Error loading files/news_images/123 ‫(3)‬ copy.JPG مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    غزة وشهيدهُا "محمد العجلة"... لحظةُ الوداع الأخير!

    آخر تحديث: الخميس، 09 يناير 2014 ، 09:01 ص

    غزة استيقظت مرة أخرى على رائحة الدماء، والفاعل واحد؛ (دولة العدو الصهيونية) كعادتها تفتكُ "بالتهدئة"، كما يفعل جنودها فأجساد الأبرياء.
    "وزارة الصحة تعلن استشهاد الشاب محمد العجلة ( 32 ) عامًا"، كبرى طفلاتِه لم تكملْ الفرحة بشهادة "رياض الأطفال"، وأختاها تراقبان كيف أمطرتْ "الصدمةُ" وجهي جدهن وجدتهن.. إلى هنا لم تكتمل مشاهد الجريمة الصهيونية بعد! عند التاسعة والنصف، كان رحيل "العجلة" إلى دار الآخرة يقترب منه شيئًا فشيئًا، إنها أول وآخر مرة لن يعود فيها إلى بيته إطلاقًا، ولن يطبع قبلته الحانية على جبين والدته المسنة، أو يفرد تجاعيد والده بالابتسامة المسائية التي يستحق، أو يطمئن إلى أن زهراته الثلاث قد شبعنَ حنان الأبوّة، الذي لا يتكرر! وسط غزة، وتحديدًا مستشفى الشفاء، كان الجمعُ الغفير ينتظر الإيذان له بزفّه إلى آخر مثوى، بعد أن استهدفه الاحتلال، فارتقى شهيدًا، حملوه أشلاءً، جعلت كفنه الأبيض أحمرَ، سارعوا به إلى البوابة الخارجية للمستشفى، بكل ما أوتوا من حماس وقوة. "يا شهيد ارتاح ارتاح، راح نواصل الكفاح" بُحّت الحناجر، وتعالت الصرخات: "الانتقام.. الانتقام"، و"الموت ل(إسرائيل).. الموت لأمريكا"، وصوت الإذاعة الجائلة ظلّ يلهب حماس "المظلومين": "وداعًا، وداعًا، وداعًا.. أهلي رفاقي وداعًا"، ربما تعبت الأقدام في لحظات، ولم تتعب الحناجر أو تتوقف. هل اقتربنا من مقبرة الشهداء؟ "لايزال أمامنا كيلو مت.."، سأل سائلٌ وقطعت أصوات الرصاص إجابة أحدهم عن السؤال، ظل الرصاص الذي يطلقه المشيعون في الهواء يعلو، والجمعُ يسير، ليشهد المحطة الأخيرة في مشوار هذا الشهيد، مع إدراكهم أنه لايزال "حيًّا".
    حُفرَ القبر، وتجهّز لاستقباله، وبعد هذا "المسير الطويل"، كانت النظرة الواحدة على عملية الدفن أشبه بالمستحيل، إلا لمن تمكّن من الوصول أولاً، فلا مسافة هناك بين قدم وأخرى، ولا مسافة بين دمعة وأخرى كانت تنهمر من أعين إخوته، وأصدقائه، جميعًا.

    سلعة الله
    اقتربت "فلسطين" رويدًا رويدًا من أخيه سعد الله، سألته عن محمد "الإنسان"، لم يتردد في وصفه بأنه "كان محبوبًا، وفكاهيًّا يحب رسم البسمة على وجوه الجميع، ولا يمل منه أحد، بل إن لديه القدرة على جذب الناس إليه". "وذات مرة رأيت بأمّ عيني ما لن أنساه، رأيت طفلاً صغيرًا في الشارع، والدنيا "بتشتي"، وكان هذا الطفل بردان (يشعر بالبرودة)، فما كان من محمد إلا أن خلع معطفه وألبسه إياه، وأوصله إلى بيته سالمًا غانمًا"؛ يقص سعد الله ما يتبادر إلى ذاكرته.
    سبعة إخوة لمحمد، والثلاث زهرات، والوالدان المسنان، لن يتمكنوا من رؤيته بعد الآن، وما يذكره أخ الشهيد هنا "أن ردة الفعل الأولى على استشهاد محمد، كانت الصدمة والبكاء على الفراق، وليس على مجرد انتهاء عمره لأنه نال الشهادة". في هذه اللحظات كان أحدهم يخطب في المُشيّعين، باديًا عليه كل علامات الإيمان والقوة، أخبرهم مستعينًا بنبرته المميزة، أن "محمدًا أراد أن يوفي بعهده مع الشهداء، نعم والله لا أكذبكم حين أقول إنني عرفته عن قرب، وما رأيت فيه إلا جنديًّا من جنود الرسول محمد صلى الله عليه وسلم". ثم أتبع ذلك بقوله: "لا أقول هذا من انفعالات عاطفية، فالشهيد محمد لم يكن حريصًا على مال، أو منصب، أو قصور، أو سيارات، بل كان مُصليًّا للفجر كل يوم، وحافظًا لأسماء الأسرى في سجون الاحتلال، ويعددهم واحدًا واحدًا، إذ كان يضع نصب عينيه هدف حريتهم". على أي حال، أدى الناس واجبهم، وصاروا يتلمسون طريق العودة من حيث أتوا، وقد أمطر الاحتلال بعضهم بقنابل الغاز المسيلة للدموع ليذكرهم بأن جرائمه لاتزال مستمرة، وكلّ من المُشيعين رحل جسدًا وظلت روحه تعانق روح الشهيد محمد، الذي لم يغادر أعماقهم لوهلة! والرجل الذي خطب في الناس، ما أن انتهى من رفع معنوياتهم أكثر فأكثر، حتى أنهكته الدموع، فجلس على الأرض باكيًا، يتمم: "امض يا محمد كما أردت لنفسك في طريق الأحرار" (..) "لقد أراد سلعة الله، أتحسبون أن سلعة الله رخيصة! إن سلعةَ الله الجنة.. إن سلعة الله الجنة"!

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 09/01/2014)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية