وصية الشهيد المجاهد: رائد جمال شعبان الناقة

الشهيد المجاهد: رائد جمال شعبان الناقة

موضوعات ذات صلةً

• وصية الشهيد المجاهد: سعدي محمود سعدي حلس
• وصية الشهيد المجاهد: علي محمد محمد أبو ركبة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي أعزنا بالإسلام وكفي به من عزة, وشرفنا بالجهاد وكفي به من شرف, الحمد الله الذي فتح أبواب الجنة للمجاهدين، والحمد الله الذي جعلنا على أرض الرباط نرابط على أرض فلسطين، ونقاتل ونجاهد في سبيل الله، ولنقتل أبناء القردة الخنازير, ونرفع راية التوحيد لا إله إلا الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، قائد الغُرّ الميامين وقائد سرايا المجاهدين.

الحمد الله ربي قاهر الظالمين, الحمد الله قاهر الجبارين, ومذل المستكبرين المستبدين, وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، والقائل: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ*وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ صدق الله العظيم. [القصص:5-6]، وقال تعالى: ﴿وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ﴾ صدق الله العظيم. [الحديد: 19]

وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَإِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا، مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ، حِينَ كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً، فَأَحْمِلَهُمْ وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو، فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ). [صحيح مسلم]

ويقول الرسولصلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض). [صحيح البخاري]

أنا أخوكم في الله: (رائد جمال الناقة) ابن الإسلام العظيم، أقدم نفسي وروحي رخيصة فداء الاسلام, وفداء الوطن الجريح, وحبي لأكون جنديًا من جنود الله في الأرض, أدافع عن كرامة هذه الأمة, لما أعد الله للمجاهدين, والشهداء من كرامات, كانت فلسطين وما زالت العروس التي يزاحم من أجلها الخطاب, وقدموا الدماء الغاليات من أجلها بدءًا من (عز الدين القسام) مرورًا بـ(الشقاقي) و(الياسين) و(أبو علي) و(جمال أبو سمهدانة) وصولاً إلى الشهيد الغالي أسد البريج (عمار شاهين).

أبي الحنون وأمي الحنونة: أعلم أن الفراق صعب, فلا تحزنوا على فراقي واصبروا واحتسبوني شهيدًا، فأنتم كنتم دائمًا تحثونني على الجهاد, وكنتم تلزمونني منذ الصغر على صلاة الفجر، وحفظ القرآن, فاليوم افتخروا بي وزفوني إلى الحور العين بإذن الله, ولا تحزنوا علي وعلى فراقي, فلكم التحية. (أمي) استحلفك بالله أن لا تبكي علي, فاليوم يوم زفافي, ويوم سعادتي في الجنة، أتبكين علي يوم عرسي, أريد منك سماع الزغاريد, (أمي) سامحيني، وادعي الله أن يتقبلني شهيدًا. ويوم كنت مجاهدًا, ولكم التحية يوم استشهدت، ولكم التحية يوم ألقى الله حيًا بإذن الله والملتقى الجنة بإذن الله.

إخواني وأخواتي الأحباب: أنتم من التمست فيكم معنى الأخوة, وأخواتي لا تحزنوا على الفراق, وإن السلاح الذي حملته انفضوا الغبار عنه، سيروا علي دربي ولا تحيدوا عن هذه الطريق. وأوصيكم بالصلاة في المسجد وخاصة صلاة الفجر، وأوصيكم أن تكونوا عونًا لـ(أمي).

أصدقائي، أحبابي: أيها الأصدقاء الأحباب، يا من لمست فيكم معنى الصداقة والمحبة في الله, ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: (الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ). [جامع الترمذي]

فلكم المجد ويجب أن نعلم جميعًا أن هذا هو خيارنا, وواجبنا المقدس, ولا نعتقد أننا نذهب إلى الموت, ولكن نذهب إلى الحياة الأجمل, وحياة السعادة هناك الرسل والصحابة والتابعون والشهداء, نلقاهم بإذن الله عز وجل, وإنها مشاعر الفرح أكبر عندما نلتقي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما نخرج من دنيا جيفة إلى الآخرة نذهب إلى الآخرة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

أبناء الجهاد البواسل: أيها المجاهدون الأطهار, أيها المرابطون على أرض الرباط, مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يا أحفاد (خالد) و(الزبير), يا تلاميذ (القعقاع), يا إخوه الشهداء والأسرى، أنتم من ألمس فيكم الانتماء الحقيقي لهذا الدين العظيم, ولهذه الحركة الربانية, أنتم الذين حافظتم على دماء الشهداء العظام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

رائد جمال الناقة

تعليقات الفيسبوك