Error loading files/news_images/(23) تعبيرية.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    ما الذي يجري داخل السجون؟؟

    آخر تحديث: الخميس، 24 فبراير 2022 ، 01:39 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    حمل تاريخ 06/09/2021م بشرى تحرر ستة أسرى عبر نفق حفروه في سجن جلبوع المركزي، وقد كان الهدف الأساسي لأبطال النفق كسر القيد وهيبة السجان، والخروج إلى فضاءات الحرية، والتي استطاعوا أن يعيشوها حُلمًا قصيرًا لن يستمر إلا لأيام معدودة، وقد كان للتحرر (الأسطوري) عبر النفق أثار نتائج لا تقل أهمية عن عملية التحرر نفسها، لقد اخترقت الشمس وعبر فوهة النفق الجدران العالية وكشفت حقيقة ما تخفيه تلك الجدران من عمليات صهر للوعي وتجريد وعذاب نفسي وجسدي بحق الأسرى الفلسطينيين، دفعت بعضهم للبحث عن الحرية حفرًا بالأظافر لأرضيات السجن الإسمنتية والفولاذية.

    لم يهربوا الأسرى الستة من الجنة كما حاول الإعلام الصهيوني تصوير ذلك، ولم يخرجوا ليبحثوا عن طعام ولا لسلمهم أهلهم وأبناء شعبهم، وإنما خرجوا بحثًا عن الحرية سيرًا على الأقدام حتى (لا يورطوا أحدًا معهم بأعباء تحررهم)، بنبل إنساني منقطع النظير، وما أسلما الأسرى بالسجن مرة أخرى كان وقع خطواتهم على تراب الوطن المسلوب والملغم بالكاميرات المراقبة وسيطرة.

    كان نفق الحرية نافذة الأسرى على العالم ونافذة العالم على عذاباتهم التي تصاعدت مع حملة الانتقام المتوحشة والبربرية التي يقودها الفشلة من ضباط مصلحة السجون والذين أصبحوا نكتةً بأوساط الناس، ولا يزالوا هؤلاء الضباط يحاولون مُنذ عملية التحرر وحتى الآن حماية أنفسهم من الهزة، ورتبهم من المصادرة، ووظائفهم من الإقالة عبر جملة من القرارات العقابية التي يحاولون من خلالها سحب منجزات الأسرى والتي حُققت بدماء وتضحيات الشهداء وعذابات المضربين عن الطعام، على طوال تاريخ الحركة الأسيرة.

    وأهم الإجراءات العقابية التي تم اتخاذها حتى الآن كانت على الصعيدين:

    Ø£‌.  الصعيد الخاص.                            ب. الصعيد العام.

    1. الصعيد الخاص:

    Ø£‌.   اتخذ السجان سلسلة من العقوبات بحق أبناء حركة الجهاد الإسلامي وهي الإطار التنظيمي التي انتمى له معظم الأسرى المتحررين، وذلك يشمل تقليص عدد الغرف الخاصة بالحركة، وإلغاء تواجدهم في أقسام معينة داخل السجون (مثل الأقسام في الخيم في سجن النقب).

    ب‌. عزل مجموعة من القيادات من بينها أمير الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة السابق عبد الله العارضة والأمير الحالي زيد بسيسي.

    ت‌. بالإضافة إلى تعريف العديد من الأسرى المنتمين للحركة بـ (الساقاف) أي ذو نوايا للهرب، وما يترتب على ذلك من إجراءات سنستعرضها لاحقًا، ذلك عدا على العقوبات المالية ومنع من الزيارات.

    2. الصعيد العام:

    Ø£‌. كان للسجان هجمة أولية تمثلت بسلسلة من الإجراءات العقابية فور عملية التحرر تراجع عنها السجان بعد أسبوع على وقع تهديد الحركة الأسيرة بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، لكن السجان ما لبث وعاد بسلسلة من الإجراءات العقابية المتنوعة والتي تشمل العناوين التالية:

    Ø£‌. الاعتداء على الأسيرات وعلى مكتسباتهن الحياتية اليومية.

    ب‌. المساس بنظام الفورة (الخروج لساحة السجن).

    ت‌. جملة من الإجراءات الأمنية بحق الأسرى المصنفين ساقاف (خطر الهروب العالي).

    Ø«‌. عمليات النقل الدوري للأسرى المحكومين بالمؤبدات.

    1. على صعيد الأسيرات: حاول السجان الاعتداء جسديًا على جملة من الأسيرات بالإضافة إلى فرض جملة من الإجراءات الأمنية الغير منطقية والهادفة للمساس بكرامة الحركة الأسيرة، وهو ما استتبع ردًا عنيفًا من قبل الأسرى تمثل بعملية الطعن المباركة في سجن نفحة.

    2. ترتيبات أمنية خاصة بأسرى الساقاف:

    هذه كلمة عبرية وهي عبارة عن اختصار لجملة (احتمال عالي للهرب) ويتم إضافة هذه الإشارة إلى البطاقة التعريفية للأسير بحيث تصبح سببًا كافيًا لأخذ جملة من الإجراءات العقابية بحقه والتي تم تشديد عليها مؤخرًا بحق كافة الأسرى ربما المؤبدات ومن جميع الفصائل، وتشمل تلك الإجراءات:

    أ. تحديد مدة مكوث الأسير في غرفة واحدة لأربعة شهور فقط على أن يتم نقله بعدها إلى غرفة أخرى ثم ينقل بعد مدة ثمان شهور إلى قسم آخر على أن ينقل كل 32 شهر إلى سجن مختلف، وهذا الإجراء يعني عزل الأسير عن محيطة الاجتماعي، وحرمانه من الاستقرار المكاني الضروري لخلق حالة ممكنة من الاستقرار النفسي.

    ب. ينقل الأسير المصنف ساقاف إلى مكان بعيد عن المنطقة السكنية لأهله وهو الأمر الذي يضيف مزيد من الصعوبات والعقبات أمام زيارة الأهل له هذا إن سمح له بالزيارة أصلًا.

    ج. يتم تحديد السجون التي يمكن لها استقبال الأسير المصنف ساقاف والسجون المركزية ذات الإجراءات الأمنية المشددة والهستيرية.

    د. التشويش على مجمل نشاطاته الحياتية من ممارسة الرياضة وحتى الدراسة الجامعية.

    هـ. يتم نقل الأسرى المصنفين ساقاف دوريًا من خلال زنازين متحركة داخل شاحنات النقل الحديدية (البوسطة) وذلك عبر تقيدهم المزدوج بقيدين في الأيدي وقيدين في الأقدام وقيد ثالث يربط بين كل تلك القيود، بحيث تستحيل حركة الأسير داخل الزنزانة الأمر الذي يعرضه إلى الجراح والآلام التي تستمر لأيام طويلة بعد كل عميلة نقل.

    و. تتعرض الغرفة التي يسكن بها الأسير المصنف ساقاف إلى اقتحامات ليلية بهدف الفحص الأمني أو التفتيش العقابي الذي يحول الغرفة إلى ركام وحطام يحتاج إعادة ترتيبها إلى أيام طويلة.

    نهايةً في هذا البند كان قرار الأسرى بحق هذا الإجراء الرد الكامل عبر رفض أسرى الساقاف الدخول للسجون التي ينقلون إليها غصبًا واعتصامهم في زنازين السجن بهدف تعطيل قرار السجان وتفعيل ضغط وتشويش على رغبته في نقل الأسرى.

    بالنسبة لعدد أسرى الساقاف هو ما يقارب 100 أسير على صعيد الحركة الأسيرة كلهم متواجدين في السجون المركزية، ونصيب حركة الجهاد الإسلامي حوالي 40 أسيرًا، 30 أسير حماس، وعشرات الأسرى عند فتح، وعدد قليل عند الشعبية والديمقراطية من 2 إلى 5 أسرى فقط.

    3. الفورة:

    حينما قال الشاعر الكبير محمود درويش قصيدته الشهيرة (على هذه الأرض) لم ينسَ أن يذكر ساعة الشمس في السجن كسبب كافي للرغبة في الحياة على هذه الأرض.

    والخروج لساحة السجن هو ما نقصده بمصطلح الفورة، الفورة هي الساحة التي يمكن للأسرى الخروج إليها من زنازينهم التي يتواجدون فيها لساعات طويلة وذلك لرؤية بقايا السماء المقطعة عبر أسلاك السجن الحديدية والإستدفاء بما يصلهم من أشعةٍ الشمس ولتنفس الهواء خارج الغرف التي تحتوي في معظم السجون على المرحاض والحمام والبلاطة الكهربائية بهدف استصلاح الطعام، وهذه ضرورة للعشرات من الأسرى الذين يعانون من جملة وحزمة من الأمراض بجسد واحد من (ارتفاع الضغط إلى اضطراب السكر إلى الأزمات التنفسية والجيوب الأنفية) عدا عن العشرات ممن يعانون من أمراض مزمنة الكثير منهم يخفيها عن أهاليهم خوفًا على مشاعرهم، والعشرات معروفون بأسمائهم وطبيعة أمراضهم لدى الإعلام، وفي ساحة السجن أيضًا مكان التقاء الإخوة المفرقين عن بعضهم غصبًا واجتماع الأصحاب أبناء البلد الواحد أو أصحاب الزمالة التنظيمية أو الجامعية، وهي مكان النشاط الاجتماعي لزملاء الأسر الطويل على مدار السنوات، وفي الساحة وحدها يمكن للأسرى أداء الصلاة الجماعية والجلوس إلى المحاضرات الجامعية أو الجلسات الثقافية والتنظيمية.

    في الساحة كل النشاط الممكن للأسير أدائه والذي يُمنح الأسرى إمكانية الصمود والبقاء ويحافظ على تعريفهم التنظيمي الجامع.

    أما عن عدد الساعات التي يمكن للأسير قضائها فهي محدودة ومتفاوتة ولكن الأسرى نجحوا عبر السنوات بتوسيعها وضمان ثباتها لتتيح لهم الالتقاء ببعضهم البعض وذلك نتيجة نضالات وتضحيات طويلة أثمنها كان أرواح مئات الشهداء من الحركة الأسيرة وليس أقلها أطنان اللحم البشري التي ذابت في إضرابات الحركٍة الأسيرة الطويلة، ذلك عدا عن أن هجمة السجان الأخيرة على الفورة بهدف تقليص ساعاتها ومنع لقاء الأسرى بعضهم ببعض فيها يمثل إعلان حرب السجان على الأسرى والتي لم تبدأ بعد التحرر من نفق جلبوع لكنها تصاعدت وبشكل مجنون ووتيرة عالية بعد عملية النفق، إن المساس بساعة الفورة يمثل للأسرى سببًا كافيًا لخوض كل النضالات وبذل كل التضحيات على قاعدة رفضهم التسليم بقرارات السجان التعسفية وتوجهاته لإلقاء خيبته وفشله على جسد الأسرى والحركة الأسيرة المنهك ولكن الصلب والمقاوم، وكأن الأسرى يقولون جميعًا وبصوت واحد لن يمروا ولو على أجسادنا لن يمروا.

    4. نقل المؤبدات:

    كان الأسرى الستة المتحررون من نفق الحرية يتقاسمون عدة قواسم مشتركة من أهمها: أنهم محكمون بالمؤبد، وأنهم أصحاب تعريف ساقاف أي احتمال عالي للهرب ولا عجب في ذلك، فالمؤبد هو حُكمً بطيء بالإعدام وهو مشنقة معلقة على حبال الزمن لأكثر من 550 أسير فلسطيني يمثلون غرة الحركة الأسيرة وشرفها وقادته، وهم الأكثر عرضة لهجمات السجان واعتداءاته وعقباته مُنذ عشرات السنوات من الإهمال الطبي القاتل إلى الضرب والاعتداء الجسدي إلى التعذيب النفسي وحتى منع الزيارات وحرمانهم من كل إمكانية للقاء الأهل أو التواصل مع العالم الخارجي.

    وكان الأسرى المحكومون بالمؤبد عنوان قرار آخر من القرارات العقابية الأخيرة بحق الحركة الأسيرة إثر نفق الحرية بحيث يريد السجان التعامل معهم كأسرى ساقاف أي ما يترتب على ذلك من فرض نقل دوري وإجباري للأسرى المؤبدات من الغرف والأقسام إلى غرف وأقسام أخرى، وإلى سجون جديدة كل سنتين وهو ما يهدد استقرارهم النفسي والاجتماعي ويضرب عصب حياتهم وأسباب صمودهم، ويعرضهم للخطر الشديد على حياتهم.

    وقد قرر الأسرى في انتفاضتهم الحالية على السجان رفض هذا الإجراء رفضًا مطلقًا وعدم التعاطي معه لما يمثله من المساس بكرامة العيش وإمكانية الصمود بالسجون الصهيونية الموحشة والمظلمة والقاتلة.

    5. من العناوين الأولى التي تتصدر اهتمامات الأسرى والمتضامنين معهم في الخارج هو عنوان الأسرى المرضى:

    والأسرى المرضى: هو عنوان كبير وهو مكرر حتى اعتياد موقعه في نشرات الأخبار وعناوين الصحف لكن معناه يختزن تفاصيل العذاب كلها:

    فمصطلح الأسرى المرضى يعني: أن هناك أكثر من 550 أسير مريض مصابون بأمراض موثقة ومشخصة مثل (السرطان، التهابات الكبد بأنواعها، التهابات الأمعاء، الشلل الكامل أو النصفي، أمراض القلب، والكلى، والسكري، والضغط، فقدان السمع، والبصر، أو كلاهما معًا).

    مصطلح الأسرى المرضى يعني: أن هناك العشرات من الأسرى الذين يخفون أوجاعهم وأمراضهم عن زوجاتهم وأمهاتهم، يتوجعون بصمت ويموتون موت الشموع على أن لا تبكيهم أمهاتهم أو يتوجعن بآلامهم.

    الأسرى المرضى يعني: أن هناك المئات من الأسرى يعانون من التهابات الرئوية والجيوب الأنفية وضيق التنفس (يعيشون لأكثر من 20 ساعة يوميًا في غرفة مغلقة ومكتظة ورطبة وصدئة، ويضطرون إلى استنشاق روائح الزيوت وطهي الطعام داخل الزنازين، فالسجان يحاول منعهم من الخروج إلى ساحة السجن يوميًا).

    الأسرى المرضى يعني: أنك تحتاج كأسير إلى إتقان اللغة العبرية محادثة وكتابتة، إلى اعتياد رحلة العذاب (البوسطة)، والتنقل لأشهر طويلة بين معابر السجون حتى تحظي بتشخيص متأخر للمرض المستفحل.

    الأسرى المرضى يعني: أن هناك أكثر من مائة حبة دواء في المعدل تدخل أسبوعيًا في كل غرفة من غرف الأسرى.

    الأسرى المرضى يعني: أن بقاء أكثر من ألف أسير داخل السجن ولمدد تتجاوز الخمسة عشر عامًا متواصلة بالمعدل، وفي ظروف إرهاب واستضعاف وملاحقة وتعذيب نفسي وكبت جسدي، كلها أسباب كافية للقتل المباشر وللإصابة بأسوأ الأمراض.

    الأسرى المرضى يعني: أن الحركة الأسيرة تشيخ مع مرور الأيام وانعدام نوافذ الفرج وصفقات التحرر.

    الأسرى المرضى هم: معتصم رداد، ناصر أبو حميد، خالد الشاويش، ناهض الأقرع، علاء الكرد، يسرى المصري، علاء الهمص، والعشرات العشرات من المأسورين في سجن الرملة المتنكر باسم المشفى زورًا وبهتانًا.

    6. في واحدة من أهم مشاهد انتفاضة الحركة الأسيرة المستمرة أعلن الأسرى الإداريون مقاطعة المحاكم العسكرية الاحتلالية الصورية، والسؤال الكبير لماذا الآن؟ لماذا الآن؟

    مع نشأة الكيان الصهيوني الوَلِيد ورثت منظومته القضائية أسوأ ما في اللوائح القانونية البائدة للانتداب البريطاني ومنها قانون الطوارئ بأحكامه التعسفية وقد طبق دولة الاحتلال تلك القوانين على الشعب الفلسطيني مُنذ احتلال فلسطين عام 1948م وحتى اليوم، وسياسة الاعتقال أو أداة الاعتقال الإداري واحدة من الأحكام التي ينظمها قانون الطوارئ المذكور، وهي أداة استخدمت بحق الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين على مدار سنوات الاحتلال، الجديد الآن هو شروع الكنيست الصهيوني لإقرار قانون خاص بالاعتقال الإداري بحيث يخرج عن دائرة الأحكام الطوارئ وهو ما يسهل على سلطات الاحتلال الإمعان في استخدام هذه الوسيلة بصورة أشمل بحق أبناء الشعب الفلسطيني ويكسر إرادة الأسرى المضربين عن الطعام رفضًا للاعتقال الإداري مُنذ أكثر من عقد وحتى اليوم.

    وذلك لا يعني أن الاحتلال يجد صعوبة في استخدام تلك الأداة فالعكس هو الصحيح وأسألوا أهالي أسرى عوفر والنقب ومجدو من الأسرى الإداريين ليخبرونكم؟

    وللاعتقال الإداري سمات ومحددات تجعله وسيلة بشعة من وسائل الضبط والسيطرة والعقاب الاحتلالية فهو أداةً بيد ضباط الشاباك يستخدمونها وفق أهوائهم ومزاجهم النفسي المضطرب ووفق تقييماتهم الغير أمينة بحق النشطاء والشباب الفلسطيني بشكل عام.

    والاعتقال الإداري بالمختصر أشبه بحكم مؤبد مقسط على فترات سداد لا متناهية، فهناك من ابتدأ رحلته في الاعتقال الإداري مُنذ السنوات الأولى للاحتلال وحتى اليوم ليكون حصاد سنوات اعتقاله إداريًا لفترات تتجاوز العشرين عام، والمرحوم عمر البرغوثي خير شاهد وشهيد على ذلك.

    أكثر المستهدفين من الاعتقال الإداري هم الأسرى المحررون وكبار السن وذو المكانة الاجتماعية أو الصفة القيادية والذين يئس الاحتلال من إمكان إدانتهم بأي دليل أو قرينة مقبولة حتى ولو على المحاكم العسكرية الصورية، لذلك يستخدم الاحتلال الاعتقال الإداري كأداة عقابية وكوسيلة إقصاء لأولئك النشطاء والكوادر والوجوه الاجتماعية وبالتالي يعتقد ضباط الشاباك أنهم بامتلاكهم أداة الاعتقال الإداري فإنهم يملكون أعمار الفلسطينيين ومصائرهم وأسباب رزقهم.

    والمعتقل الإداري يعيش ظروفًا قاهرةً في السجن، على الرغم من أن القانون الخاص بالمعتقلين الإداريين يسمح لهم بظروف اعتقاليه (أقل سوءًا وجحيميه من الظروف الاعتقالية لباقي الأسرى الفلسطينيين إلا أن العكس هو ما يحصل بحقهم).

    فالأسرى الإداريون يتواجدون في سجون بعيدة عن المحاكم في أكثر الأحيان، ويخرجون للمحاكم الصورية كل ثلاث أو أربع أو ست أشهر مرتان في كل تمديد في رحلة تستمر في حدها الأدنى ثلاثة أيام وفي حدها الأقصى أسبوعًا كاملًا؛ ولكم أن تتخيلوا شيخًا في الستين أو السبعين من عمره وقد قضى عشرين عامًا أو أكثر معتقلًا إداريًا على فترات وهو ينقل كل ثلاث شهور بين سجن مجدو وجلبوع وسلمون وحرمون في الشمال ثم الدامون ثم نزولًا إلى عتليت ثم هداريم وبيتح تكفا والرملة لينام هناك ليلًة ثم يعرض على المحاكم لخمس دقائق لا أكثر ويعود في اليوم الثالث أدراجه في تلك الرحلة التي تستمر لأكثر من اثنا عشر ساعًة متواصلة في شاحنة نقلًا حديديٍة أشبه بصندوق متحرك للعذاب.

    لذلك كله سئم الفلسطينيون من هذه اللعبة الاستعمارية وانتفضوا ضدها بعدة أشكال بدءًا بالإضرابات الفردية التي أطلقت شراراتها مع إضراب الشيخ خضر عدنان أواخر العام 2011م، ولم تنتهِ مع إضراب الأسير هشام أبو هواش الأخير، كما خاض الأسرى إضرابًا جماعيًا ضد سياسة الاعتقال الإداري عام 2014م، وكان آخر نضالاتهم الحملة الحالية لمقاطعة المحاكم الصورية للاحتلال والمستمرة مُنذ حوالي شهرين كجزء من انتفاضة الأسرى المعلنة ضد السجان والمشهرة في وجه الاحتلال الصهيوني المتفشي في عروق الفلسطينيين وفي الجسد الفلسطيني وفي مفاصل حلم الأجيال المتعاقبة لأقدم شعٍب محتٍل على وجه الأرض، وكأن الأسرى جميعًا يرفعون شعار انتفاضة الأسرى انتفاضة الشعب الأسير.

    إخوانكم

    خلية الإعلام في لجنة الطوارئ العليا

    للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني.

    24/02/2022Ù…


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية