الاحتلال يُهمل علاج الأسير إبراهيم بسيسي من طولكرم

"المرض الذي لا يميتك يمكنك من الانتظار والاحتمال".. العبارة التي رددها طبيب عيادة سجن "الرملة" أمام الأسير زيد إبراهيم بسيسي (35 عاما) رغم إقراره بحاجته لإجراء عملية جراحية في قدمه ناجمة عن مضاعفات العيار الناري الذي أصيب به خلال اعتقاله وإهمال علاجه بشكل متعمد على مدار السنوات الماضية.
وخلال زيارة محامية نادي الأسير شيرين ناصر، للأسير بسيسي ممثل أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجن ريمون، أكد أن معاناته تتفاقم يوميا دون أدنى اهتمام من إدارة السجون التي حملها المسؤولية الكاملة عن تدهور حالته الصحية.

الإصابة والمضاعفات
والأسير بسيسي من سكان قرية رامين قضاء طولكرم ومعتقل منذ 9-12-2001، والمحكوم بالسجن المؤبد إضافة لـ55 عاما، قال للمحامية "إنه لدى اعتقاله أصيب بعيار ناري في قدمه اليسرى وكانت إصابته خطيرة نجم عنها تهتك في عظام قدمه"، مؤكدا أن حالته حاليا صعبة جدا وقدمه تؤلمه كون الإصابة فوق الركبة بسنتيمتر واحد وهناك تهتك كامل بالعظم.
وأضاف الأسير أن "تأخيرا وإهمالا كان في تقديم العلاج المناسب له وفي إخضاعه لجلسات العلاج الطبيعي، ما أدى للمضاعفات المستمرة".
وأفاد بسيسي، بأنه في آخر مرة نقل فيها إلى مستشفى الرملة، أخبره الطبيب هناك بحاجته إلى إجراء عملية جراحية لتغيير الركبة، واخبره أنه بعد العملية لن يستطيع الصلاة، وأضاف "لكن المفارقة الغريبة والعجيبة أن الطبيب زعم أنهم لن يستطيعوا إجراء هذه العملية له قبل 25 إلى 30 سنة على الأقل؛ لأن المرض الذي لا يقتله يمكنه من الانتظار".

آثار خطيرة
وأكد الأسير، أنه بسبب التكلسات فإن قدمه منفوخة وانتقل الألم إلى المفصل دون علاج، لذلك طالب بمتابعة وضعه وإيفاد أطباء من الخارج لإجراء الفحوصات اللازمة وتقييم وضعه الحقيقي، وطالب الأسير بتوكيل محام من أجل إرغام الإدارة على تقديم العلاج له ومساعدته لإجراء العملية؛ لأنه يرى "أن الإدارة تتعمد عدم تقديم العلاج له وإجراء العملية طالما وجعه لن يميته فلينتظر العلاج بعد 30 عاما".
من جانبه، أدان رئيس النادي قدورة فارس السلوك غير الإنساني الذي يمارسه أطباء مستشفى سجن الرملة بحق المرضى والذي ينسجم وسياسة إدارة السجون في الإهمال المتعمد والمبرمج.
وقال إن "إقرار الأطباء بحاجة بسيسي للعملية ثم ترديد العبارات الخطيرة يعتبر تصريح بالموت البطيء يتطلب حراكا عاجلا من كافة المؤسسات الإنسانية لإغلاق هذا السجن وإرغام إدارة السجون على نقل المرضى للمستشفيات وتوفير العلاج المناسب لهم"، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير وكل مريض في عيادة الرملة.

(المصدر: سرايا القدس، 03/11/2012)