29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الاستشهادي يوسف الزغير حكاية فارس جسّد كل معاني التضحية والفداء

    آخر تحديث: الثلاثاء، 05 نوفمبر 2019 ، 08:58 ص

    كما لا يروي إلا الماء في البيداء بعد الظما.. لا يروي قلوب الرفاق سوى ذكر الرفاق".. ولأنهم خرقوا القلوب حباً، فالقلوب والهة إليهم سئمت طول الفراق ولا تلام إذا ما التاعت على الأحبة الراحلين واحترقت شوقا.. وأي احتراقِ؟!.. على من عبّدوا الدرب بالأرواح، هدية قدموها بأطباق.. لوطن الأمجاد.

    الميلاد والنشأة
    ولد الشهيد البطل يوسف محمد الزغير في مخيم شعفاط القريب من عناتا، وذلك في 10/2/1977 وكان يوسف الثامن بين أخوته، وقد نشأ يوسف وسط عائلة متدينة محافظة وتلقى يوسف تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدراس الوكالة في المخيم إلى أن وصل إلى الأول الثانوي، حيث انتقل إلى المدرسة الرشيدية في القدس، وقد سجن (اعتقل) ذلك العام لأول مرة بتهمة حرق سيارة صهيونية وذلك في عام 1993م، ولم يتجاوز عمره حينها الخامسة عشرة.

    صفاته
    كان يوسف - رحمه الله - هادئاً، متواضعاً، طاهراً، عنيفاً ضد الظلم، متسامحاً في الخير، محبا للآخرين، ومحبوبا من قبل الجميع، هذا فضلا عن التزامه بتعاليم الدين العظيم، وكان يوسف شديد الذكاء، وقد بدت عليه علامات العبقرية منذ الصغر، وقد شهدت له بذلك معدلاته المرتفعة التي كان يحصل عليها، ودرجات الشرف التي كان ينالها من المدرسة، وكان يوسف يتكلم برزانة وأدب، وكانت إجاباته على الأسئلة تبهر الجميع، وبرغم صغر سنه فإنه كان يقوم بإلقاء خطب الجمعة في سجون الاحتلال الغاشم. وقد وجدنا هذه الخطب في ألبوم الصور، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أنه لا يحب التظاهر والرياء، ومن الجدير ذكره أن يوسف لم يغضب أحدا قط، وخاصة أمه وأباه، وكان يوسف يحب أمه كثيرا جداً، ويحترم أباه أيما احترام.

    مشواره الجهادي
    حينما بدأت الانتفاضة المباركة كان يوسف مازال صغيرا، إلا أنه لم يتوان في الخروج مع الشاب الثائر لرمي الحجارة وإشعال الإطارات المطاطية، ثم عندما كبر قليلاً؛ انضم إلى حركة الجهاد الإسلامي للقيام بمحاربة اليهود الغادرين، فقد كان يوسف يقوم بإلقاء زجاجات حارقة على السيارات الصهيونية، وكان يقوم بحرقها أحيانا فقد اعتقل في المرة الأولى حينما كان يحرق سيارة صهيونية في حي يهودي في القدس، وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة، وقد دام مكوثه في السجن 8 أشهر، وذلك لصغر سنة، مع أن الحكم كان سنة ونصفا، فقد كان يوسف يسعى لعمل شيء ضد العدو الغاشم لإخراجه من أرضنا، وقد كان على يقين أن هذا لا يكون إلا بالعمل والإخلاص لله والوطن والولاء للأمة الإسلامية.

    رفيق درب سليمان
    كان يوسف - رحمه الله - يتمنى الشهادة منذ صغره وكان يتكلم عنها كثيراً أمام الناس، وقد شاء القدر أن يتعرف يوسف في السجن في المرة الثانية على (سليمان طحاينة) ذلك الشهيد البطل الصامت ذو الوجه الوضاء بنور الإيمان والقلب الرقيق، والعقل الحكيم الذي أحبه الجميع، هذا هو (سليمان طحاينة) الذي وجد شبيهه في السجن، فمن أول مرة رآه فيها صمم سليمان أن يخترق قلب يوسف، ومنذ ذلك الحين أصبح رفيق دربه العلمي والجهادي.
    لذلك كله لم يستطع الاثنان الابتعاد عن بعضهما البعض، فقد عقدا النية على الإخلاص لله، ولقائه معاً ليحيا حياة طيبة في ظل جنات النعيم، فرغم التهديدات والمؤتمرات التي عقدت، قال الشهيد سليمان في وصيته: أنه لا كلينتون ولا نتنياهو ولا مؤتمر ولا بلانتيشن يستطيعون أن يمنعونا من لقاء ربنا وقد كان شعارهم: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".

    ليلة الاستشهاد
    وفي ليلة 5/11/1998م، كان يوسف - رحمه الله - صائماً وبعد فطوره كان يسهر مع عائلته، وكن طبيعياً جداً حيث كان مندمجاً بالحديث معهم، فكان يسأل عن مواضيع فقهية، وكان يجيب وهو واثق بالله ثم بنفسه، ولم تبدو عليه أي علامات توتر، وفي أثناء السهرة، قال يوسف من يصوم معي غداً - أي في يوم العملية - أجابته خالته: أنا سأصوم معك، وبعد انتهاء السهرة لم تغمض ليوسف عين، فقد بقى طوال الليل يصلي قيام الليل، فقد شاهده أخوه وهو يصلي قبل الفجر بقليل.. استيقظ أخوه.. استيقظ للصلاة، ولم يتكلم أي كلمة سوى (السلام عليكم)، وبعد طلوع النهار لاحظ عليه أخوه أنه يخرج من الدار ثم يعود مرات، ثم لاحظه قد لبس أبهى وأجمل ملابسه، فتعجب منه وسأله إلى أين أنت ذاهب بهذه الملابس، فنظر إليه نظرة لم يفهم معناها، ولم يلح عليه؛ وتركه وذهب لفراشه، ثم شاهده ينظر إليه من شباك الغرفة فالتفت إلى الشباك الآخر ووجده ينظر إليه أيضا ثم ذهب ولم يعد، فقد كان يوم عيده وعرسه.

    الشهادة
    وفي صبيحة يوم الجمعة الموافق 5/11/1998م، ورغم إجراءات الاحتلال الأمنية فإن شهيدنا حمل راية مصعب بن عمير ولواء حمزة بن عبد المطلب وسيف أبي دجانة واتجه بصحبة أخيه (سليمان طحاينة) صوب القدس تلك الأرض الطيبة مجتازا الحاجز تلو الآخر برعاية الله وعنايته وتوفيقه، وهو يرتل آيات الذكر الحكيم وسورة يس وكلما مر بحاجز صهيوني كان يردد قوله تعالى:{وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} ويتابع - حتى وصل إلى سوق محنية يهودا المزدحم بالصهاينة الأشرار، وسار بسيارته بينهم ليتحين اللحظة المناسبة ويوقع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الأعداء، فوجد يوسف الشارع الذي سار فيه مقفلا في نهايته فرجع مرة أخرى، وكان السوق مليئا برجال الأمن الصهاينة الذين شكوا في السيارة فسارع يوسف وأخوه سليمان لتفجير نفسيهما، إلا أن السيارة بدا منها دخان، فطلب رجال الأمن الصهاينة من الناس مغادرة المكان بأسرع وقت لأن هناك عملية تفجير ففر الصهاينة من المكان وهم يصرخون، ونزل البطل يوسف من السيارة يركض خلفهم وهو يحمل في وسطه الحزام الناسف ودخل بين الصهاينة المذعورين وفجر نفسه فأسقط العديد منهم قتلى وجرحى مضرجين بدمائهم وهكذا كانت الشهادة التي طالما تمناها الفارس يوسف الزغير.

    (المصدر: سرايا القدس، 5/11/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية