Error loading files/news_images/الأسير الجريح أيمن الكرد.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير أَيمن الكُرد.. حكايةُ شموخٍ وأَلم مستَمر

    آخر تحديث: السبت، 09 إبريل 2022 ، 10:43 ص

    ✍️ بقلم الأسير المجاهد/ أنور عليان

    🔗 سجن النقب الصحراوي 🔗

    أيمن حسن محمد الكرد شاب فلسطيني ممتلئ وسامة في منتصف العشرينات من عمره؛ أبصرَ النور في بلدة العيزرية من ضواحي القدس بتاريخ 14/05/1996م وتعلّم في مدارسها حتى الصف العاشر ثم انتقَل للسّكن في كفر عقب المتاخمة لبلدته، تربّى في مناخ عائلي مشبع بالتديُّن والانتماء للوطن بحرارة، ويأتي ترتيبه الرابع بين أسرته المكوّنة من ستة أنفار.

    كان بإمكانه أن يعيش حياة ورديّة ويستمتع في رغد العيش كباقي بني البشر لكنه شقّ طريقه في الحياة مختارًا طريق الجهاد والمقاومة، فقد أفرط في حُبّ فلسطين والقدس وتنسّم عبق هوائها الروحاني وعشق ترابها المقّدس حتى النشوة، وكان شاهدًا حيًّا على تغوُّل الاحتلال وبطشه وتنكيله بالمقدسّيين دون مراعاة لطفل أو امرأة أو كهل أو معاق أو حرمة مقدسات، حتى بات المسجد الأقصى المبارك مرتًعا وتجوالًا وتدنيسًا لقطعان المستوطنين الدخلاء الذين يتغذون بأيديولوجيا الحقد والكراهية لكلّ ما هو عربي ومسلم ويحملونها في جيناتهم.

    ولّما اشتدّ عُود أيمن زاد تأثّره وغيرته على ما يفعله أراذل الأرض بالشعب الفلسطيني والمقدسات العربية والإسلامية، فلم ينتظر جيوش العرب الجرّارة ولا أصحاب الشعارات البرّاقة للدفاع عن دُرّة تاج المسلمين فانتفضت روحه الوثابة وأُضرِمَ الشوق في نفسه استعدادًا للقاء ربه راضيًا مرضيًا دون أن يخشى الاحتلال وجبروته، وحسم قراره المصيري في تاريخ 19/09/2016م مندفعًا كالبركان عند باب السّاهرة في القدس صارخًا الله أكبر ومستلًا سكّينه المسنون طارحًا جنديًا ومجنّدة صهيونيين أرضًا وهما مثخنين بالجراح بعد أن نجح بتسديد ضربات موجعة إليهما، وانهمر كالمطر صليات من الرصاص المميت عبر فوهّات بنادق جنود الاحتلال من مسافة قصيرة في أقلّ من رمشةَ عين لتخترق 12 رصاصة جَسده الغض بعضها استقرّ في ظهره مما أدّى إلى إصابته بشلل نصفي، في محاولة عن سبق إصرار لاغتياله، وتركوه ينزف على الأرض وهو مغشيًّا عليه فترةً طويلة للتأكد من استشهاده، لكن شاءت إرادة الله أن يُبتلى بالجراح ومحنه السجن.

    فوحشيتهم ليس لها حدود، وكُل ما هو فلسطيني تحت مرمي نيرانهم على مدار السّاعة، وما يُدلّل على بشاعة الاحتلال تصرُّفهم معه بعنف وهو فاقد للوعي ومشلول القدرة على الحركة وتكبيلهم يديه ورجليه بالسلاسل الحديدية والتحقيق معه وهو على سرير المرض في مستشفى هداسا عين كارم، فهذا ديدنهم لا يقيمون وزنًا لاتفاقيات جنيف الأربع والبرتوكولين الإضافيين التي تدعو إلى الحماية الواجبة للأسرى الجرحى والمرضى، وعدم تعريضهم للتعذيب البدني أو المعاملة الفظّة والمذلة، وتقديم العناية الطبيَّة اللازمة لهم بأسرع وأكمل ما يمكن، واعتبار التعذيب لغاية الحصول على معلومات أكثرها قبحًا وخطورة وانتهاكًا صارخًا لكرامة الإنسان ويؤدي إلى إصابته بمعاناة خطيرة.

    فلا قيمة للأغيار (غير اليهود) حسب تعاليمهم التلمودية العنصرية، ولا يهمُّ مرارة مصيرهم سواء قاموا بعمل مقاوم أو لم يقوموا بذلك.

    فوالد أيمن الذي يعمل في حرفة النجارة طاله عقاب الاحتلال بحرمانه من مصدر رزقه الوحيد إمعانًا منهم في تدمير مستقبل عائلة بأكملها.

    وللأسف لم تأخذ وسائل الإعلام العربية المنشغلة بالترويج للتطبيع مع الاحتلال واختلاق عدو وهمي دورها الحقيقي والمسؤول لقضية أيمن الإنسانية والذي يعيش حاليًا على كرسيّ متحرك بمؤازرة من أقرانه الأسرى، وفي محاولة جّادة من الاحتلال للقضاء على شبابه النضر وقتله بصمت حكم عليه جهاز تشريع الجرائم ضد الإنسانية بموجب قانون الغاب بالسجن لمدة 35 عامًا في ظلّ غياب مطلق للعدالة وبروز لغة القوة والبلطجة الصهيونية، وهي ذات المنظومة القضائية التي تكافئ مصّاصي الدماء وسفّاحي القرنين العشرين والواحد وعشرين على جرائمهم، وتعطيهم الحصانة القانونية، ويتَلقون الدعم المالي بشكل منتظم من الجهاز السياسي الحاكم في دولة الاحتلال كما حصل مع مرتكبي مجزرة كفر قاسم عام 1956م بالحكم على الضابط (شدمي) الذي أمر بإبادة 49 طفلًا وكهلًا وإمرأة بدفع غرامة "قرش واحد" فقط وتتويج جنوده بالأوسمة تحفيزًا لهم على إعدام الفلسطينيين وتصفية وجودهم على الأرض، وهو نهج مُتبّع عندهم منذ احتلال فلسطين.

    لقد أثبت أيمن قدرته على التعامل مع تحدّيات السجن ونوبات الألم متسلحًا بالعلم الشرعي دون أن تفتر لهُ همّة أو تلين له عزيمة أو يقهره المرض أو يهزم روحه السجان وجبروته، مستلهمًا صبره من صبر أيوب عليه السلام، يتضّرع إلى الله في جوف الليل وأطراف النهار رافعًا أكفه إلى السماء كي يكشف عنه ضُرّ المرض ونكبة السجن ليستعيد عافيته فهو أعز أمانيه وأكبر آماله، فالعلاج والحرية هما الدرع الوحيد الذي سيحمي جسده من أيّ انتكاسة صحيّة لا قدّر الله. ومازال هناك بصيص من الأمل لعلاجه فعصب قدمه اليسرى سليمًا بفضل الله.

    ستة أعوام مضتّ على أيمن وهو يكتوي بنار السجن ويُكابد آلام الجراح وما زالت روحه تنبض بحبّ فلسطين وعيونه ترنو إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، توّاقًا إلى الحرية لإكمال علاجه وتحقيق أمانيه وهو واثق بالله ومطمئنًا بأن مُقاومة تمتلك أوراق ضغط وقوة لا يمكن أن تنساه أو تنسى الأسرى المرض الذين تقطر قلوبنا دمًا عليهم من أمثال معتصم رداد وناصر أبو حميد وخالد الشاويش ورياض العمور ومنصور موقدة وإسراء الجعابيص وآخرون في صفقة وفاء أحرار ثانية بإذن الله.

    ونحن واثقون بأن أمثال هؤلاء الرجال الأشاوس هم أولى الأولويات بالنسبة للمقاومة التي أثبتت قدرتها على تحقيق انتصارات عظيمة وإنجاز صفقات تبادل سابقًا.

    كما مطلوب من شعبنا وأَمتنا العربية والإسلامية إبراز هذه القضية الوطنية والإنسانية من خلال حراك شعبي وتسليط الأضواء الإعلامية بما تلامس جوهر الجريمة ويرتقى إلى مستواها لإثارة الرأي العام ضد ما يتعرّض له الأسرى الفلسطينيين من حرب شاملة في جميع نواحي حياتهم في سجون الاحتلال، أمَّا الرهان على ما يُسمى بالمجتمع الدولي فأثبت عقمه وفشله فهو متواطئ بل شريك في الجريمة مع الاحتلال ولا يتحّرك إلا بما يخدم الاحتلال ومصالحه، ولا يفهم في احترام أحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني إلاُ حين يقع جندي احتلالي سفك دماء العشرات من الفلسطينيين في أسر المقاومة التي تسعى جاهدة لمقايضته بالإفراج عن أسراها التي تحتجزهم دولة الاحتلال كرهائن للانتقام.

    29/03/2022Ù…

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية