مؤسسة مهجة القدس ©
صÙØات من سيرة نضال القائد القومي الوطني Ù…Øمد ØاÙظ ارشيد
ÙÙŠ موكب مهيب، شيع أهالي جنين وقرية صير جثمان المناضل الوطني الكبير Ù…Øمد ØاÙظ ارشيد "أبو جمال" الذي رØÙ„ عن عمر يناهز 90 عاما بعد رØلة نضال طويلة، Ùكان من مؤسسي Øركة القوميين العرب ورÙاق درب الشهيد القائد أبو علي مصطÙÙ‰ الأمين العام السابق للجبهة الشعبية وعاش خلالها تجربة الاعتقال والنÙÙŠ والإبعاد عن الوطن، وبعد عودته إليه رÙض كل المناصب التي عرضت عليه Ùهو لم ينشد منصباً أو جاها أو مالا Øيث كان شعاره الذي جسده ÙÙŠ Øياته وربى أبناءه عليه "Ø¥Øنا اخترنا وإØنا بنتØمل".
الراØÙ„ "أبو جمال" الذي لم ÙŠÙØµØ Ø¹Ù† اتجاهاته السياسية رغم أنه عاش لوطنه وقضيته بطريقته وبصمته المعهود لكنه علم الأجيال وأبناءه قضاء Øاجاتهم بالكتمان وهو يردد ويعلم: "أنه لا يجوز الظهور والتÙاخر ÙØب الوطن والوطنية ليس بالتÙاخر والادعاء، ولكن العمل هو الإثبات الوØيد على المصداقية".
ÙˆÙÙŠ مقام آخر، قال: "Øب الوطن ليس علية أجر وليس لأØد أن يقدم إثبات وطنيته لأØد Ùعزة النÙس وعدم الكذب هي الوطنية".
طقوس عشق للوطن
مارس طقوس العشق Ù„Ùلسطين التي وهبها Øياته خل٠القضبان ÙˆÙÙŠ مناÙÙŠ الشتات على طريقته الخاصة، وبعد رØيله قال Ø£Øدهم عنه: "كان لنا المعلم الكبير ÙÙŠ السجن وكان أصلب الرجال علمنا بطريقته أن Øب الوطن Ø®Ùلق كما الأدب"ØŒ وقال آخر عنه: "عاش كبيراً ومات كبيراً وسيبقى كبيراً ما ذكرناه".
وبينما عاش الكثيرون يتسابقون على وسائل الإعلام والاستعراض، Ùإن المناضل أبو جمال لزم الصمت، ولكن خل٠وراءه ملØمة نضال تتسطر صÙØاتها ÙÙŠ مسيرة الثورة والنضال الوطني منذ نعومة أظÙاره لتتعلم منها الأجيال وتستمد الدروس والعبر، لمناضل Øقيقي ولد لأسرة مناضلة ÙÙŠ قرية صير قضاء جنين ÙÙŠ العام1923 ØŒ وكان والده Ø£Øد العناصر الأساسية المساندة لثورة عام1936 .
بداية الطريق
ÙÙŠ تلك القرية، نشأ وتربى ارشيد ÙÙŠ عائلة Ù…ØاÙظة ومستورة عملت بالزراعة وتربية المواشي وعلمته Øب الأرض والانتماء إليها ÙˆØمل راية Ùلسطين.
وبÙخر، يستذكر نجله Øسام بداية المشوار وقال: "ÙÙŠ الخمسينيات من القرن الماضي انتسب والدي إلى Øركة القوميين العرب وكان ناصري الأÙكار Øيث كان يردد دوما "إن عبد الناصر هو من علمنا Øب الوطن والوطنية"ØŒ وأضاÙ: "مارس نشاطه ودوره الوطني بشكل سري وساهم ÙÙŠ تأسيس Ø¬Ù†Ø§Ø Øركة القوميين ÙÙŠ منطقة شمال Ùلسطين وكان على علاقة مباشرة ووطيدة مع الشهيد أبوعلي مصطÙÙ‰ ÙÙŠ تلك المرØلة وقاد مرØلة النضال والتعبئة والتنظيم ومقاومة الاØتلال".
الاعتقال والتØقيق
تمكنت قوات الاØتلال من اكتشا٠دوره ونشاطه واعتقاله ÙÙŠ18/11/1967 ØŒ وقال Øسام: "وجهت إليه عدة تهم لكنه لم يعتر٠بها وعÙذب بأبشع الوسائل والطرق ونقل إلى سجن صرÙند الذي اعتبر ÙÙŠ Øينه من أبشع وأصعب مراكز التØقيق الصهيونية وخاض جولات التØقيق متمسكا بشعاره "Ø¥Øنا اخترنا وإØنا بنتØمل".
أول معتقل إداري ÙÙŠ السجون الصهيونية
صÙØات من سيرة نضال القائد القومي الوطني Ù…Øمد ØاÙظ ارشيد لم ÙŠÙØكم ارشيد بسبب عدم اعتراÙÙ‡ بالتهم الموجهة إليه وكل ما كان ضده هو اعتراÙات الآخرين عليه، وكان يجدد سجانه سجنه سنويا، وقال Øسام: "كان أبي أول سجين إداري ÙÙŠ تاريخ الاØتلال الصهيوني وخلال تواجده بالسجن وبسبب ظرو٠التØقيق والاعتقال أصيب بمرض بمعدته وعانى منه الكثير خلال Øياته".
بعد انتهاء ثلاث سنوات ÙÙŠ السجن، قررت سلطات السجان Ù†Ùيه إلى الأردن، لكنه لم يواÙÙ‚ على ذلك ولم يوقع على ورقة لنÙيه مما كان له الأثر الايجابي على قضيته، وقال Øسام: "كانت السلطات الصهيونية ÙÙŠ تلك الÙترة تشترط على من يريد الإبعاد أن يوقع على مجموعة من الأوراق لكن والدي رÙض وتمسك بموقÙÙ‡".
الإبعاد القسري
ÙÙŠ نهاية العام1970 ØŒ ÙˆÙÙŠ خضم Ø£Øداث أيلول الأسود Ù†ÙÙŠ ارشيد مع مجموعة من المعتقلين إلى الأردن قصراً وجبرياً لتبدأ مرØلة أشد عناء من السجن وأصعب على عائلته وأبنائه، ورغم إبعاده تذوقه مرارة الغربة عن الوطن والأهل إلا أنه وضع تØت مراقبة المخابرات الأردنية.
ويقول Ø£Øد Ø£Ùراد عائلة الراØÙ„ ارشيد: "ÙÙŠ شباط من العام 1975 ودون علم Ø£Øد من Ùراد أسرتنا أو عائلتنا قام Ø£Øد أصدقاء العائلة من مدينة عكا ويدعى Ù…Øمد صبØÙŠ بشر بإثارة وعرض قضية والدي على Ø£Øد المØامين اليهود الذي طلب ملÙÙ‡ واطلع عليه".
وأضاÙ: "بعدما درس ملÙÙ‡ وتأكد أنه لا ÙŠØتوي على أي اعترا٠وأنه لم يطلب الإبعاد قال المØامي: إن هذه القضية رابØØ© بسبب الظلم الذي وقع على صاØب القضية وأن العائق الوØيد هو عدم تواجد صاØب القضية على أرض الوطن".
دبر صديق العائلة خطة Ù…Øكمة وقدم طلب زيارة لصاØب القضية من Ø£Øد أصدقائهم من مدينة رام الله، وكتب اسمه ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø²ÙŠØ§Ø±Ø© Ù…Øمد ØاÙظ رشيد، Ùقد Øذ٠الألÙØŒ وقال الشاهد: "دخل المناضل أبو جمال إلى Ùلسطين عن طريق جسر "اللنبي" الذي كان مخصصاً لأهالي المدن الجنوبية من Ùلسطين (رام الله والقدس والخليل) وكانت الخطة تقضي أن يختبئ ÙÙŠ مكان لا علم لأعين الاØتلال بها Ùكان ذلك المكان هو بيت وليد ارشيد ÙÙŠ قرية الكÙير ÙÙŠ قضاء جنين الذي وأسرته كتموا السر Ù„Øين انتهاء المØامي من رÙع قضية باسمه إلى Ù…Øكمة العدل العليا ضد وزير الدÙاع والØاكم العسكري وآمر السجون".
شرع المØامي بإجراءاته، واستمر ذلك عشرة أيام بعدها أخبره المØامي أنه بإمكانه الذهاب إلى بيته، Øيث كان هذا الØدث عرساً وطنياً للأهل والأصØاب والقرى المجاورة.
ÙÙŠ المØكمة
ÙÙŠ الوطن وإعادة التØقيق معه مرة أخرى، ويقول ÙˆÙÙŠ الجلسة الأولى للمØكمة، قررت إبقاء ارشيد نجله Øسام: "وضع والدي ÙÙŠ سجن رام الله Ù„Ùترة شهر Ù„Øين موعد الجلسة الثانية من المØكمة وخلال تلك الÙترة علمت أجهزة المخابرات التي Øضرت Ùورا لمنزلنا لاعتقاله ونÙيه".
ويضيÙ: "داهمت المنزل ÙÙŠ قرية صير قوات كبيرة من الجيش مجهزة العدة والعتاد وعندما لم يجدوه وأخبرتهم العائلة أنه موجود لديهم ÙÙŠ السجن، عاثوا بالبيت Ùسادا وقلبوه رأساً على عقب ووجهوا الإهانات لأهله وقالوا: "أنه ضØÙƒ علينا".
كررت قوات الاØتلال تلك العملية كثيراً خلال الأيام اللاØقة Øتى انعقدت الجلسة الثانية لمØكمة العدل العليا، ويقول Øسام: "قررت المØكمة إلزام أبي بالØضور مرتين يومياً إلى مركز شرطة جنين عند الساعة التاسعة صباØاً لمدة 6شهور لإثبات الوجود والتوقيع والعودة إلى بيته ثم العودة مرة أخرى عند الساعة الثالثة مساء للتوقيع والعودة إلى بيته".
وأضاÙ: "كما قررت منعه من المكوث ÙÙŠ جنين بين الساعة التاسعة والساعة الثالثة ومنعه من المبيت ÙÙŠ بيت غير بيته ومنعه من التنقل بين المدن أو القرى، وهددت أنه ÙÙŠ Øالة مخالÙته للتعليمات يعاد Ù†Ùيه إلى الأردن Ùوراً".
معركة الهوية
مرت الÙترة بخير، Øيث قاوم ارشيد الاØتلال وعيونه بالتنازل عن بعض Øقوقه مقابل البقاء على الأرض التي طالما عشقها، ولكن بدأت مرØلة جديدة عندما قررت وزارة الداخلية الصهيونية عدم منØÙ‡ "هوية". واستمر هذا الØال لمدة سنتين لم يكن قادراً على التنقل أو المبيت خارج بيته، Ùقد كان ÙÙŠ تلك الÙترة تØت أعين عيون المخابرات.
ويقول Øسام: "استمرت معركة الØصول على هوية وبعد استئناÙات كثيرة ÙÙŠ المØكمة قررت منØÙ‡ هوية وهنا مرة جديدة Ùقد طبع على هويته ثلاثة نجم داخل دائرة ولم يعر٠ما عنته هذه النجم إلا عند التوق٠عند الØواجز العسكرية، Øيث كان يأمر بالوقو٠جانباً وعمرÙÙŠ تلك الÙترة تجاوز الخمس والخمسون عاماً، Øيث كانت توجه إليه العبارات النابية والتهم بالتخريب واستمرت تلك الØال Ù„Øين قدوم السلطة الوطنية الÙلسطينية، كما أنه منع ÙÙŠ تلك الÙترة من السÙر إلى الأردن أو أي مكان آخر".
ÙÙ„Ø§Ø Ù…Ù†Ø§Ø¶Ù„
تلك صÙØات مطوية لم تنشر ÙÙŠ سجل المناضلين القدامى التي سطرها ذلك الÙÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ شرب كأس Øب الوطن منذ اللØظات الأولى من Øياته وعانى الكثير وأÙراد أسرته الكثير من ويلات الاØتلال كما الكثير من أبناء الشعب الÙلسطيني الشرÙاء، ÙˆØتى Ù„Øظات عمره الأخيرة، ثبت على المبادئ والوصايا ورÙض كل المناصب والأموال.
ويقول رÙاق دربه ومسيرته، Øمل دوما الهم والØلم الÙلسطيني ÙˆÙخر ÙÙŠ جلساته السرية باسمه الØركي الذي كان ÙŠØبه ويÙخر به "أبو ØاÙظ" لأنه كان Ù…ÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø³Ø± لمسيرة نضاله التي مقت Ùيها الظلم والÙساد والغدر والخيانة والكذب والانقسام، رÙض التÙرقة السياسية المبنية على الاتجاه ÙˆØرص دوما على تعزيز الوØدة والعمل الصادق، Ùكان يقول: "الصادقون منا ÙÙŠ خندق واØد لا Ùرق بيننا"ØŒ وتأثر كثيرا بواقع مشهد الانقسام، ÙˆØلم أن تتØقق الوØدة وشطب هذه الصÙØØ© السوداء من تاريخ الشعب الذي Ø£Øبه ووهبه Øياته قبل رØيله، كان ÙŠØØ« الشباب على الصمود والثبات ونبذ الÙرقة وإشاعة Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ÙˆØدة والانتماء والوÙاء.
عاش المناضل أبو جمال من العمر التسعين وترك تركة عظيمة ÙÙŠ Ù†Ùوس من عرÙÙ‡ وعاش معه وهي Øبه للناس ولوطنه ÙˆØب الناس له واعتزازهم بإرثه النضالي.
للراØÙ„ من الأبناء أربعة ومن البنات أربعة، وكان عمر الابن الأكبر عند اعتقاله ثمان سنوات والأصغر تسعة أشهر، ونعته الجبهة الشعبية ÙÙŠ بيان رسمي اعتبرته Ùيه أبرز مؤسسي وقادة Øركة القوميين العرب، مؤكدة أنه مناضل عاش Ù„Ùلسطين وناضل Ù„Øريتها وأغمض عينيه وهو صامد متمسك بالقيم والمبادئ التي أرساها مع رÙاق دربه الخالدين ÙˆÙÙŠ مقدمتهم قمر Ùلسطين الشهيد أبو علي مصطÙÙ‰ الذي تأثر كثيرا لرØيله ولØÙ‚ به دون أن يتخلى عن الراية والØلم.
(المصدر: صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية، 20/5/2012)