الأسير سالم فقد عينه اليسرى ونسي الأطباء دبوسا في بطنه

بين ألم الاعتقال والسجن والحكم والتحقيق الذي أفقده الرؤية في إحدى عينيه يعيش الأسير سالم جمال إبراهيم، نوعا آخر من الألم الذي سببه له أطباء مصلحة السجون منذ خمس سنوات بعدما انتهت العملية الجراحية التي خضع لها ونسي الأطباء دبوسا في جسده.
على مدار السنوات الماضية ووالدته معايش كساب من بلدة كفر دان قضاء جنين تطرق الأبواب وتعتصم على بوابات الصليب الأحمر تضامنا مع ولدها سالم، 26 عاما، الذي يعيش في أوضاع مأساوية سببها إهمال إدارة السجون، إذ فقد عينه اليسرى وأصيب بالفتاق، ولدى إجراء عملية جراحية له، نسي الأطباء دبوسا في بطنه ومنذ خمس سنوات يتلقى الوعود بإخراج الدبوس دون جدوى.
الوالدة تتحدث عن سالم الابن الثالث في أسرتها المكونة من 10 أنفار، وتقول: "داهم جنود الاحتلال منزلنا في 23 - 5- 2003 خلال استعداده لامتحان الثانوية العامة واعتقلوه وخضع لظروف تحقيق قاسية جدا بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وجراء إنكاره للتهم احتجز في الزنازين فترة طويلة تعرض خلالها للضرب خاصة على وجهه ورأسه وبطنه وحكم عليه بالسجن 11 عاما، وقد فشلت جميع محاولاتنا للضغط على سلطات الاحتلال لعلاجه أو السماح لطبيب عيون بزيارته وإجراء العملية الجراحية له، وتضيف: "رغم حالته الصحية الصعبة قرر سالم التحدي وأصر على مواصلة دراسته وتمكن من التقدم لامتحان الثانوية العامة وحقق النجاح وهو يسعى للانتساب لإحدى الجامعات".
وعبر والده جمال الذي تجاوز العقد الخامس عن قلقه الشديد على حياة ابنه، وقال: "لم تنته معاناة ابني بفقدان البصر ففي سجن مجدو، بدأ يعاني من آلام حادة في البطن والمنطقة السلفي من جسده، وبعد إصابته بمضاعفات خطيرة نقل لمستشفى سجن الرملة واعترف الأطباء بعد 3 سنوات من المعاناة بإصابته بفتاق وبعد تأجيل ومراوغة أجريت له العملية، وبعد فترة ظهرت لديه مضاعفات صديد وورم وأصبح بحاجة ماسة لعلاج فوري وإزالة الدبوس، لكن سلطات الاحتلال تعمدت نقله من سجن لآخر لحرمانه من العلاج والتهرب من واجباتها ومسؤولياتها تجاهه.
وأطلقت الوالدة نداءً مستعجلا لكافة الجهات المعنية للتفاعل مع قضايا وهموم الأسرى، وناشدت الرئيس محمود عباس والصليب الأحمر الضغط على سلطات الاحتلال لعلاج ابنها.

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 4/11/2012)