الأسرى المرضى تجارب لأطباء تحت التدريب

الوضع الصحي للأسرى المرضى في سجون الاحتلال يزداد قسوة وخطورة، بعد أن تحولوا إلى ضحايا لسياسة الإهمال الطبي والتجارب الطبية التي يجريها أطباء متدربين في السجون.
وزارة الأسرى ومن خلال محاميها رصدت حالة عدد من الأسرى المرضى الذين تحولوا مع استمرار آلامهم وتفاقم الأمراض في أجسمهم إلى كتل لحمية مدمرة، حياتهم مهددة بالموت.
وذكر التقرير حالة الأسير محمد رفيق التاج سكان طوباس المحكوم 15 سنة الذي لا زال يعيش على أنبوبة الأوكسجين في سجن هداريم بعد أن أهملت حالته الصحية منذ عام 2005، وبسبب عدم إجراء الفحوصات اللازمة له تفاقمت حالته أن إلى أصيب بأعراض خطيرة في الرئتين وضيق تنفس واختناق ، حيث بدأ تنفسه ينقطع ويتوقف نهائيا، حيث تبين انخفاض في نسبة الأوكسجين بالدم مما اضطر أطباء السجن إلى تركيب جهاز(انهلتسيا) لمساعدته على التنفس ومراقبة الأوكسجين بالدم.
وقالت محامية وزارة الأسرى شيرين عراقي التي زارت الأسير أنه يبقى بشكل دائم على جهاز الأوكسجين ولمدة 24 ساعة يوميا ولا يمكن الابتعاد عنه، وأن الأسير التاج يحتاج إلى زراعة رئة
وحذرت عراقي من خطورة الوضع الصحي للأسير التاج حيث أن دقات القلب عنده سريعة جدا تصل إلى 120 أحيانا ووضعه يزداد سوءا يوما بعد يوم.
وحملت عراقي المسؤولية لأطباء السجن الذين جربوا عليه أنواع عديدة من الأدوية والمسكنات دون تشخيص حالته الصحية، مما أدى إلى خطورة الوضع الذي يمر به.
قال الأسير المريض مراد أبو معليق سكان غزة المحكوم 22 عاما أنه يوجد تقصير في عمل الأطباء في إدارة السجون، وان الأطباء الذين أجروا له عملية جراحية في مستشفى الرملة باستئصال جزء من الأمعاء الغليظة والدقيقة هم أطباء تحت التدريب .
ووجه الأسير أبو معليق رسالة عبر المحامي نسيم أبو غوش قائلا أناشدكم من أسير مريض فتك المرض به وأصبح جسمه مكانا لتعليم الأطباء المتدربين من الجامعات الصهيونية الذين يتعلمون الطب، مناشدة من أسير أصيب بفيروس في الأمعاء الدقيقة والغليظة نتيجة الإضراب عن الطعام عام 2004، أن تعملوا على إنقاذ حياتي، ووضع حد لاستهتار أطباء السجون بحياتي وصحتي.
وقال أن الفيروس يفتك بجسمي، وهنا أتساءل أنا وأخواني في السجون إلى متى هذا الصمت العالمي على الانتهاكات الصهيونية لحقوق الأسرىمتدربين، ونتساءل من منا أول اللاحقين بالشهيد أشرف أبو ذريع.
إننا نعاني الأمرين في السجون، نعاني الإهمال الطبي المتعمد من قبل الأطباء ونعاني أيضا من عدم اليقين لأن الذين يعالجوننا أطباء متدربين ، صرنا حقل تجارب لهم.
وجاء في رسالة معاليق، الطبيب يعطيني المسكنات فقط، وعندما افقد وعيي يتم إرسالي إلى ما يسمى مستشفى الرملة لأكون وجبة تعليم للمتدربين.
لقد أجرى لي خمس عمليات جراحية ولم ينته المطاف، وما زلت أعاني ولا أعرف إلى متى.
وجاء في رسالة الأسير المريض معتصم رداد سكان طولكرم المحكوم 20 عاما ويعاني من أعراض سرطانية أنه منذ عام 2008 وهو يخضع لتجارب الأطباء الذين لم يشخصوا حالته حتى أصبح وضعه الصحي سيء للغاية.
قال انه بدأ يفقد الوعي بين فترة وأخرى وأصبح ينتقل من مستشفى إلى آخر، ومن عيادة إلى أخرى دون فائدة، وأنه خلال الفحوصات يتم تكبيلي وتقييدي كأنني لست من البشر وكأنني لست مريضا منهك القوى.
وقال في إحدى المرات وضعوا ثلاثة كلبشات في يدي خلال العلاج في مستشفى سوروكا ، وعندما رأت إحدى الممرضات هذا المنظر احتجت على ذلك بشدة وقالت لا يجوز التعامل مع هذا المريض بهذه المعاملة الوحشية.
وقال رداد في رسالته، جسمي صار حقل لكل أنواع الأدوية، حيث أتناول 25 حبة دواء يوميا، ولا يوجد أي تقدم في صحتي حيث لا زلت أعاني من نزيف دائم في معدتي وقصور في عمل القلب وارتفاع دائم في ضغط الدم وانتفاخ في اليدين والرجلين وتشنجات في العضلات وسعال شديد.
وقال أنا أموت بالتدريج موتا بطيئا والوقت يمر بسرعة والخيارات مغلقة، لقد رفضت العودة إلى ما يسمى مستشفى الرملة لأنه عبارة عن مسلخ يمارس الأطباء فيه وحشيتهم علينا، وهذا المستشفى ليس أكثر من ثلاجة للموتى.

(المصدر: دنيا الوطن، 25/02/2013)