29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الاستشهادي نبيل العرعير: أول استشهادي في انتفاضة الأقصى

    آخر تحديث: السبت، 26 أكتوبر 2019 ، 10:01 ص

    عصية تلك الكلمات على إيفائكم حقكم علينا.. وعاجزة تبقي في مدحكم أيها الأحباب.. نذكرك اليوم يا نبيل حزناً وفخراً.. يا من رحلت مسرعاً قبل أن ترى فرحة الدم الذي هزم السيف.. يا من حلّقت في سماء الوطن بعد أن كتبت أحرف اسمك من نور في قلوب المحبين.. يا أخوتي في الجهاد.. سيروا على درب الشقاقي الشهيد اقبضوا على سلاحكم بقوة.. في كل يوم عرس ووداع أحبّه.. لا تهدءوا.. تألقوا.. ثوروا كما ثار نبيل وأعلن بدمه أن لا مكان لهذا الغاصب على أرضنا المباركة.

    ميلاد فارس
    أبصر شهدينا المجاهد "نبيل فرج العرعير" النور في الثالث من أكتوبر للعام 1976م، وسط أسرة محافظة ملتزمة، تلقى شهدينا تعليمه في مدارس وكالة الغوث للاجئين، وتميز منذ نعومة أظفاره بمقارعه الاحتلال وكان له شرف المشاركة في إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال والكتابة على الجدران مما أجبر قوات الاحتلال على اعتقاله لمده 7 شهور.

    علاقاته الاجتماعية
    كان ما يميز الشهيد الفارس نبيل صدقه وصفاته الحسنة، مما جعل له الأثر الأكبر على حياته الاجتماعية ،حيث كان شهيدنا يتحلى بصفات طيبة، طيب القلب مرضياً ومطيعاً وباراً بوالديه وحنوناً عطوفاً على إخوانه، ويذكر أحد أخوة الشهيد، أنه كان يقبل قدمي أمه وأباه حتى يرضيا عنه في الدنيا، وكان يحب إخوانه حباً كثيراً، أما على إخوانه الصغار فكان الأب والأخ والكل يحترمه ويحبه.

    مساعدة الفقراء
    كان نبيل رحمه الله محب دوماً لمساعدة الفقراء والمحتاجين، فيقول لوالدته: أنه يحب أن يعيش عيشة الفقراء والمساكين، وكان يردد دوماً "اللهم احشرني مع زمرة المساكين"، يذكر أن شهيدنا عندما كان ينفق في سبيل الله لا يحب أن يخبر أحدا بأي شيء يقوم بعمله من أعمال الخير، حيث أن عجوزاً كان يسكن بجوار منزله أدلى بتلك الشهادة.
    وعن مساعدة "المعاقين" تحدث شقيق الاستشهادي "أبو بلال" بأن الشهيد كان يجيد حلاقة الشعر، كان شهرياً يقوم بحلاقة الشعر لكافة المعاقين بالمركز الخاص بهم ولمدة تزيد عن الـ5 أعوام .

    إيثار على النفس
    رغم أن الاستشهادي الفارس "نبيل العرعير" ليس بالابن الكبير إلا أن أبيه الحاج "أبو نبيل" كان مصراً على زواجه قبل أخيه الأكبر، إلا أن الفارس "نبيل" رفض رفضاً جازماً أن يتزوج مع أخيه وطلب من شقيقه أن يتزوج في شقته التي أعدت من أجله، ليصبح بعدها فارسنا أنموذجا يحتذي به في الإيثار على النفس وحب الخير للغير.

    قيام الليل
    كان الشهيد" نبيل العرعير" محافظاً على أداء الصلوات الخمس جماعة في المسجد، وما كان يميز الشهيد في عباداته "قيام الليل"، حيث كان حريصاً على أداءها بشكل يومي، لما لها من أجر وثواب عظيمين. وكما ذكر أخ الشهيد "أبو بلال"، أن صلاة قيام الليل قبل استشهاده بيوم جمعته بـ "نبيل"، ويتابع أن الشهيد نبيل كان يجهر بصوته العذب.

    مواقف طريفة
    كان لشهيدنا "أبا فرج" عدة مواقف تقول والدته الحاجة "أم نبيل": بالرغم من الانقطاع عن التعليم والانشغال بمركز المعاقين إلا أنه وفي آخر فترات حياته أصر على تقديم امتحان شهادة الدراسة الثانوية "توجيهي" وعند صدور النتائج كان الأهل بانتظار أن تخرج الإذاعات والصحف باسم الشهيد على بند الناجحين، وتابعت والدته الحديث قائلة: "أنه جاء مبتسماً" وقال لهم: "سأجلب لكم شهادة أفضل من كل الشهادات "سلامة تسلمكم"!؟، حيث استقبل الأهل كلماته بالضحك الشديد وكأن الله أحب أن يضع الفرحة في قلوبهم باستشهاده سلفاً.
    وتضيف الحاجة "أم نبيل" عن بعض الطرائف لابنها "نبيل"، حيث تقول: "عندما كان يصلي الفجر، يأتي إليها عائداً من المسجد لينشد على مسامعها كلمات وصفتها بـ "العذبة الجميلة"، حيث كان يقول: "صليت الفجر يا يما صليت، وطلعت على بساط الحرم صليت، صليت الفجر يا يما صليت".

    إرهاصات الشهادة
    كل من رأى الشهيد في الأيام الأخيرة من حياته شعر بأنه على وشك الرحيل، حيث قال لأحد إخوانه: "أنا على موعد مع الجنة، فقد رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وهو في الجنة يبسط لي بساطاً أخضراً" وقال: "فأدركنا أن أيام نبيل معنا أصبحت معدودة"، ويتابع كان يتمنى أن يرزقه الله الشهادة في عملية استشهادية، فنال ما كان يتمنى.

    نبأ الشهادة
    بدى وجه شهدينا "نبيل" في اللحظات الأخيرة من حياته وكأنه بدر يوزع النور أمام كل من يراه.
    "أم نبيل" تحدثت عن لحظات خروج ابنها الاستشهادي من المنزل، وقالت: "أن لحظتها كان قلبها يكاد أن يخرج من جسدها من شدة الخفق إيذاناً منه بقرب حدوث أمرٍ ما".
    وفي السويعات القليلة المتبقية لتنفيذ العملية الاستشهادية توجه فارسنا إلى ربه قائماً ليله متهجداً في العبادة، حيث أن الشهيد كان قد استحتضر نية الصيام، لدوامه على صيام يومي الإثنين والخميس.
    حتى جاء الخبر اليقين، استقل شهيدنا المجاهد دراجة هوائية "مفخخة" قرب موقع "كيسوفيم" العسكري، ليخضب تراب غزة وفلسطين بدمائه الطاهرة وليكون المنتقم الأول والاستشهادي الأول في انتفاضة الأقصى موقعاً أكثر من أربعه قتلى من جنود الاحتلال، إضافة إلى العديد من الإصابات، وكان ذلك بتاريخ 26/10/2000. 

    فراغ كبير تركه بعد استشهاده
    تتابع الحاجة "أم نبيل" الحديث عن فلذة كبدها "نبيل" التي ومنذ أن أنجبته رأت أنه لن يطول عمره في هذه الحياة، وتتابع الحاجة "أم نبيل" والدموع تهطل على خديها "أنه ترك مساحة وفراغاً كبيراً في زوايا البيت أو حتى عند مائدة الفطور في رمضان، عند قدوم الأعياد".

    وصية الاستشهادي المجاهد "نبيل العرعير"..
    يا أبناء الإسلام العظيم، يا أبناء القسم والقسام، يا أحباب محمود الخواجا ويحيى عياش وهاني عابد وعماد عقل. أيها الأحباب، أيها الرجال الصامدون في وجه هذا العدو الحاقد، العدو المغتصب لأرضنا وقدسنا الحبيبة، إن دفاعكم عن القدس الشريف ليثبت للعالم أجمع بأنكم لن تتنازلوا عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنكم ستقفون في وجه من يريد المساس بالمسجد الأقصى.
    يا أبناء الإسلام العظيم أوصيكم بأن تستمروا في انتفاضتكم المباركة، ها أنتم قد رأيتم تلك المؤامرات التي يتآمرون بها على انتفاضتكم المباركة، ورأيتم تلك القمم العربية التي أيضا يريدون من خلالها التآمر علينا بوقف هذه الانتفاضة المباركة.
    ها أنتم قد رأيتم أيضا هذا السلام، سلام الخزي والعار لم يحقق لنا أي مطلب، فالحمد لله لقد تقدمت نحو الهدف المطلوب والذي كنت دائما أتمناه، فلقد كتب الله لي الشهادة في سبيله بإذنه تعالى، فأوصيكم بأن تستمروا نحو الجهاد والمقاومة لكي تعود القدس الشريف.
    والله يا إخواني إن (إسرائيل) "أوهن من بيوت العنكبوت"، فإن مطلبي في هذه الوصية بأن تتوحد وتتظافر كل الأيدي المجاهدة في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وتحرير أرضنا من دنس الصهاينة وتحرير أقصانا، فلتتوحد أيادي المجاهدين معا لدحر هذا العدو عن أرضنا ولكي تعود القدس لأمة الإسلام. ووصيتي لكل من يعرفني ولأصحابي بأن يسامحوني إذا قصرت معهم.

    أما وصيتي لأهلي وبالأخص أمي
    أسألك بالله يا أمي بأن تزغردي (نعم زغردي) يا أمي فإن هذا هو عرسي الذي كنت أتمناه منذ أن عرفت الشهادة في سبيل الله.

    أبي الحبيب
    أوصيك بأن تكون أسعد الناس في عرسي هذا، وأن تقوم بالترحيب بإخواني الذين يأتون إليك ليهنئوك بعرس ابنك "نبيل" الذي لم يمت بل غادر إلى حياة جديدة مع الصديقين والنبيين والشهداء.

    إخواني الأحباء
    كلكم أوصيكم بالصلاة والدوام عليها، وأن تحافظوا على دراستكم وألا ينسوني من دعائكم في كل لحظة.

    عماتي الحبيبات
    أسألكن بالله أن تبقين دائما بجوار أمي أمي أمي الحبيبة، أسألكن بأن تفرحن وأن تزغردن وتوزعن الحلوى على كل إنسان.

    في النهاية أقول لكم
    أن هذه العملية الاستشهادية أهديها للشهيد "محمد الدرة" وكل شهداء الإسلام العظيم، والله أكبر والنصر للإسلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    (المصدر: سرايا القدس، 26/10/2000)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية