الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وعد الآخرة والجبهة الداخلية للكيان

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 يونيه 2022 ، 10:44 ص

    ✍️ بقلم: القسطل مجاهد

    "الإمبراطوريات تسقط، تسقط ببطء، وعبر التاريخ لم تسقط امبراطورية من الخارج قط قبل أن تسقط من الداخل.

    يقول رئيس حكومة الاحتلال بينيت: "هل الحكمة تجعلنا نعبر بدولتنا العقد الثامن بنجاح؟ أم سنفشل بسبب صراعاتنا الداخلية، القرار بأيدينا"، ويضيف: "الخطر الوجودي لنا ليس إيران، إنما تصدعاتنا الداخلية"، ومذكرًا بخراب الهيكل مرتين، وأن دولتهم السيادية في المرتين لم تعمر أكثر من 80 عامًا.

    وثمة آخر يصف وضع دولتهم بأنها تقبع على حصيرة فوق هوة سحيقة، وستبقى الدولة عصية على السقوط ما دامت خيوط الحصيرة متراصة ومتينة.

    وهذه الحصيرة تمثل المجتمع الصهيوني، وخيوطها تمثل تصدعاتهم وانقساماتهم الداخلية، فيوصي بأن تبقى هذه التصدعات تحت السيطرة كيلا تتسع المسافات بين الخيوط فتسقط الدولة ويفنى الحلم.

    "من فمك أدينك" فهذا اعتراف بأن داخلهم يضج بالتناقضات، وبعض خطوط تماسها تنذر بالانفجار من غير أي تدخل أجنبي، ومبشرة بنضجها للتدمير الذاتي، وتشكل دعوة حال للتغذية من الخارج.

    والدول المحنكة تستهدف دومًا تناقضات مجتمع العدو قبل غزوها من الخارج، إذ تدرك أن تناقضًا واحدًا داخليًا مشتعلًا انفع من ألف مدفع، وإذا ما تعذر وجوده تزرعه وترعاه، وتنتظر مترقبة نضجه لتحصده لصالحها، فكيف بكيان يطفح أصلًا بالتصدعات والانقسامات؟!

    فبالامكان إذن زرع آلاف المدافع بمجتمع العدو تضرب من الداخل أسوار حصونهم، وبأقل التكاليف، ولا يحتاج إلى إدراك أهمية هذه الجبهة وأولوياتها، وإلى موارد مالية وبشرية متخصصة ومتفرعة على طريق تحقيق وعد الآخرة (وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) [الإسراء:07].

    وليس هنا المكان لإحصاء تناقضاتهم الجمة، وإنما اكتفى بتسليط الضوء على أحد أخطر هذه التناقضات وكلها خطيرة، تناقض اليهود المتدينين (الحريديم) مع الدولة الصهيونية.

    فالحريديم على التضاد من المشروع الصهيوني أساسًا لدرجة أن فئة صغيرة منهم متحالفة علنًا مع أعداء الدولة (ناتوري كارتا) والحريديم يعدون حوالي 1.3 مليون نسمة، بنسبة 13% من مجمل سكان الكيان، ويتكاثرون بالتوالد بمستويات مهولة، لدرجة أن نسبة تلاميذهم حتى سن 18 عامًا تبلغ 29% من مجمل التلاميذ اليهود.

    ربع الحريديم يقطنون في القدس، وهم نصف يهود القدس حيث يقطنها 965 ألف نسمة منهم 375 ألف فلسطيني (2021)، والباقي موزعون على عدة مدن، اثنان منها بالضفة الغربية: موديعين عيليت، وبتيار عيليت.

    ويتكونون من ثلاث فرق رئيسية: الليطائيم، الحسيديم، والسفارديم، ويعكفون على تعلمن التوراه.

    الكيان الصهيوني منذ بدايته يجتهد لدمجهم في التعليم والعمل والجيش، غير أن رفضهم للانخراط في الجيش أشد؛ زاعمين أن التوراه هي التي تحمي أمة اليهود، والخطير أن 15% من المطلوب تجنيدهم للخدمة الإلزامية في سن 18 من الحريديم، وعدد الذين يتجندون منهم ضئيل وتنبذهم مجتمعاتهم.

    وشكل الجيش منهم كتيبة تسمى "نيتسح يهودا" الأكثر تنكيلًا بالسكان، والدولة لم تكل يومًا في التحايل عليهم بالترغيب والترهيب لدمجهم بالرغم من أن الحريديم يرون علم الكيان مجرد قطعة قماش وكأي علم، وأحيانًا يفتخرون بإحراقه، وعلمهم الوحيد هو علم التوراه، وهم أصلًا يرون باليهود في فلسطين ضيوفًا حتى مجيء المخلص العادل، وعندما دخل المتطرف ابن غفير مدينة إلعاد الحريدية للتحريض على العرب في أعقاب عملية الساطور، طردوه قائلين: إن الحريديم لم يكونوا مرة ضد العرب، فليعد من حيث أتى (استرضاء للعرب ليتجنبوا عملياتهم).

    وبالتالي مهمة الإبقاء على عزلتهم وحيادهم واجب، وذاك بالسعي الذكي لتعزيز تمنعهم عن الخدمة العسكرية الإلزامية وإخبارهم أنهم ومدنهم سيكونون مستثنين من الاستهداف والتهديد ما داموا لا يخدمون بجيش الاحتلال، وإذا كان هناك بعض الاستهداف لمدنهم فلأن لهم مدينتين في الضفة، ولوجود كتيبة "نيتسح يهودا" المتسلطة ببربريتها وجرائمها على السكان في منطقة رام الله.

    ولأن جيش الاحتلال يعاني تناقض عدد المجندين للخدمة الإلزامية، فهو معني باستيعاب أكبر عدد من شباب الحريديم بالرغم من اصطدامه بجدار منيع من قبل قيادتهم.

    وكما دخلت الحركة الإسلامية في الداخل في سنوات الثمانينات في سباق مع جيش الاحتلال حول تجنيد شباب النقب البدو، حيث كان شبابهم يتجندون تطوعًا لا إلزامًا، ومن حوالي عقدين حسمت المعركة لصالحها، والقلة المتجندة منبوذة اجتماعيًا، فإنه ينبغي الآن أن يتجه السباق نحو شباب الحريديم.

    والتكنولوجيا الحديثة قد أزالت الحدود، وهتكت البيوت، واخترقت حصون كل بلد؛ فبات ممكنًا الوصول لكل أحد، فلا عذر بعد اليوم لأحد.

    22/06/2022Ù…

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية