الأسير إياد نصار..بدل أن يعالجوه قالوا له باستهزاء: أزل عينك وضع عيناً اصطناعية

قام محامي وزارة الأسرى نسيم أبو غوش بزيارة إلى الأسير المريض إياد محمد صالح نصار 31 عاما، سكان مدينة طولكرم، والمعتقل بتاريخ 20/8/2002 ومحكوم بالسجن 33 عاما ويقبع في سجن الرامون.
وأفاد المحامي أن الأسير إياد نصار يعاني منذ اعتقاله من آلامٍ في عينه اليسرى بدأت تنتقل إلى العين اليمنى مما هدده بفقدان بصره بالكامل، حيث بدأت الرؤية عنده تضعف وألم عينيه يتصاعد في ظل عدم تقديم العلاج الملائم له.
أطباء السجون الذين شخصوا الحالة لم يعطوه سوى قطرات هي عبارة عن دموع اصطناعية لم يستفد منها شيئاً، وجرى نقله إلى أكثر من عيادة ومستشفى صهيوني ولم يتلق أي علاج سوى تبديل نوع القطرات في الوقت الذي بدأ فيه بصره بالتراجع وحالته تزداد صعوبة.
وقال المحامي أن الأسير إياد لا يستطيع أن يفتح عينيه في الضوء ولا يستطيع أن يرى شيئاً، وبدل أن يتم تقديم العلاج له وتوقيف آلامه قال له أحد الأطباء في مستشفى أساف هروفيه الصهيوني وباستهزاء: أزل عينك وضع عيناً اصطناعية مكانها.
وأمام المماطلة في العلاج طلب الأسير إياد من أهله إدخال نظارة طبية له تعكس الضوء وكذلك إدخال الأدوية المناسبة بعد تشخيص مرضه على ضوء التقرير الطبي الذي عرض من قبل أهله على أحد الأطباء الفلسطينيين، ولكن إدارة السجون رفضت إدخال الأدوية والنظارة الطبية وكذلك رفضت طلبه إدخال طبيب من الخارج لمعاينته.
الأسير أبو نصار صار في رحلته النضالية على خطى شقيقه الشهيد صالح نصار الذي سقط خلال اجتياحات قوات الاحتلال لمحافظة طولكرم عام 2002، واعتقال شقيقته تهاني التي قضت عامين ونصف في سجون الاحتلال الصهيوني.
والدته المريضة لم تستطع زيارته منذ مدّة، وقد تدهورت حالتها الصحية في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ حيث تعاني من مرض الكلى، وهي لا تتمنى سوى أن ترى ولدها إياد وتطمئنه على صحتها وخاصة أنه قلق جداً عليها.
وعن واقع السجون يدعو الأسير إياد المؤسسات الحقوقية والإنسانية التركيز في اهتماماتها على الحالات المرضية التي تتعرّض لسياسة ممنهجة من الإهمال الطبي، إذ تتفاقم الأمراض في أجسام الأسرى المرضى وتصل إلى مرحلة حرجة بسبب عدم تقديم العلاج اللازم لها وفي الوقت المناسب.
ويقول أن الأسير المريض يستهتر الأطباء بصحته من خلال إعطائه المسكنات فقط التي تعتبر العلاج الدائم والسحري لكل الأمراض. وكذلك تعذيب الأسير المريض نفسياً وجسدياً من خلال نقله أكثر من مرّة إلى هذا المستشفى أو ذاك، وما تحمله رحلة النقل من مشاق وإرهاق وبدون أية نتيجة.
وناشد الأسير إياد بضرورة التحرك والعمل لإنقاذ الأسرى المرضى وخاصة المصابين بأمراض خبيثة وإعاقات والذين أصبحت حالتهم خطيرة، وتبنّي حملة إنسانية وقانونية للمطالبة بالإفراج عنهم فوراً.
وقد وصف مستشفى سجن الرملة، حيث مكث هناك أكثر من مرة وهو المستشفى الرئيس الذي ينقل إليه المرضى من كافة السجون، بعلبة السردين بسبب اكتظاظه نتيجة الحالات المرضية التي تصل إليه يومياً، وسوء الظروف المعيشية في هذا المستشفى إلى درجة أن العديد من المرضى بدؤوا يرفضون الذهاب إلى المستشفى بسبب قناعتهم أنه لا فائدة من ذلك، وتجنباً لاستفزازات قوات نحشون التي تنقل المرضى وتعتدي عليهم في تلك الرحلة الطويلة التي تستغرق حوالي 6 ساعات.
الأسير إياد نصار لا يريد أن يفقد بصره... يعشق الضوء والنهار... يريد أن يرى أمه وأخوته ووطنه واضحاً، وما زال صامداً في وجه عتمة السجن وعتمة المرض، يستعين بإرادته المشحونة بالشمس والأمل وبإيقاع الحياة والحرية.

(المصدر: شبكة فلسطين الإخبارية، 24/09/2012)