطن وشهداء الحركة الأسيرة وانتصارا لعذاباتنا ومعاناتنا التي نعيشها بكل ثوانيها ودقائقها.

    نستحلفكم بالله جميعكم أن تكون قضيتنا وجراحنا الملتهبة سبب وحدتكم، لقد لاحظنا بعض الاهتمام المبارك بقضية الأسرى عموما منذ ما يقارب العامين، وكان هذا الاهتمام بمثابة الرذاذ الخفيف الذي تساقط على شفاهنا الشقية وأذاب بعض أملاح الشقاء عن شقوق أرواحنا، ولكننا نأمل منكم مزيدا من الجهود الموحدة والمكثفة بكل المجالات وبكل المحافل الدولية وفي أرض الوطن الجريح .
    تصلنا بعض بشائر الأمل بالتحرر ولكن هذا الأمل مشبع بالتخوف والترقب، ولن نعيشه تماما إلا إذا شاهدنا أنفسنا نقبل جباهكم واقعا حقيقيا لا أضغاث أحلام، تجاربنا علمتنا أن هذا الأمل الذي نترقبه من خلالكم بكل لهفة مهدد بالاغتيال والتصفية كلما حاول دخول زنازيننا خلسة عن أعين السجان فلا يسمح له أن يكون إلا مترنحا مريضا منهكا كأجسادنا.

    إن لم تدركوا رسالتنا هذه كما أدرك السجان أجسادنا فسوف تصلكم رسائلنا القادمة بشكل مختلف، ستكون رسالتنا القادمة جسدا ممددا، وقد اعتدنا على رؤيته على كرسيه المتحرك فمنصور موقدة ومعتز عبيدو وناهض الأقرع على سبيل المقعدين.
    ستصلكم رسالتنا القادمة (بزة شاباص) تخبأ فيها جسدا مشبعا بحق الكيماوي والكورتزون فمعتصم رداد ويسري المصري على سبيل السرطان.
    ستصلكم أجسادا مهترئة من آثار المسكنات والتجارب الطبية فنعيم شوامرة وإياد ابو ناصر وخالد الشاويش ومحمد براش وعامر بحر وثائر حلاحلة ونبيل مغير ومراد أبو معيلق ونسيم خطاب وزياد السيلاوي وأيوب عطا الله وعماد عصفور وأمين شقيرات ومحمد أبو عرقوب ومحمد المرداوي وإياد نصار وإصرار البرغوثي وأيمن أبو ستة ونور جابر وعبد الجبار الشمالي والقائمة تطول وتطول، ستصلكم أجساد تحمل قلوبا استوطنها الضعف بعضلة القلب والتضخم وانسداد الشرايين فمحمود سليمان ورياض عمور وسامي عريدي.
    نستحلفكم بالله أن تدركوا رسالتنا كما أدرك السجان أجسادنا، فلا طاقة لذوينا ومحبينا أن يستقبلوا ميسرة أبو حمدية جديد ولا حسن ترابي آخر، والنسخ المطابقة لأشرف أبو ذريع وزهير لبادة وعرفات جرادات كثيرة.
    ربما نتفهم جوانب القصور المتعلقة بقضيتنا، ولكننا نقف مذهولين من التقصير الذي يحيط قضيتنا من كل صوب، مذهولين وعيوننا تتجه نحو الحرة الأسيرة لينا الجربوني وبقية حرائر فلسطين وهن بأمس الحاجة للحرية منا، رغم كل المعاناة والألم، تتجه عيوننا نحو الأسير المريض المسن فؤاد الشوبكي، فكيف يقبل حر على بقائه في السجن.
    هذه الرسالة التي تنقل لكم بعض ما جال بنا من ألم ووجع ومعاناة ستكون مختلفة عن رسائلنا القادمة، إن لم تصل قلوبكم وعقولكم وأفعالكم فإننا مضطرون على انتزاع حريتنا بأمعائنا وسنكون حينها شلال من الشهداء يتحمل السجان أولا مسؤولية ذلك، ولا نعفيكم من تحمل جزء من المسؤولية، وإذا اضطررنا لخوض معركة التحرر بأمعائنا ونحن على ما نحن عليه من معاناة وعذابات فهذا لأننا بدأنا نفقد أي ثقة وأمل لنا بكم.
    فاختاروا بين أن تستقبلونا في ساحات المشافي الفلسطينية رافعين رايات النصر والحرية أو أن تستقبلونا على أعتاب مقابرنا الفلسطينية.

    يا شعب الشهداء... يا أحرار العالم...
    ألهذه الدرجة هانت عليكم كرامتنا...؟؟!! وتقزمت بعيونكم وأفعالكم معاناتنا...؟؟!!
    نقسم لكم بالله العظيم أننا نتمنى حكما صريحا بالإعدام وليتم تنفيذه لنستريح دفعة واحدة من الألم لأننا نعايش الإعدام البطيء يوميا.. فشهيقنا من الخاصرة وفراشنا مشاك بآلاف الإبر والسكاكين المسمومة، يعتصرنا الألم وتعصف بأجسادنا كل أشكال الوجع.
    نريد الحرية ونشتهيها، سواء أكانت حرية القيد أم حريتنا من المرض والتي لن تتحقق عند معظمنا إلا برحيل أبدي، وأخيرا نعتذر لكم إن آلمنا شعوركم وأرهقناكم بوصف بعض ما نعانيه، وربما لا تكفيني الملفات الضخمة ولا السجلات الكبيرة لنوثق لكم مشاهد حياتنا البعيدة كل البعد عن الحياة .

    وإن وصلتكم أجسادنا فستجدونها سجلا جافلا وشاهدا صادقا على ما نقوله لكم في هذه الرسالة، إلى أن يمن الله علينا بفرحٍ نسأله أن يكون قريبا، أو شهادة تريحنا من عذاباتنا، نهديكم فتات أرواحنا المختنقة في صدورنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    (المصدر: أسرى فلسطين، 27/12/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمود فايز الريخاوي من رفح خلال إعداده لعبوة ناسفة

23 إبريل 2000

استشهاد الأسير المحرر محمد سلمان أبو إعتيق بسبب مرض القلب ويذكر أن الشهيد أمضى أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال وأطلق سراحه ضمن صفقة التبادل عام85 والشهيد من مخيم النصيرات

23 إبريل 2000

الوفود العربية في اجتماع عمان تقرر دخول الجيوش العربية النظامية لفلسطين حال انتهاء الانتداب البريطاني

23 إبريل 1948

القوات الصهيونية تسيطر على العديد من القرى المحيطة بمدينة القدس

23 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية