الأسير مصطفى أبو عرة .. معاناة الأسر والمشفى

جنين - الحياة الجديدة - عاطف أبو الرب - مصطفى محمد أبو عرة 45 عاماً، من بلدة عقابا في محافظة طوباس، اعتقل مرات ومرات، عانى كغيره من ظلمات السجن، وظلم السجان، يقضي هذه الأيام فترة اعتقال إداري، عانى في الأشهر الماضية من وضع صحي نقل على إثره إلى المستشفى لتلقي العلاج. أبو عره سرب
رسالة وصف بها حالته، ومعاناته فترة علاجه، حيث المعاملة اللاإنسانية، وحيث الحرمان من كل الحقوق، حتى أنه اعتبر عودته للسجن فرجاً. أبو عره يقول أنه شعر بألم في صدره عدة أيام، وأن ممرض سجن مجدو اعتاد على إعطائه أقراص الأكامول، في أحيان أخرى اوبتالجين، وأضاف بعد أيام من المعاناة خرج للعيادة، فوصف له الطبيب علاجا للمعدة، وقال له عليك أن تأخذ العلاج طوال الوقت، التزم أبو عره بالعلاج، ولكن وضعه لم يتحسن، وعاد للعيادة مرة أخرى بعد أيام، وبعد الفحص، تبين أنه يعاني من مشاكل في القلب، حيث تم نقله مباشرة لمستشفى العفولة، بعد أن تبين من الفحص، وتخطيط القلب أنه في وضع يحتاج لنقل مباشر للمستشفى. وفي الرسالة التي وصلت من الأسير أبو عره
وصف ظروف اعتقاله في المستشفى، حيث يقول إنه بقي مقيدا بيده اليسرى، ورجله اليمنى إلى السرير، فيما يده اليمنى معلق بها كيس جلوكوز،
يحرسه ثلاثة من أفراد الشرطة المسلحين بالمسدسات. ويقول بفعل هذه القيود لم يكن بإمكانه أن ينام أو يتحرك، حيث انه إذا ما أراد أن ينام على جنبه الأيمن شده القيد في يده اليسرى، وإذا ما أراد أن ينام على جنبه الأيسر شده القيد من رجله اليسرى، هذا إلى جانب ما يقوم به الحراس من شد للقيود، بحجة التأكد
من متانتها، الأمر الذي يرافقه الكثير من الألم، والإزعاج، بفعل ما يقوم به حراسه في السجن. ويقول الأسير أبو عره في رسالته إن معاناته
لا تقف عند هذا الحد، بل وصل الأمر بالسجان رفض فك قيوده لتناول الطعام، ما حدا بالأسير أبو عرة إلى عدم تناول الطعام والعلاج وقد احتاج
الأمر نقاشاً بين الأطباء والممرضين وشرطة الاحتلال، حتى تمكن أبو عره من تناول الطعام، ومن ثم العلاج. أما الأمر الأكثر إيلاماً للأسير، والأكثر وحشية في سلوك السجان فكانت ساعة دخول الأسير أبو عره للحمام لقضاء حاجته والوضوء للصلاة، حيث قال أبو عره في رسالته أكثر من مرة لم يتمكن من الدخول للحمام بسبب إصرار أفراد الشرطة على عدم فك وتخفيف القيود في يديه. وقال في أكثر من مرة عدت دون أن أتمكن من الدخول للحمام، ومع ذلك لم يتراجع السجان، وبدل أن يسمحوا له بدخول الحمام بشكل يتماشى مع إنسانيته فإن أفراد شرطة الحراسة كانوا يتبادلون الضحكات، فيما يضغط الأسير على نفسه، ويعود لسريره في
غرفته، ويؤكد أنه في السجن يتعرض لامتهان وانتهاك لإنسانيته أكثر من وجوده في السجن. حتى ساعة دخوله لغرفة العمليات أبقى الأطباء عليه مقيداً من رجله، وخضع لعملية قسطرة في القلب وهو مقيد، وأعيد إلى غرفة العناية الخاصة، ليعاد تقييده من رجله ويده، ويبقى أياماً يعاني من ألم العملية، ويتلوى ويتألم أكثر لما
يلاقيه من سوء معاملة. ويعتبر أن ما تعرض له في العناية الخاصة كان بمثابة تعذيب، وامتهان وتعذيب، دون مراعاة لوضعه الصحي، حتى صار يتمنى أن يعود للسجن. أبو عره في أول زيارة له بعد العملية، اكتشف أن أحداً من عائلته لم يأت لزيارته، ليبلغه زملاء له أن والده توفاه الله، دون أن يتمكن من إلقاء نظرة
الوداع على والده. إذا شعر الإنسان أن زنزانة السجن  ويصح القول أوسع من غرفة المستشفى، وأن السجن أكثر حرية من غرفة العلاج.

(المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 3/3/2012)