29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد صالح حمامدة: حياة مليئة بالصبر والجهاد

    آخر تحديث: الإثنين، 18 مارس 2019 ، 09:50 ص

    الميلاد والنشأة
    ولد الشهيد "صالح أمين محمود حمامدة" في بلدة قباطية بجنين بتاريخ 24/3/1961م وسط أسرة بسيطة مستورة الحال كباقي الأسر الفلسطينية، حيث نشأ وترعرع في مسجد صلاح الدين الواقع في الحي الشرقي من البلدة وكان ملازما للمسجد ويستمع كثيرا للدروس الدينية.. وبسبب الظروف التي يعيشها والتي منعته من إتمام الدراسة فقد اضطر لترك المدرسة من الصف الثامن الأساسي "الثاني الإعدادي" ليعمل مع والده ويساعده في مهنة الزراعة.

    مسيرة الجهاد
    رأى الشهيد صالح وهو ابن الرابعة عشر عاما مدى الظلم الذي يلحق بالشعب وسوء الحال جراء إجراءات الاحتلال وتشديده على المزارعين ولقمة العيش، فالتحق بصفوف الجهاد والمقاومة واشترك مع إخوانه المجاهدين في عدة مواجهات ضد الجنود مما أدى إلى سجنه بتاريخ 5/5/1978م لأول مرة وحكم عليه بالسجن سنة واحدة، وبعد خروج الشهيد صالح من السجن أراد والداه أن يزوجاه عله يبتعد عن جهاد العدو ويلتفت لبيته وزوجته، وافق الشهيد صالح أهله إرضاء لهم واحتراما لرغبتهم فتزوج بتاريخ 21/7/1979م، إلا أنه لم يترك الجهاد وواصل عمله الجهادي ولم تثنيه عائلته وزوجته وصغاره نصر وفاطمة عن مواصلة عمله مما أدى إلى اعتقاله للمرة الثانية عام 1986م وحكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف العام، وبعد انتهاء المدة خرج الشهيد صالح من السجن ليعمل في مهنة الزراعة التي يرتزق منها وعائلته التي طال فراقها عنه.
    والغريب في الأمر أن الشهيد صالح تجدد نشاطه الجهادي بشكل ملحوظ من تصنيع عبوات إلى نقل أسلحة حيث أدى ذلك إلى اعتقاله من قبل الجنود وللمرة الثالثة في عام 1993م وحكم عليه بالسجن عشرة شهور ليخرج بعدها الشهيد صالح حمامدة وقد مل من ظلام السجن وظلم السجان عازما على العمل الجهادي وقيادة حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين بعد استشهاد عصام براهمة في قرية عنزة بتاريخ 10/12/1992م بعد أن شكل الشهيد صالح حمامدة حركة الجهاد الإسلامي في سجن نابلس المركزي الذي سجن فيه للمرة الأخيرة عام 1993م. ويرجع للشهيد صالح الشرف الكبير في تجهيز العبوات الناسفة وحيازة الأسلحة وكانت قطعة كارلو بحوزته في الفترة الأخيرة قبيل استشهاده واستشهد وهي معه.

    استشهاده
    وفي يوم الجمعة وبعد صلاة العصر بتاريخ 17/3/1995م ودع الشهيد صالح حمامدة زوجته وأولاده الصغار والذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 عاما وهو ابنه البكر نصر وفاطمة عشرة أعوام ومحمد أربعة أعوام ونصف وفادي ثلاثة أعوام ونصف وطفله الرضيع عصام سبعة أشهر الذي حمله ونظر إليه بفرح وداعبه كأنها نظرة الوداع الأخيرة، وخرج من البيت دون أن يفصح عما بخاطره.
    اعترى أهل الشهيد القلق لمدة ثلاثة أيام، فلم يرجع الأب صالح حمامدة لأولاده ثانية، حتى تلقى أهل الشهيد خبر استشهاده بتاريخ 19/3/1995Ù… مع الشهيد حافظ أبو معلا، وتبين أن الشهيد صالح حمامدة والشهيد حافظ أبو معلا كانا قد خططا للقيام بعملية استشهادية، وجهزا نفسيهما بعبوات وأحزمة ناسفة، وفي الطريق الواقعة بين الزبابدة ومسلية في واد سويد تم العثور على جثتي الشهيدين وقد استشهدا بنيران الاحتلال أثناء توجههما لعملية التفجير ليرتقي الشهيد صالح أمين محمود حمامدة شهيدا إلى العلا ويترك زوجته وأطفاله الخمسة وعمره 34 عاما. 
     

    وقفات مع ذكريات الشهيد
    هذا هو الشهيد صالح كما تقول زوجته: "إنسان شجاع بكل معنى الكلمة".

    • كان يحدثني دوما عن الشهادة ويقول لي بروح الدعابة: عندما استشهد اصبري.. اصبري عن يقين وقناعة حتى تصبحي سيدة السبعين "يقصد الحور العين" واصبري وستكونين حورية في الجنة وزوجتي في الدنيا والآخرة، وكثيرا ما كان يحاول تهيئتي لاستشهاده بقوله: إذا أحببتني ادعي الله لي بالشهادة. وطلبت منه أن يترك سلك الجهاد فقال: "أقسمت وعاهدت الله على مواصلة درب الجهاد".
    • الشهيد صالح.. هذا الشاب التقي الواعي.. اجتماعي ومحبوب وكان يمتاز بالترابط العائلي ويحب الجميع، وفي إحدى المرات اقترح على إخوانه وحتى تكون الصلة قوية بينهم، أن يقوموا بإنشاء منشار للحجر ولم يكن ذلك بهين فقد استشهد قبل أن يكون ذلك فقام إخوانه إكراما له بإنشاء المنشار احتراما لرغبته بعد شهور من استشهاده.
    • وكل عمل كان يقوم به الشهيد صالح غدا ذكرى لأهله وأولاده.. أحب الزراعة وعمل بها.. في إحدى المرات أحضر عدة أنواع من الغراس ليزرعها في الأرض حتى وكبرت وأصبحت ذكرى تربط الشهيد صالح بأهله، هذه الأرض التي ما زالت زوجته وأولاده كلما تذكروه ذهبوا لمشاهدة الغراس التي وضع عليها اللمسات الأخيرة قبل استشهاده من أشجار العنب والزيتون ليصبح الأب صالح ذكرى لأولاده وزوجته وأهله.. اختار درب الجهاد وعشق الشهادة بصدق .. صدق الله فصدقه.
    • تقول زوجته التي باتت تذكره وتحمل في طيات ذاكرتها شوقا وحنينا للقياه في الجنة: كان زوجي عطوفا يحب الخير للجميع.. يفرح لفرح الناس ويحزن لحزنهم.. كان من بين المصلحين بين الناس في الخصومات.. وكما أحب بلدته وأهلها كان يسعى لإصلاح الكثير من الأمور خاصة مساعدة كثير من الأسر المستورة.
    • قام مع مجموعة من إخوانه الشبان في بلدة قباطية في عام 1985Ù… بتشكيل جمعية خيرية في الحي الشرقي من البلدة حيث تم انجاز الكثير من أعمال الخير منها بناء سور للمقبرة الشرقية، كذلك المساعدة في إيواء عائلات مستورة في الحي.. وكما عرفه أهل البلدة محب للخير والمساعدة فكثيرا ما كان يقدم لهم المساعدة ويؤثرهم على بيته وأولاده لقناعته أن الرزق على الله.
    • وعندما نتكلم عن الشهيد صالح محامدة فإننا نذكر مسجد صلاح الدين الواقع في الحي الشرقي من بلدة قباطية حيث قام بإصلاح وترميم تطوعي مع بعض الشبان في هذا المسجد وتقديم الطعام للعاملين والمتطوعين فيه.. وعندما دعى الإمام في المسجد إلى حملة تبرعات سارع إلى زوجته قائلا لها: "إن رغبت بالتبرع ببعض من الحلي الخاصة بك سوف تتزينين بهذه الحلي في الآخرة بإذن الله تعالى".

    ابتلاه الله فاحتسب صبره أجرا عند الله
    في عام 1986م كان الشهيد صالح معتقلا في سجن جنين المركزي وقتها، تعرض طفله فادي والذي كان أحب أولاده إلى قلبه" ابن الخمس سنوات "لحادث سير أدى إلى وفاته مباشرة، وفي وقت الزيارة للسجن أقبلت إليه زوجته بعد عشرة أيام من الحادث، حيث الحزن وهموم الفقدان ولوعته يعتري وجه الزوجة والأهل، فنادى زوجته من بعيد: لا تدمعي فهو رصيد لنا في الجنة، الحمد لله الذي جعل لنا شهيدا في أرض فلسطين، واحتسب الشهيد صالح فقدان ابنه بأن ذلك ابتلاء من رب العالمين وسامح سائق السيارة ولم يطالبه بشيء.

    وتستمر الحكاية في الابتلاء والفراق
    في عام 1989م وبعد خروج الشهيد صالح من السجن كان ابنه الأصغر محمد ابن الثلاث سنوات بحاجة لعملية جراحية .. فذهب مع زوجته إلى المستشفى لإجراء العلمية وأثناء العملية حدث خطأ طبي أدى إلى نزيف داخلي ووفاة الطفل محمد، هذا الطفل الذي ولدته أمه وأبوه في السجن، تربى وعاش وما زال والده في السجن ليخرج الأب ويتوفى الطفل بعد ثلاثة أيام فقط من الإفراج عنه، فاحتسب الشهيد صالح هذا الابن وفقدانه صبرا وأجرا عند الله وفي الطريق من المستشفى إلى البلدة وضع الشهيد حمامدة ابنه المتوفى على راحتيه قائلا لمن حوله: لم أحمله في حياته والآن سأحمله وهو متوفى، والتفت لزوجته قائلا: لقد احتسبت ابني فادي وهو أحب أولادي إلي شهيدا في الجنة والآن محمد أحب الأولاد إليك عليك أن تحتسبيه شهيدا في الجنة وتصبري ونحمد الله أن لنا شهداء في فلسطين.

    وأخيرا
    تضيف زوجة الشهيد صالح: اللهم اجعله شهيد حق في سبيلك، افتخر وأعتز بأن زوجي شهيد، اصبر واحتسب صبري عند الله وأتمنى أن يجمعنا الله وأولادي به في الجنان.. إن لم نضحي نحن وهذا وذاك فمن يضحي من أجل إعلاء كلمة الله والدفاع وتحرير أرض الوطن؟.

    (المصدر: سرايا القدس، 19/3/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية