- الأسير المجاهد Ù…Øمد عرندس يدخل عامه الـ(15) ÙÙŠ
- بعض أسماء شهداء معركة جنين البطولية
- الشهيد أسامة الأÙندي: Ø£Øب الشهداء ومضى على دربهم
- مهجة القدس: الأسير Øسن أبو ترابي ما زال
- الانتصار للأØرار والمبادئ
- الإستشهادي (طلال الأعرج) بطل ثورة السكاكين الجهادية
ÙÙŠ ذكرى استشهاد أبو Øمدية .. ضجيج الرØيل بين أربعة جدران
ميسرة أبو Øمدية .. ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت
ضجيج الرØيل بين أربعة جدران
بقلم: الأسير طارق سلمان- سجن ريمون الصØراوي
أتعلمون كي٠يكون ضجيج الرØيل بين أربعة جدران مغلقة، وسماء Ù…Øجوبة بالأسلاك الشائكة، وجنود يطلقون الموت Øتى من أنÙاسهم ونظراتهم ورشاشاتهم المصوبة Ù†ØÙˆ غضبنا؟ هل عرÙÙŽ من يعيشون الØرية أن السجن يضاع٠العذاب والألم والمرض عشرات المرات! وأنه ÙÙŠ مثل هذا اليوم ÙÙŠ الثاني من نيسان عام 2013 علقت المرارة ÙÙŠ Øناجرنا التي امتلأت بالصراخ، ÙˆÙÙŠ أجسادنا التي ذبلت من الغازات السامة وبات أي صمت قد يعني التخاذل وأي تراجع قد يعني خذلان الشهيد ميسرة أبو Øمدية، "شهيد الثلاثاء" كما Ø£Øبت أن تسميه الإعلامية مجدولين Øسونة، الثلاثاء الذي يختاره القدر من أجل موت المناضلين. ولكن هذه المرة شارك الإهمال الطبي المتعمد من قبل مصلØØ© السجون الإسرائيلية القدر ÙÙŠ وضع نهاية Ù„Øياة الأسير ميسرة أبو Øمدية، شهيد مدينة خليل الرØمن.
ÙˆØده ذلك التشييع استطاع أن يعيد الأسرى إلى ما قبل الأسر، عندما كانوا يشيعون الشهداء والرÙاق على أكتا٠Øملت هم القضية قبل أن تØمل أجساد Ø£Øبتهم إلى مثواها الأخير.
ربما من تاريخ اعتقالي لم تشهد السجون تشيعا لأسير مثل الأسير الشهيد ميسرة أبو Øمدية. لا زلت٠أذكر ذلك اليوم بتÙاصيله وأØداثه وكأنه Øدث بالأمس، من Ù„Øظة نقل أبو طارق للمستشÙÙ‰ الإسرائيلي من سجن ايشل مرورا بإضراب بعض الأسرى تضامنا معه، انتقالا إلى يوم الاستشهاد والتشيع الذي كان يوما من أيام الانتÙاضة الÙلسطينية الØاÙلة بقنابل الصوت وقنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وإلقاء الØجارة على الجنود وصولا إلى ذر٠الدموع على الشهيد لتشيعه بما يليق بمقام الشهداء .
قبل أيام قليلة من استشهاد أبو Øمدية تم نقلة من سجن ايشل Øيث كان يقبع إلى المستشÙÙ‰ الإسرائيلي بعد تدهور صØته بشكل خطير، Øيث كان مصاب بمرض السرطان، وقتها لم يستطع الكلام واخذ يقذ٠الدم الأسود من Ùمه. ووسط هذه الØالة من الانÙعال لم يستطع بعض الأسرى ÙÙŠ سجن ايشل السكوت على هذا الإهمال، ÙتØركت مجموعة منهم وبدأت الإضراب على الطعام كخطوة اØتجاجية من أجل الضغط على مصلØØ© السجون للإÙراج عن الأسير أبو Øمدية، ووصل الخبر إلى وسائل الإعلام المØلية ومن ثم إلى باقي السجون كالنار ÙÙŠ الهشيم، ÙانتÙض الجميع وطالبو بالإضراب عن الطعام بشكل جماعي٠وعاجل Ù„Øين الإÙراج عنه، Ùيما طالب آخرون بإØراق الغر٠بما Ùيها من Øاجيات الأسرى والبدء بعصيان مدني.
مداولات ونقاشات كثيرة وأعصاب مشدودة، كل ذلك كان مساء يوم الاثنين 1/4/2013 Øيث اتÙÙ‚ الجميع أن تتم دراسة هذه الخطوات داخل الغر٠إلى أن تجتمع الÙصائل ÙÙŠ اليوم التالي وتتÙÙ‚ على مشروع موØد لمساندة الأسير أبو Øمدية.
ÙÙŠ اليوم التالي اجتمعت الÙصائل ÙÙŠ زاوية الساØØ© وكنت Øاضراً ÙÙŠ هذه الاجتماع، واشتدت النقاشات والأطروØات على الخطوات التي يجب الدخول بها من اجل الضغط على مصلØØ© السجون للإÙراج عن أبو Øمدية ليتسنى لهو العلاج من مرض السرطان، علما أن مصلØØ© السجون كانت تتلكأ ÙÙŠ الإÙراج عنه متذرعةً بØكمه المؤبد مدى الØياة ووجود لجنة متخصصة هي من يجب أن تقرر الإÙراج عنه. وأثناء تلك النقاشات جاء الخبر الÙاجع ليØسم كل الخطط ويلقي بظله القاتم على قلوبنا، أعلن المذيع ÙÙŠ تلÙزيون Ùلسطين عن نبأ استشهاد ميسرة أبو Øمدية.
ل٠الهدوء أرجاء الساØØ© وألقى بظلاله على وجوه الأسرى، وأخذت العيون تتلاقى وسط الطريق وتØمل ÙÙŠ تلاقيها Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„ØµØ¯Ù…Ø© القاسية، إلى أن بددت صيØØ© الله أكبر هذا الهدوء، والتي خرجت على لسان اØد الأسرى، تلتها عده تكبيرات.
راÙÙ‚ أصوات التكبيرات دوي الدق على أبواب الغرÙØŒ وأخذ الصوت يعلو ويتكرر وينتشر إلى باقي أقسام وغر٠سجن رامون السبعة والذي يقبع Ùيه 840 أسيرا، جميعهم يصرخون ليصبØوا كالجوقة التي تنشد الØرية من ÙÙ… واØد. هكذا رأيت أمام عيني كي٠استطاعت Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ù‡ÙŠØ¯ أن تتØول إلى ريشة وترسم أصدق Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ù„Ù„ÙˆØدة الوطنية التي اÙتقدناها داخل السجن وخارجه.
لا أعر٠كي٠كانت تقÙز الأØداث متسارعة، Ùبعد دقائق معدودات انتقلت الأمور سريعا من التكبير والدق على الأبواب إلى تكسير جميع Ù…Øتويات الÙورة بدءا بطاولة التنس التي استخدمناها متراسا أمام شرطة السجن، وعمود كرة السلة والعربات المخصصة لتقديم الطعام. وبØركة سريعة وكأنها مدروسة تسلق بعض الأسرى أعلى جدران الساØØ© سعياً وراء تØطيم الكاميرات الموجودة ÙÙŠ زوايا الساØØ©ØŒ وبعد عده ضربات انتهت تØت أقدام الأسرى، لنتجاوز الخط الأØمر الأول لإدارة السجون.
أثناء ذلك كله Øاول الأسرى المتواجدين داخل الغر٠ÙØªØ Ø£Ø¨ÙˆØ§Ø¨ غرÙهم Øتى يتسنى لهم مشاركة رÙاقهم التكسير والاØتجاج والتشيع، ولكن المØاولات جميعها باءت بالÙشل، إلا غرÙØ© واØدة وهي غرÙØ© رقم 4 Øيث استطاع اØد الأسرى ÙتØها، وإخراج الذين يقطنون Ùيها ليشاركوا ÙÙŠ مراسم الغضب.
واستمر التكبير والتكسير والدق على الأبواب Øتى وصل الأمر بنا إلى كسر باب الØمام الموجود ÙÙŠ الساØØ© لاستخدامه كدرع أمام الباب الرئيسي للقسم. ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت تم إنزال العلم الإسرائيلي ÙˆØرقه ÙÙŠ وسط الساØØ© ليتجلى بذالك مشهد من مشاهد الانتÙاضة، وهكذا نكون قد تجاوزنا الخط الأØمر الثاني.
وضع الأسرى نصب أعينهم تجاوز الخط الثالث وهو ÙتØت الباب الأمني "الطوارئ" المؤدي إلى خارج القسم، وبالÙعل بدأ بعض الأسرى بالضرب عليه بواسطة باب الØمام مما اØدث شرخا Ùيه، ÙˆÙرا دخلت ÙˆØدات قمعية مدربة من الباب الرئيسي للقسم، ووقÙت بين الباب الرئيسي والشيك المؤدي للساØØ© وكانت مدججة Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆØªÙˆÙ…Ø§ØªÙŠÙƒÙŠ وقنابل الغاز.
صاØوا من خلال مكبرات الصوت "أي أسير يضع قدمه خل٠هذا الباب سيطلق عليه الرصاص الØÙŠ لان ذلك يعد Ù…Øاوله هرب". أعاد هذا النداء ذاكرتنا إلى أيام منع التجول، Øيث كانت تتنقل الجبات الإسرائيلية Ùارضة منع التجول لعدده أيام ومهددة بنÙس الوقت كل من يخترق منع التجول بالقتل أو السجن.
هنا، تدخلت الÙصائل وأوقÙت Ù…Øاولة كسر الباب الأمني ØÙاظا على Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…ÙŠØ¹ØŒ ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت هدأت بعض الأقسام وهدأت٠معها وكان ÙÙŠ رأسي صوت لم ÙŠÙارقني، يدعوني للتصعيد، يقول لي سيقتلونكم واØدا تلو الآخر، داÙع عن Ù†Ùسك وعن كرامتنا، مدننا أصبØت هامدة وأخبار الشهداء لا Øيز لها إلا ÙÙŠ صÙØات الجرائد، ومن Ùيها يروون الموت ويمرون عنه ولا يكلÙون خاطرهم أن يقÙوا دقيقة صمت عليه، ثم يذهبون إلى أشغالهم. الصوت يأتي مع Ù†Øيب متواصل، لا أدري إن كانت روØÙŠ هي التي تبكي أم صوت تلك الÙلسطينية الذي اغتسل بالدموع والتØدي.
عاد الهدوء يخيم على المكان لترقب كل ما سيØصل من قبل إدارة السجن، وتساءلت ÙÙŠ سري ما الذي تنوي الإدارة أن تÙعله؟. السجن مليء بالشرطة المدججين Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ§Ø³Ø·ÙˆØ§Ù†Ø§Øª الغاز، شعرت بأننا ÙÙŠ ÙÙ… الأسد وبأننا الآن بين Ùكية، ÙÙŠ اللØظة التي تسبق إطباق Ùمه علينا.
كان الشهيد أبو Øمدية معنا ÙÙŠ Ù†Ùس القسم قبل نقله إلى سجن ايشل، Øيث تم نقله بعد ضغوطات وتهديدات الأسرى، وذلك لقرب سجن ايشل من المستشÙÙ‰ الإسرائيلي ÙÙŠ مدينة بئر السبع، أما سجن رامون المتواجدين Ùيه Ùهو موجود ÙÙŠ وسط صØراء النقب، والطريق منه للمشÙÙ‰ طويلاً وصعباً، ناهيك عن بوسطة النقل المصنوعة من الØديد، كراسيها وشبابيكها وجدرانها كلها Øديد يزيد من الألم والمرض.
لا زلت٠أذكر الليلة التي عشتها معه ÙÙŠ قسم واØد غرÙØ© 4ØŒ وهي الغرÙØ© الوØيدة التي ÙÙتØت أثناء Ù…Øاولة الأسرى ÙØªØ Ø§Ù„ØºØ±Ù Ù„Ù„Ù…Ø´Ø§Ø±ÙƒØ© بالتشيع ومظاهرات الغضب التي قام بها الأسرى، وكأن جدرانها أبت إلا أن تشارك ÙÙŠ تشيع اØد ساكنيها الذين عاشوا Ùيها عمرا. كنت جاره ÙÙŠ السرير العلوي، استقبلني بØرارة ولط٠ورقة خاصة بعدما عر٠أن اسمي طارق على اسم ابنه الأكبر. قال لي ممازØاً: "بما أن اسمك يشبه اسم ابني، ÙسأØضر لك العشاء بنÙسي، وأتØداك أن ذقت مثله ÙÙŠ Øياتك". كان الطبق ÙŠØتوي على سمك السردين المقلي مع البندورة والبقدونس والثوم والجوز، وبالÙعل Ø±Ø¨Ø Ø§Ù„ØªØدي بجدارة.
عند الظهر Øيث توسطت الشمس كبد السماء وبدأت تØرق كل من تصادÙÙ‡ ÙÙŠ طريقها، Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø§Øد الأسرى أن نصلي صلاة الجنازة على شهيدنا، وذهب البعض للوضوء إلا أن قطع الماء Øال دون ذلك، وتيممنا وصلينا صلاة الجنازة. وعندما قام Ø£Øد الأسرى ليخطب بنا، شعرنا بأن عروقنا تØركت Ùيها الدماء من جديد، ورددت الØناجر صيØات الله اكبر كأنها صيØØ© من صيØات يوم القيامة، وأطلقت تلك الصيØØ© شرارة جديدة من التكبير والدق على الأبواب والتكسير، ووصلت أصداء التكبيرات إلى باقي الأقسام وعاد الأسرى إلى الباب الأمني Ù…Øاولين ÙتØÙ‡ من جديد.
تدخلت ÙˆØدات القمع "المتسادة" وقÙت بين الباب الرئيسي من الساØØ© وسياج الÙورة. عندما رأيتهم يستعدون لقمعنا تذكرت جرائمه ÙÙŠ سجن النقب الصØراوي عندما اغتالوا الأسير الشهيد Ù…Øمد الأشقر، وهي ذات الأيدي الملطخة بالدماء والتي امتدت إلى سÙراء الØرية والسلام Ùأردتهم قتلى على ظهر سÙينة مرمره.
علت صيØات التكبير Ùردت تلك الوØدات بإطلاق قنابل الغاز والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. ÙتØت اسطوانات الغاز وهرعت إلى الخارج هرباً من الاختناق، كالعادة يلقون الموت علينا ثم يهربون ليشاهدوا مصرعنا من بعيد. مع استنشاقنا للغاز المسيل للدموع ÙˆØدها ذاكرتي استطاعت أن تÙخرجني من هول الاختناق إلى ماضي لا يقل هولا عما Ù†ØÙ†Ù Ùيه. أخذتني الذكريات إلى البلدة القديمة ÙÙŠ نابلس، إلى يوم من أيام التصعيد التي كان جنود الاØتلال يطلقون بها قنابل الغاز علينا بÙارق واØد وهو عجزنا عن الهروب من الجدران المØيطة بنا كما كنا Ù†Ùعل ÙÙŠ السابق عندما نهرب بين الزقاق.
أخذ الأسرى بالتهاوي واØداً تلو الأخر من رائØØ© الغاز، والتجئ البعض إلى الغرÙØ© 4 من أجل الØصول على البصل ليخÙ٠عليهم، لكن البصل لم يكÙ٠للجميع. Øاولت الدخول إلى الØمام Øتى استنشق الهواء النقي من شباكه الصغير لكن هالني تجمع أكثر من خمسة أسرى Øول الÙتØØ© الصغيرة التي لا يتجاوز نص٠قطرها 10 سم، نظرت إلى باقي الأسرى ÙÙŠ الغرÙØ© وشعرت بأن ملك الموت قد أخذ أمر ربه بأن يقبض أرواØنا، الكل يبصق ويغرغر، منهم من ÙŠØاول إدخال يده إلى Ùمه Øتى يستطيع البصاق، وبعضهم يخلعون Ø£Øذيتهم ويستنشقون من خلالها ما بقى Ùيها من هواء نقي.
كنت٠منهكا، تمنيت لو أنني أعثر على Øضن لأستلقي Ùيه. عاد صوت الØبيبة وصوت Ùلسطين يشخذ همتي من جديد ويمد لي يده لينشلني من موت Øدق بي وبرÙاقي طويلا . خرجت من الغرÙØ© إلى الÙورة Ùوجدت القسم الآخر من الأسرى ممد على الأرض بدون Øراك وكأن أرواØهم عادت إلى خالقه، تنظر إلى السماء Ùترى اللون الأزرق والأبيض قد تØول إلى سواد، وتنظر إلى الأرض Ùترى أجسادا تØضر Ù†Ùسها للموت.
Øاولت مع من بقي Ùيهم Ù†Ùس أن نعيد التنÙس إلى من كانوا جثثاً هامدة خاصة الأسرى المرضى، لكن ÙÙŠ هذا الموق٠يأتي السؤال الوØيد والمشروع ساخرا منا: "أين هو الهواء النقي؟".
رØمة الله كانت معنا، Øيث هبت نسمة هواء غلÙت الأجواء، Ùشهر نيسان ÙÙŠ أوله، ولم تمر أكثر من نص٠ساعة Øتى هب الجميع واقÙاً وامتلأت الأعين بالØيوية من جديد، وبدأت موجة أخرى من المعركة وبدأ الأسرى برشق معلبات الطعام على السياج وشرطة السجن.
جاء قائد المنطقة الجنوبية ÙÙŠ مصلØØ© السجون نضيم سبيتي وقال: "على جميع الأسرى الدخول إلى الغر٠وإلا سنعيد رشكم بالغاز". جاءه الرد سريعاً من اØد الأسرى ÙˆÙÙŠ Øركة سريعة، بصق على وجهه وتلاها بكلمات تهديد٠ووعيد بقتله، وثارت ثائرة نضيم Ùاخذ اسطوانة من اسطوانات الغاز ÙˆÙتØها على القسم. عاد المشهد السابق من جديد ولكنه اشد وأÙظع، Øيث أغمي على بعض الأسرى. ورأيت اØد الأسرى وهو أمين شقيرات المريض بمرض القلب ممدا على الأرض ترتج٠قدماه وجسده يرتعش بشكل هستيري.
بدت أجسام الأسرى وهي ملقاه ÙÙŠ الساØØ© وكأن انÙجاراً قد وقع وسط جنازة، Ùتناثرث بشكل عشوائي. خلت٠أن الموت جثم على صدورهم Ùلن يخرج منهم ناج، ولولا ØµÙŠØ§Ø ÙˆØºØ±ØºØ±Ø© البعض لقلت أن مجزرة Øلت بالقسم. سمعت بعض الأسرى يتهامسون ويتمتمون مع أنÙسهم وكأنهم ÙÙŠ غيبوبة من شدة الغاز والبصل يغطي نص٠وجوههم.
Øيرتنا أيها الموت! عذبتنا قبل أن تأتي
ÙÙŠ هذه اللØظات تدخل مدير السجن خوÙاً من أن يستشهد اØد الأسرى وضرب قنابل الأكسجين مما أعاد Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¥Ù„ÙŠÙ†Ø§ بعد أن كانت تØلق Ù†ØÙˆ السماء، ÙˆÙÙŠ آخر المطا٠وصلت الأمور إلى المÙاوضات من أجل الدخول إلى غرÙنا مقابل عدم ضرب الغاز ونØÙ† داخل الغرÙØŒ وبالÙعل بعد تقديم الضمانات دخلنا إلى الغرÙØŒ وتم إغلاقها مدة أسبوع كامل لا ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù†Ø§ بالخروج إلى الÙورة، كما قطعوا عنا الكهرباء، وأصبØنا من دون تلÙاز أو راديو أو Øتى بلاطة من اجل إعداد الطعام عليها، لكننا لم نأبه لهذه الإجراءات Ùالمصاب جلل ÙˆÙكرة استشهاد أبو طارق كانت تطغى على كل تÙكير.
هكذا شيع الأسرى شهيدهم ميسرة أبو Øمدية، وهذه تمتمات أسير لم تسعÙÙ‡ ذاكرته ÙÙŠ تذكر تÙاصيل ضجيج الموت، ولم يستطيع قلمه أن يخط سوى 1% مما عانيناه ونعانيه، ولو استطاع صوتي أن يصل لكم لعجزت٠أيضا عن الوص٠والكلام.
الموت نز٠من أعيننا دمعا على الأسرى الذين يدخلون السجن بكرامة ويخرجون منه ÙÙŠ ÙƒÙÙ†. ولا أدري من يستطيع أن يمنØنا منديلا للنسيان لنتابع لهاثنا خل٠الØياة.
الأمل شيء لا يعر٠معناه الØقيقي سوى الأسير، نربيه كما تÙربي الØياة أطÙالنا بعيدا عنا، نعتني به كما اعتنى سيدنا يعقوب بØزنه على يوسÙØŒ Ùلولا وجود الأمل ÙÙŠ قلبه لما عاد يوسÙ.
لا نريد شيئا من مالكي الØرية والقرار، لا نريد أن ØªØµØ¨Ø Ø£Ø±Ù‚Ø§Ù…Ø§ يسهل على الموت عدها، لا نريد أن Ù†Ùقد الأسرى المرضى، يسري المصري ومعتصم رداد وعامر بØر وغيرهم من مرضى السرطان. نعلم أننا ÙÙŠ مقابر الأØياء، ولكننا لسنا أموات، والبقية عندكم.
(المصدر: أسرى Ùلسطين، 02/04/2014)
أضف تعليق
تعليقات الفيسبوك
حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس
ما رأيك ÙÙŠ تضامن الشارع الÙلسطيني مع الاسرى ÙÙŠ معركتهم الأخيرة ÙÙŠ داخل سجن عوÙر؟
قوات الاØتلال ترتكب مجزرة قانا بØÙ‚ عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن اØتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيÙيل"ØŒ Øيث تعمدت قوات الاØتلال قصÙها
18 إبريل 1996
استشهاد المجاهد Ø£Øمد Øمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية ÙÙŠ ØÙŠ الشابورة بمدينة رÙØ
18 إبريل 2008
عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية ÙÙŠ قرية الوعرة السوداء ذهب ضØيتها ما يزيد عن 15 عربيا
18 إبريل 1948