19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الموت على مائدة السحور

    آخر تحديث: السبت، 19 يوليو 2014 ، 5:58 م

    إعداد: فتحي صباح
    أعدت حُسُنْ جربوع (64 عاماً) «ØµÙŠÙ†ÙŠØ©» عليها طعام السحور لأفراد عائلتها عند الثانية فجراً، فيما دوي الانفجارات وأزيز الرصاص يقترب رويداً رويداً.
    فجأة سمعت أصواتاً تنادي عليها وأفراد عائلتها بالخروج من المنزل، فخرجوا وتركوا كل شيء وراءهم لا يلوون على شيء، في وقت كانت تدور اشتباكات عنيفة بين رجال المقاومة ووحدة كوماندوز بحري صهيوني على شاطئ بحر السودانية شمال القطاع.
    وفيما هم يبتعدون عن المنزل في حي العامودي في منطقة السلاطين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كانت مئات العائلات الأخرى تُخلي منازلها على وجه السرعة، والجميع يتجه جنوباً إلى قلب مدينة غزة.
    لم يكن هناك سيارات أو أي وسائل مواصلات، فمشت حُسُن وابناها وزوجتا أحدهما وابنتها وأولادها الثلاثة سيراً على الأقدام.
    لا تستوعب المرأة المتوفى زوجها، وتعاني من أمراض ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام، كيف حملتها ساقاها أكثر من ثلاثة كيلومترات حتى وصلت إلى أقرب مدرسة في حي النصر في المدينة.
    نقلها موظفون من «ÙˆÙƒØ§Ù„Ø© الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) الى مدرسة الشاطئ المشتركة «Ø¬» في مخيم الشاطئ للاجئين المؤلفة من ثلاث طبقات للإقامة فيها.
    الشيء نفسه تقريباً حدث مع ماهر الدن (49 عاماً) وزوجته وأبنائه. الرجل المريض بضغط الدم والسكري والكبد الوبائي «Ø¥Ù‡»ØŒ وأصيب بجلطة دموية، ينام على فرشة رقيقة من الإسفنج، ويضع قريباً من أذنه جهاز راديو صغيراً لمتابعة آخر أخبار العدوان على القطاع في الثامن من الشهر الجاري.
    في الغرفة المزدحمة تقيم إلى جانب زوجته وولديه، وأحدهما مصاب بشظايا صهيونية، وابنته وأطفالها الأربعة، عائلتان مؤلفتان من نحو 15 فرداً.
    قالت زوجته: «Ø³Ù‚طت قذيفة في منزلنا عند السحور، فاشتعلت النار فيه، فهربنا منه وجئنا إلى هذه المدرسة». وأضافت: «ÙÙŠ الطريق، شاهدنا سيارة أجرة تشتعل فيها النيران نتيجة إصابتها بقذيفة، وجثة السائق محترقة بداخلها».
    ويقع منزل الدن في منطقة العطاطرة التي أمرت قوات الاحتلال، من خلال مناشير واتصالات هاتفية، سكانها وسكان منطقة السلاطين في بلدة بيت لاهيا الواقعة عند الطرف الشمالي الغربي للقطاع، بالنزوح عنها، وإلا عرّضوا حياتهم للخطر.
    وهذه كانت حال أيمن المفتي (42 عاماً) القاطن في منطقة العطاطرة قرب مقر المدرسة الأميركية الدولية القريب من الشاطئ الذي دمرته طائرات حربية صهيونية أميركية الصنع من طراز «Ø£Ù 16» أثناء العدوان عام 2008.
    هرب المفتي وزوجته وأولادهما الخمسة من جحيم صواريخ الطائرات النفاثة وقذائف المروحيات والزوارق الحربية، وجاؤوا إلى المدرسة نفسها. وقالت حُسُن لـ «Ø§Ù„حياة»ØŒ وابنتها صابرين وأطفالها يتحلقون حولها: «Ù„Ù… يكن معنا أي شيء، ولم نجد في المدرسة سوى الفصول المدرسية والمقاعد، جلسنا على الأرض، ولم نعرف للنوم طعماً». وأضافت: «Ù„لمرة الثالثة يهجّرنا اليهود من منازلنا، الأولى كانت في حرب 2008-2009ØŒ والثانية في حرب عام 2012ØŒ وعندما عدنا إلى منزلنا بعد الحرب الأولى وجدته مدمراً». وتساءلت: «Ø¥Ù„Ù‰ متى سنبقى مهجرين؟! هجرونا من منزلنا في يافا عام 1948ØŒ ومرة أخرى عام 1967». وخاطبت حُسُن العالم وهي تبكي: «ÙŠØªØ·Ù„عولنا (لينظروا إلينا) ولو مرة واحدة، للشهداء والأيتام والنساء المترملات».
    يذكر أن 22 ألف فلسطيني نزحوا عن منازلهم في العطاطرة والسلاطين قبل بدء العدوان البري فجر أمس على بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون وعلى الحدود الشرقية للقطاع البالغ طولها نحو 50 كيلومتراً، خصوصاً حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، وشرق مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع. ولجأ نحو عشرة آلاف آخرين بعد بدء العدوان إلى مدارس «Ø£ÙˆÙ†Ø±ÙˆØ§» التي وجهت أمس نداء استغاثة إلى العالم لتقديم 60 مليون دولار كي تتمكن من القيام بدورها الإنساني في إغاثة المنكوبين.
    تشعر حُسُن بقلق بالغ على الغرفتين اللتين بناهما لها «Ø£Ù‡Ù„ الخير بعد عدوان 2008ØŒ وتخشى أن تعود بعد أن ينتهي العدوان الحالي وتجد الغرفتين أصبحتا أطلالاً كما بيتها السابق.
    وفيما تصل أصوات انفجارات الصواريخ التي تلقيها الطائرات الصهيونية على بلدة بيت لاهيا إلى مسامع المهجرين، تصل أنباء عن سقوط نحو 58 شهيداً منذ بدء العدوان البري؟
    وقالت صابرين: «Ù„Ù… يعد الزرع ينبت في باحة منزلنا منذ قصفته دولة الاحتلال بالفوسفور الأبيض» أثناء عدوان 2008ØŒ وأضافت أمها حُسُن أنها أصيبت بأمراضها كافة بعد صدمتها بتدمير منزلها، وتساءلت: «Ø¥Ù„Ù‰ متى سنظل نموت بالقذائف أو الأمراض وتموت الأرض بالقذائف؟!».


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية