الأسير ناهض الأقرع: يفصلنا عن القبر بضع خطوات

"الجميع نسينا ولم يعد ذكر لنا رغم أن المسافة بيننا وبين القبر بضع خطوات فهل سنبقى ننتظر الأجل كما حدث مع الشهيد أشرف؟" ... بهذه الكلمات استهل الأسير المريض ناهض فرج جاد الله الأقرع (41 عاما) حديثه لمحامي نادي الأسير، معبراً باسم المرضى في عيادة سجن "الرملة" عن سخطهم وغضبهم الشديد لتهميش وإهمال قضيتهم رغم المخاطر التي تحدق بحياة كل أسير مريض في الرملة.
وارتسمت معالم السخط والحزن على محيا الأسير خلال لقائه مع محامي النادي، مؤكدا أن حادثة استشهاد أشرف أبو ذريع بعد فترة وجيزة من تحرره يجب أن تشكل محفزاً وعاملاً رئيسياً لتحرك رسمي وشعبي لإنقاذ الشهداء مع وقف التنفيذ في ثلاجة الموتى في الرملة.
ووسط الألم والمعاناة والإعاقة، يعيش الأسير الأقرع من سكان قطاع غزة منذ اعتقاله خلال عودته من العلاج في مستشفى الأردن بتاريخ 7/ 7/ 2000، ورغم تأثر وضعه الصحي بسبب بتر قدمه اليمنى قبل اعتقاله، أوضح أن حالته الصحية ازدادت سوءا في عيادة الرملة، وقال: "إهمال الإدارة لحالتي ورفض علاجي أدى لمضاعفات خطيرة وتعفن والتهابات في قدمي اليسرى".
الأسير المحكوم بالسجن المؤبد 3 مرات، أفاد أن إدارة السجون لم تتحرك إلا بعد فوات الأوان، لذلك فإن العمليات الجراحية التي أجريت لقدمه اليسرى فشلت وقرر الأطباء مؤخرا قطعها بسبب تلف الأعصاب".
لكن الأقرع، حمل إدارة السجون المسؤولية عن وضعه لأنها تمارس سياسة إهمال مبرمج يدفع ثمنها الأسرى المرضى، معبرا عن صدمته وخيبة أمله لغياب التفاعل والاهتمام بقضيتهم من كافة الجهات، وقال: "رغم ما نتعرض له من إعدام بطيء لا تذكر قضيتنا فهل يجب أن نموت أو نضرب عن الطعام لتصل قضيتنا للإعلام".
وأضاف: "أكبر نموذج للنكبة التي نعيشها كمرضى ما حدث مع الأسير منصور موقدة الذي أصبح في وضع سيء جداً، وأصيب بانهيار نفسي والسبب إهمالنا كأسرى مرضى".
وذكر محامي نادي الأسير، أن الأقرع كان حزينا جدا وهو ينظر لقدميه، وقال: "غياب المتابعة وعدم الاهتمام بقضيتنا كمرضى ندفع ثمنه من صحتنا وحياتنا وكلها أيام وسأصبح بلا أقدام فمن يحتمل كل هذه المعاناة والمآسي".
وأوضح الأقرع، أنه رغم قرار أطباء متخصصين بضرورة تسريع إجراء عملية البتر، فإن الإدارة لم تجرها وترفض إبلاغه بالموعد المحدد، منوها إلى أنها أبلغته بموافقتها على إدخال كرسي متحرك عن طريق الصليب الأحمر.
وقرر الأسير الأقرع، رفع شكوى دعوى ضد مصلحة السجون وإدارة سجن عيادة الرملة، لأنهما تتحملان المسؤولية عن بتر قدمه بسبب الإهمال الطبي المتعمد وما نجم عنه من مضاعفات خطيرة"، وأضاف: "عانيت ومازلت كثيراً من الإهمال الطبي ولو تلقيت علاجاً كما يجب من بداية اعتقالي ما كنت وصلت لهذه المرحلة المتردية من الناحية الصحية".
من جانبه، أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس، دعم النادي لقرار الأسير الذي يعتبر نموذجا لما ترتكبه دولة الاحتلال من جرائم خطيرة تهدد حياة المرضى، وقال: "إن بقاء المرضى محتجزين في الرملة يعني تعريضهم للموت ولنكسات صحية مدمرة، ونؤكد على مطالبتنا بإغلاق العيادة فورا وإرغام إدارة السجون على نقل المرضى للمستشفيات المتخصصة وعلاجهم". الجدير ذكره أن الأسير الأقرع متزوج ولديه 4 أبناء ومازال محروما من زيارتهم.

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 4/2/2013)