الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    شيخ الاستشهاديين "داوود علي أحمد أبو صوي"

    آخر تحديث: السبت، 12 ديسمبر 2015 ، 10:19 ص

    سيرة الشهيد

    عملية "القدس" الإستشهادية
     Ù…Ù† بين جحافل السرايا برز وانطلق، امتشق السلاح وفي سبيل العزة والكرامة سار، تحذوه الإرادة الصلبة التي لا تلين ولا تستكين لأحد، باع سنوات العمر الطويلة، وثمار الجهد الشاق دونما ثمن، آثر الآخرة مقبلاً، جنات عرضها السماوات والأرض هي في ميزانه أبقى من أهل وولد وعشيرة وحياة لا كرامة فيها، هذا هو الاستشهادي البطل داوود أبو صوي ابن الثامنة والأربعين ربيعا، من بيت لحم.
     ÙƒØ§Ù† لاستشهاده وقع صعب على كاهل الصهاينة، الذين صدموا برجل كبير السن، يفاجئهم بعملية استشهادية لم يعتد الصهاينة على تلقيها سوى من شبان في مقتبل العمر، فلم يكن في حسبان أجهزة الأمن الصهيونية إن يقدم رجل في الثامنة والأربعين عاما من عمره على عمل كهذا، يحتاج إلى جهد الشباب، وقدرتهم على اختراق الجدران الأمنية والإجراءات العسكرية الصارمة التي تقف في وجه كل عملية استشهادية قد تقع في عمق الكيان.

    ميلاد الفارس
     (الاسم): داوود علي أحمد أبو صويّ...(العمر): 45 عاماً...(السكن): قرية أرطاس قرب بيت لحم..(الحالة الاجتماعية): متزوج...(تاريخ الاستشهاد):5/12/2001... (كيفية الاستشهاد): عملية استشهادية.
     
    العملية الإستشهادية
    في تاريخ 5-12-2001م في مثل هذا اليوم المبارك، حيث كانت السماء ممطرة، انطلق الاستشهادي داوود أبو صوي صوب الهدف المحدد لتنفيذ العملية، لقد كان الهدف محددا بفندق (الهيلتون) بالقدس الغربية، حيث يوجد في الفندق عدد من الوزراء والشخصيات الصهيونية البارزة.
     ÙˆÙ„كن العملية لم تنفذ وفق الخطة المعدة، بسبب الحراسات المشددة من قبل شرطة الاحتلال في محيط المكان المستهدف - فندق( الهيلتون)- ففجر الاستشهادي داوود نفسه على مدخل الفندق مما أسفر عن إصابة  سبعة من الصهاينة الموجودين في المكان، بعضهم اعترف العدو بان إصاباتهم بالغة.
     ÙƒÙ…ا اعترف العدو أن كارثة كبيرة كانت ستقع لو نجح الشهيد في دخول الفندق، حيث كان يوجد بداخله وزير الداخلية الصهيوني في حينه عوزي لانداو، ووزير الشؤون الدينية أشر أوهانا، أما رئيس بلدية الاحتلال في القدس أيهود اولمرت آنذاك فكان قد غادر الفندق ربع ساعة قبل وقوع العملية الإستشهادية.
     
    ارتباك في صفوف الصهاينة
    تأتي هذه العملية على الرغم من الحرب الشرسة التي يشنها العدو ضد شعبنا الأعزل، ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها أجهزة أمنه، وبعد أقل من أربعة أيام على سلسلة العمليات التي نفذتها المقاومة وأدت إلى مقتل ثلاثين صهيوني وإصابة أكثر من 230 آخرين بجروح. فقد جاءت هذه العملية لتؤكد مجدداً مقدرة المجاهدين على اختراق كل الإجراءات والضرب في العمق الصهيوني.
     ÙˆÙ†Ù‚Ù„ تلفزيون العدو عن قائد «Ø´Ø±Ø·Ø© القدس» ميكي ليفي أن العبوة التي فجرها الاستشهادي كانت كبيرة جداً وتحتوي على مسامير... وقال ليفي أيضاً «Ø¥Ù† الاستشهادي عمد إلى تفجير نفسه قرب ممر خاضع للحراسة قرب الفندق...». وأصاف ليفي «Ø¥Ù† الانفجار وقع لخلل فني لم يقصده منفذ العملية أو أنه كان يستهدف إصابة عناصر الأمن الصهاينة الذين كانوا يقفون بالقرب من مدخل الفندق».
     ÙˆØ§ØªÙÙ‚ العديد من المعلقين العسكريين الصهاينة وممثلي المعارضة أن نجاح الاستشهادي في الوصول إلى هدفه على الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذت في القدس بشكل خاص، وعملية القصف الكبرى ضد مناطق السلطة الفلسطينية إنما يعتبر ذلك عجز في منع وقوع مثل تلك العمليات.
     ÙˆÙÙŠ إطار محاولتها رفع معنويات جنودها ومستوطنيها قالت الشرطة الصهيونية أنها عثرت على أحزمة ناسفة معدة ومخبأة في منطقة عسقلان جنوب تل أبيب. وذكرت إذاعة العدو أن هذه الأحزمة كانت معدة لقيام استشهاديتين بتفجيرها في قلب المدن الصهيونية...
     
    السرايا تتبنى العملية
    سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي ينتمي إليها الاستشهادي البطل أصدرت بياناً أعلنت فيه مسؤوليتها عن العملية، وأكدت السرايا إن الشهيد كان ينوي ضرب هدف امني صهيوني داخل فندق هيلتون في شارع الملك داوود بالقدس الغربية، الذي تواجدت فيه قيادات صهيونية، واثر ظروف خاصة قدرها الشهيد قام بتفجير نفسه أمام الفندق، مما أسفر عن وقوع عدة إصابات في صفوف الصهاينة.
     
    التشييع
    بدعوة من لجنة الطوارئ الوطنية والإسلامية، جرت ظهر يوم (6/12/2002) مسيرة جماهيرية حاشدة بعد صلاة الظهر انطلقت من ساحة باب الدير في وسط مدينة بيت لحم شارك بها المئات من المواطنين من مختلف التنظيمات في جنازة رمزية لاستشهادي ابن سرايا القدس الشيخ داوود أبو صوي منفذ العملية في القدس, وقد رفع المشاركون اللافتات والرايات وصور الاستشهادي وحملوا نعش رمزي للشهيد وهتفوا بشعارات تدعو للوحدة الوطنية واستمرار الانتفاضة وشعارات تندد بأمريكا وعملائها.
     ÙˆØ£Ù„قى بسام أبو عكر احد كوادر الجهاد الإسلامي كلمة لجنة الطوارئ عدد فيها مناقب الاستشهادي داوود أبو صوي وقرأ وصيته وشدد على ضرورة رص الصفوف والوحدة الوطنية وندد بالاعتقالات التي تقوم بها السلطة والمؤامرات التي تحاك على ظهر الشعب الفلسطيني.
     
    بعد الشهادة
    يقول نجل الشهيد محمد عندما بدأت تتوارد لمسامعنا أنباء عن منفذ العملية، وكان البعض يأتي عندنا ليسال عن والدي أن كان موجوداً أم لا، كنا نستبعد كل البعد أي احتمال لان يكون والدنا هو منفذ العملية، وحتى بعد أن بدأت نشرات الأخبار تذيع اسم الوالد فلم نكن مقتنعين بذلك...ØŒ «ÙˆØ§Ù„دي كان سريا لدرجة أننا فوجئنا باستشهاده، ولكن ما أقنعنا باستشهاده هو قوة إيمانه بالله، وحبه الذي عهدناه فيه للشهادة ولقاء وجه ربه طائعاً خاضعا مقبلا لا مدبر، فعلا لقد اثبت والدي إن الجهاد فرض علينا لا يمكن لشيء إن يعطله أو يسقطه».
     ØªØµÙ زوجة الشهيد فراق زوجها تقول «Ù„قد كان أساس العائلة، والجامع لها، كان يتحمل أعباء إعالتنا جميعا، فلم يكن احد منا يشعر بنقص ما في وجوده...ØŒ لقد شكل رحيله عنا صدمة لنا جميعاً، ولكننا ترجوا الله أن نلتقي بها ثانية في جنان الخلد، لقد نفذ حلمه ونال الشهادة، ونحن فخورون به ونتمنى اللقاء به في اقرب وقت».
     
    هدم منزل العائلة
    بتاريخ 8/8/2002، تفاجأت عائلة الشهيد داوود أبو صوي بقوات كبيرة من جيش الاحتلال تقوم بمحاصرة منزلها، المكون من ثلاثة طوابق بمساحة 160 مترا مربعا للطابق الواحد، وبسرعة خاطفة أمر الصهاينة جميع من في البيت من أطفال ونساء وأسرة الشهيد بمغادرته فوراً، ودون أن يسمح لأحد بإخراج شيء من الموجودات، قام الجنود بتفخيخ المنزل، ومع دقات الساعة الثالثة فجراً، كانت عائلة الشهيد داوود ترقب بحسرة ودموع شقاء العمر، واثر الوالد الحبيب وهو يتطاير في السماء، ليصبح المأوى الحنون أثراً بعد عين، وتبدأ العائلة مشوار التحدي الشاق الذي فرض عليها من جديد.
     Ø£Ø°ÙƒØ± بالضبط المشهد عندما وصلنا إلى بيت الشهيد لنرى الدمار الذي لحق به، وجدنا الأهل رفعوا الأعلام وصور الشهيد على تلة من الركام الأسود، والجميع يقول فداك يا أبانا، فداك البيت وكل الدنيا، فأنت أغلى ما ملكنا في حياتنا.
     
    مسلسل المعاناة
    أما هذه الأيام فتعيش أسرة الشهيد داوود أبو صوي في بيت قديم متواضع، تستر نفسها فيه بعد إن فقدت مأواها وبيتها الذي عاشت فيه عشرات السنين، ويقول محمد نجل الشهيد نحن سنتحدى المحتل ولن يستطيعوا أن ينسونا والدنا، الذي سيبقى حيا بيننا، وسيبقى بيته شامخا بين بيوت القرية كما كان دائماً.
     Ø£Ù…ا جثمان الشهيد فلم يتم تسليمه للعائلة حتى الآن، حيث ترفض سلطات العدو تسليمه رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها عائلته لتسلمه من اجل دفنه في مقبرة الشهداء، حيث كانت سلطات العدو قد أجرت مقارنة لعينات من دماء أقارب الشهيد للتأكد من جثته، التي تحتجزها الآن في مقبرة الأرقام ببئر السبع جنوب فلسطين.
     
    شيخ الإستشهاديين
    الاستشهادي داوود أبو صوي حاز على لقب شيخ الإستشهاديين، فهو الاستشهادي الأكبر سناً بين الشهداء الذين نفذوا عمليات استشهادية في العمق الصهيوني، لقد رحل داوود ولم ترحل ذكراه، تدارى عن العيون ولكن استقر في القلوب...، يحاولون مسحه عن الخارطة، لكن بيته سيبقى موجودا بين البيوت...، وسيجد داوود يوما ما زائرا لقبره الذي لم يعرف مكانه بعد كما كان يواظب الجلوس عند قبور الشهداء.
     
     
    الميلاد والنشأة
    الشهيد داوود علي أحمد أبو صوي، من مواليد قرية ارطاس جنوب مدينة بيت لحم عام 1956، نشأ وترعرع فيها، ودرس في مدارسها حتى أنهى دراسته الثانوية فيها، متزوج وله من الأبناء الذكور أربعة أكبرهم محمد 25 عاما، وأصغرهم محمود 13 عاما، وله من البنات أربع، وكان الشهيد في حياته الدنيا يعمل مزارعا في أرضه التي ورثها عن والده، ويعتاش هو وأسرته من خيراتها وما تنتجه من الخضار والثمار.
     
    قبل الاستشهاد
    تقول فاطمة سعد زوجة الاستشهادي تصف الفترة القريبة التي عاشها الشهيد مع أسرته قبل تنفيذ العملية: لقد كان داوود رحمه الله كتوما جدا، لا احد يستطيع أن يعرف ما يدور في خلده، لكنه كان شديد التأثر بالأحداث، وخاصة الشهداء، حيث كان يكثر الذهاب إلى مقبرة الشهداء في البلدة، وكنا نراه جالسا لفترات طويلة أمام قبور الشهداء، كأنه كان يكلمهم ويستمع إليهم...ØŒ وتضيف زوجة الشهيد «ÙÙŠ الأيام الأخيرة لداود كان يقول لي انه سيسافر إلى السعودية للعمل هناك، فكنت أناقشه في ذلك، وأحاول معرفة أسباب السفر، خاصة أن داوود يعمل في أرضه منذ زمن بعيد، ولا يحتاج السفر...ØŒ ولكن بعد أن استشهد أدركت أن زوجي كان يستخدم هذا الأسلوب للتغطية على نشاطه الجهادي، واستعداده للعملية الإستشهادية التي نفذها، ونجح في أن يخفي أي دليل على ذلك حتى أمام أقرب المقربين له من أسرته وأهله».
     
    محمد النجل الأكبر للشهيد يؤكد إن والده كان كثير الحماس، تملأه الشجاعة، يحب المشاركة في الفعاليات الشعبية، ويواظب على المشاركة في مواكب الشهداء، وكان معروفاً بنشاطه خاصة في انتفاضة 1987، وكان الجميع يحبونه، حيث لم يكن يميز بين احد، ويتعاون في سبيل وطنه مع الجميع...، أما في الفترة الأخيرة فقد تحول الشهيد للعمل السري، إلا أنه كان يظهر حبه للجهاد وسعيه للشهادة في سبيل الله.

    وصية الاستشهادي "داوود علي أحمد أبو صوي"
     {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23 
    أما بعد:
    لكل الأهل والأحبة والى كل من يسأل عني وخاصة زوجتي وأولادي وإخواني, فبعد التوكل على الله, إنني قد نويت للخروج في سبيل الله استشهادي في سبيل الله وتلبية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم انتقاماً لأرواح الشهداء أحمد أسعد ويوسف عايش ومحمود أبو هنود وعاطف عبيات ويوسف أبو صوي وزياد أبو صوي ومازن أبو صوي ومحمود شاهين ولشهداء فلسطين جميعاً.
     ÙˆØ®ØªØ§Ù…اً ولا أقول وداعاً بل إلى اللقاء في جنات الخلد يكون الالتقاء عند إخواني الشهداء وعلى رأسهم الدكتور فتحي الشقاقي.
     ÙˆØ§Ù„سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    داوود علي أحمد أبو صوي

    (المصدر: موقع سرايا القدس)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية