Error loading files/news_images/معركة سيف القدس.png مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عام على معركة سيف القدس من الصمود إلى النهوض

    آخر تحديث: الأحد، 27 مارس 2022 ، 09:06 ص

    ✍️ بقلم الأسير: القسطل مجاهد

    🔗 سجن رامون الصحراوي 🔗

    شعب يرزح تحت الاحتلال ويسعى لتحرير نفسه ووطنه، لا يمكنه أن يتخلى عن فعل الصمود وثقافته، غير أن الصمود وحده، والذي يخدم إدارة الصراع، لا يكفي لتحقيق الهدف من الصراع، وإن كان وجوده شرطًا ضروريًا لذلك.

    فالشعب الفلسطيني يحتاج إلى تضافر شرط ضروري آخر إلى جانب شرط الصمود حتى يكفيا لتحقيق أهدافه الوطنية الكبرى، وهذا الشرط هو شرط النهوض.

    فالوضع الفلسطيني لا يصح له أن يستمر كما كان عليه منذ عقود، من صمود وإدارة صراع لا تنتهي، وإنما يوجب على جميع الفاعلين في الساحة الفلسطينية التحول من إدارة الصراع إلى حسم الصراع، وهذا يتطلب تغييرًا نوعيًا في عقلية الفلسطيني ونفسيته وطرق تفكيره، وإدخال تعديلات على بعض المفاهيم الوطنية وأساليبه النضالية، وبالتالي على الأداء الفلسطيني الذي عماده الفاعلية والكفاءة التي تخلق حقائق ووقائع على الأرض باتجاه تحقيق الهدف الفلسطيني المرحلي.

    وقدرات الشعب الفلسطيني المتصاعدة التي أثبتها أداء الكل الفلسطيني في معركة سيف القدس الأخيرة تجعل الأمل قويًا والهدف ممكنًا وواقعيًا.

    وإن أول تعديل يتطلبه التحول من إدارة الصراع إلى حسمه، ويجب إدخاله على مفاهيم الفلسطيني وأساليبه النضالية، هو الانتقال الواعي من مستوى الصمود إلى مستوى النهوض، غير أن الأداء الفلسطيني لا يمكنه أن يحُسِن فعل النهوض مالم يتقن فعل الصمود أولًا.

    غير أنه ينبغي التذكر دومًا أن الصمود وحده يبقى خيار الطرف الأضعف في معادلة الصراع، ويُبقيه في موقف المتلقي السلبي، ومن يريد أن يُبقي الشعب الفلسطيني في مستوى الصمود فقط، فهو وإن حُسنت نيته يحكم عليه أن يبقى ضعيفًا، والضعيف لا يمكن له أن يجلب لشعبه نصر إستراتيجيًا، ولا أن يحقق هدفًا نوعيًا.

    وهذا ما يفسر إلحاحية الانتقال من الصمود إلى مستوى النهوض ويكسبه أهميته القصوى.

    فإن كان الصمود هدفه البقاء والثبات والعصامية، وهذا يخدم مرحلة إدارة الصراع، فإن النهوض هدفه التحرير والاستقلال والدولة السيادية، وهذا يخدم بلا شك استراتيجية حسم الصراع.

    والصمود كالقاعدة التي يقام عليها البناء، وكما لا بناء بلا قاعدة، فكذلك لا نهوض من غير صمود، فالأول شرط للثاني، وهما معًا يخدمان استراتيجية حسم الصراع، ويكفيان لإنجاز هدف التحرير.

    فالصمود كمفهوم في الحالة الفلسطينية، تبعًا لدلالات المفردة، تعنى التمسك بالثوابت والأهداف الوطنية، والاعتماد على الذات للإكتفاء، والرسوخ في أرض الوطن، وعدم الإنكسار، أو الخضوع لإدارة المحتل، كالهجرة من الوطن، أو هجْر الأرض أو التسليم بوجوده أو التطبيع معه، ولا صمود إلا أن يسكنك الهم الوطني أولًا وقبل كل شيء.

    ويعني أيضًا حجز الفلسطيني عن الوقوع في مستنقع اليأس ليبقى فوق مستوى سطح اليأس؛ فاليأس (وهو سعي مبطن لكافة سياسات الاحتلال تجاه الفلسطيني) يقود لا محالة إما إلى توفير الذات كالسقوط في العمالة، أو إدمان المخدرات أو الانتحار أو الهجرة، وإما إلى الخضوع والاستسلام الكامل لإدارة المحتل وسياساته والتعايش معها بطبيعية، ولربما إنحطاط المستوى تسفيه من يقارع الاحتلال ويناهضه والتنديد به بأقذع الشتائم والتهم سلبية.

    ولكي يبقى الفلسطيني في فضاء الأمل وجوه ينبغي حقنه بإبر من أعمال الأمل على نحو قتال، ولو كانت متباعدة (في حدها الأدنى) وبخط تصاعدي، بحيث يقتنع معها الفلسطيني أنه حقًا مع استمرار العمل الجاد والمنظم سيصل الشعب إلى تحقيق أهدافه وتطلعاته.

    وهذا يتأتى على شكل انتصارات ونجاحات صغيرة وكبيرة، فردية أو جماعية يحققها أبناء مجتمع الصمود في كافة المستويات والمجالات: العلمية، الثقافية، الكفاحية، الريادية، الاجتماعية... إلخ، ثم تعظيمها بمفاعيلها عبر تعميم وهجها الإعلامي بعيدًا عن الحسد والحساسيات الفصائلية أو الفردية، فالمصب واحد والمصير مشترك.

    والمتتبع لسلوك الاحتلال يعلم حق العلم أنه حريص كل الحرص على تتبع وترصد أي بريق أمل، ولو كان بعيدًا، ومهما كان ضئيلًا عند الشعب الفلسطيني المنبعث من تلك النجاحات والإبداعات والانتصارات لكي يغتاله وهو في بداياته، كيلا يكبر هذا الأمل ويتعاظم ويكبر معه تقدير الفلسطيني لذاته، وثقته بنفسه وبشعبه، واعتزازه بهويته وانتمائه؛ لأن هذا بحد ذاته من منظور الاحتلال يشكل تهديدًا إستراتيجيًا لسيطرته ولمستقبل مشروعه الاستيطاني برمته.

    فلا غرو إذ أن يصر أفراد مجتمع الصمود، ويحرصوا أشد الحرص على تتالي النجاحات والانتصارات والإبداعات الفردية والجماعية بينهم وتعظيم وجهها ومفاعيلها، لا أن يقزم أي طرف نجاحات الطرف الآخر ويكد على إطفاء وجهها وإلغاء مفاعيلها، لأن من النجاحات تنبعث دومًا إشعاعات تغذي في عروق الفلسطيني، إلى جانب الأمل، تقديره الذاتي الفردي (إيجابية النظرة لنفسه ولقدرته) وتقديره الذاتي الجمعي (تنامي نظرته الإيجابية لشعبه)، ويصرون أيضًا على تعزيزها بتبادلهم رفع تقرير الذات لبعضهم، كأن يكيل أحدهم للآخر المديح والثناء عند أدنى نجاح يحققه، لا أن يحسده ويقزم إنجازه، والأهم أن يجبُر خاطره قولًا وفعلًا عند أي إخفاق له مهما كان كبيرًا، لا أن يسارع في تهديمها بالشماتة والسخرية!!. وهنا يتجسد التضامن النفسي الرافد للتضامن الاجتماعي في مجتمع الصمود.

    إذ إن الأمل وتقدير الذات والثقة بالنفس والتضامن هي من ثمار الصمود المتقن، والرافعة القوية لفعل النهوض، وحيث إن المبادرة والفاعلية والإنجاز والإندفاع نحو الهدف هي من دلالات حالة النهوض وإفرازاته.

    فلا عجب أن نرى الاحتلال يصر هو الآخر على استمرار استهدافه العنيف الذي لا يرحم، تقدير الفلسطيني لذاته وثقته بنفسه وآماله التحررية، بلا توقف أو كلل.

    لذلك فإنه على الفلسطيني أن يضع كل الإهانات والإذلالات والمرارات التي يتجرعها ليلًا ونهارًا على الحواجز والمعابر والمداهمات الليلية وغيرها؛ وكذلك مظاهر الاستعباد والاستغلال في التشغيل في إطار تدمير استباقي لقابلية الفلسطيني لفعل النهوض، بمعني تحطيم داخله بالكامل من إنسانيته ليبقى جثة هامدة وإن رأيته يمشى.

    وأفعال الصمود موجهة نحو الداخل الفلسطيني، فحين يزاول الإنسان فعل الصمود نحو نفسه يكون صامدًا بذاته، وعندما يزاوله نحو الآخر يكون صامدًا لغيره، فالصمود إذًا يكون متقنًا إذا ما كان نحو الذات والغير، عندها يصبح الصمود الصخرة التي عليها تتكسر كافة مشاريع الاحتلال.

    وستتميز الساحة الفلسطينية بأهم معلم وأسمى ثمرة من معالم الصمود وثماره وهو التضامن الاجتماعي أو التآزر المجتمعي، إذ أنه متى اهتم كل واحد أو كل بلدة أو محافظة أو حمولة أو فصيل بنفسه فقط، ولا يتآزرون مع الآخرين ولا يتناصرون أو يتساعدون، فإن الشعوب بألم الآخر والتداعي له سيكون أولى الضحايا.

    لكن بإتقان الصمود وشيوع التضامن سيجترح الشعب الفلسطيني مكاسب ونجاحات بأقل الخسائر إذا ما توفرت له قيادة وطنية على مستوى الوطن والشعب والقضية.

    غير إن الاحتلال يجتهد دومًا لأن يستبق الفلسطينيين وقياداته بخطوة واحدة من خلال تقويض إمكانية الوصول إلى إتقان الصمود، وحالة تضامن شاملة عبر السماح بتفشي جرائم القتل دون رادع في الداخل الفلسطيني، وتقطيع أوصال الضفة الغربية إلى مناطق ومصالح ومنافع وقيادات بحيث كل منطقة تهتم فقط بنفسها، فلا غرابة إذا ما ستشهد شاب في مدينة أو مخيم ما أن الإضراب الاحتجاجي لا نراه إلا في المدينة نفسها أو ذلك المخيم، وكأن الجريمة بالنسبة لباقي المناطق لا يعنيها البتة.

    لذلك فمن حقنا أن نتساءل: إلى أي مدى اتقن الشعب الفلسطيني بقياداته وفصائله وأفراده التضامن المجتمعي وفعل الصمود بكل مستوياته أو أبعاده؟؟

    ما سأسوقه هنا هو غيض من فيض الأمثلة على امتداد الساحة الفلسطينية وأترك للقارئ الحق في استخلاص الحكم والرأي.

    -      فالفلاح، صموده أن يرسخ في أرضه ويترزق منها، وإذا أنت لم تقتني من محاصيله ولم تعمل على إقناع غيرك الاقتناء منها، فإنك لم تقم بفعل الصمود نحوه، فلا يطالبه أحد بالصمود لغيره، وكذلك الحال مع منتوجات المزارع من بيضه البلدي، أو ألبان ماشيته أو مجففات ثماره، وما شابه.

    -      وصمود المرأة المطلقة أو الأرملة، عفافها ورعاية أطفالها بمسؤولية وأمانة، وفعل صمودك نحوها هو أن تسعى لها باحثًا عن فرصة ثانية في تشكيل أسرة مجددًا، لا أن يتم تركها لأمراض المجتمع وعسفه نحو المرأة، أو تتركها وحيدة تواجه عضات الزمان.

    فإذا كان لمجتمع الاحتلال، رغم ليبراليته ورخائه، جمعيات تطوعية مهمتها الوحيدة التعريف والجمع بين مثل هذه الشرائح من النساء وأزواج جدد في فرصة جديدة، أو ليس مجتمع الصمود أولى وأحرى؟؟!.

    -      وإتقان فعل الصمود نحو زوجة الأسير، لا أن تسعى لتوفير الحد الأدنى لها من الحياة الكريمة فحسب، وإنما أن تطلق سراح أسيرها والد أبنائها، لا أن يبقى مغيبًا في السجون عشرات السنين، وأن تشعر وتقتنع أن سعيك ومحاولاتك لاستعادته جاده لا تتوقف.

    -      والميزان نفسه على اللاجئ والنازح، وعلى النقب المهدد، والبيت المهدوم، والأغوار، ومسافر يطا Ùˆ...ØŒ فإتقان الصمود شرط الانتقال للنهوض (الذي سنخصص له مقاله منفردة).

    27/03/2022

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية