المحرر كلاب قضى 12 عاما في العزل الانفرادي وخرج فاقدا أهليته ومصابا بالعديد من الأمراض‏

أعدت‎ ‎عائلة‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎عويضة‎ ‎كلاب) ‎‏48‏‎ ‎عاما(‎ بمساعدة‎ ‎مؤسسات‎ ‎إنسانية‎ ‎وحقوقية‎ ‎‎دولية‎ ‎بينها‎ ‎الشبكة الأوروبية‎ ‎للدفاع‎ ‎عن‎ ‎حقوق‎ ‎الأسرى (Ufree) دعوى‎ ‎قضائية‎ ‎لرفعها ضد‎ ‎إدارة‎ ‎‎السجون‎ ‎الصهيونية‎ ‎في‎ ‎المحافل‎ ‎الدولية،‎ ‎جراء‎ ‎فقدان‎ ‎نجلها أهليته‎ ‎النفسيَّة‎ ‎بفعل‎ ‎اثنتيّ‎ ‎عشرة‎ ‎سنة‎ ‎قضاها‎ ‎في‎ ‎‎العزل‎ ‎الانفرادي.‎‏ ولم‎ ‎تكن‎ ‎عائلة‎ ‎كلاب‎ ‎تتوقع‎ ‎أن‎ ‎ينال‎ ‎نجلها‎ ‎حريته‎ ‎بعد‎ ‎‏23‏‎ ‎عاما‎ ‎قضى منها‎ ‎‏12‏‎ ‎عاما‎ ‎داخل‎ ‎‎زنازين‎ ‎العزل‎ ‎الانفرادي،‎ ‎كانت‎ ‎كفيلة‎ ‎بظهور‎ ‎أعراض نفسية‎ ‎حادة‎ ‎قادت‎ ‎إلى‎ ‎فقدانه‎ ‎أهليته‎ ‎النفسية‎ ‎بنسبة‎ ‎كبيرة،‎ ‎‎وعجزه عن‎ ‎التأقلم‎ ‎مع‎ ‎الحياة‎ ‎خارج‎ ‎السجن.‎
المحرر‎ ‎كلاب‎ ‎الذي‎ ‎ينحدر‎ ‎من‎ ‎حي‎ ‎الشيخ‎ ‎رضوان‎ ‎شمال‎ ‎مدينة‎ ‎‎غزة، فوجئ‎ ‎عند‎ ‎تحرره‎ ‎بحياة‎ ‎لا‎ ‎تشبه‎ ‎حياة‎ ‎العزل‎ ‎التي‎ ‎اعتادها،‎ ‎وبدت ملامح‎ ‎التعب‎ ‎والإعياء‎ ‎على‎ ‎وجهه‎ ‎‎الشاحب،‎ ‎الذي‎ ‎حفرت‎ ‎فيه‎ ‎سنوات الأسر‎ ‎لوحة‎ ‎تظهر‎ ‎حجم‎ ‎المعاناة‎ ‎داخل‎ ‎السجون،‎ ‎رغم‎ ‎مرور‎ ‎عدة‎ ‎أيام‎ ‎على ‏إطلاق‎ ‎سراحه‎ ‎وعودته‎ ‎إلى‎ ‎عائلته‎ ‎وولديه‎ ‎فداء - ‎‏25‏‎ ‎عاما- ‎ وعاصف ‏23عامًا. ويعاني‎ ‎كلاب‎ ‎من‎ ‎أوضاع‎ ‎‎صحية‎ ‎صعبة‎ ‎ومتدهورة‎ ‎استدعت‎ ‎نقله إلى‎ ‎المستشفى‎ ‎وإجراء‎ ‎فحوصات‎ ‎طبية‎ ‎شاملة‎ ‎له،‎ ‎للاطمئنان‎ ‎على حالته‎ ‎‎آذ‎ ‎انه‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎ ‎أن‎ ‎يتناول‎ ‎وجبة‎ ‎كاملة‎ ‎من‎ ‎الطعام‎ ‎لأن‎ ‎معدته غير‎ ‎معتادة‎ ‎على‎ ‎ذلك،‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎إصابته‎ ‎‎المتكررة‎ ‎برعشة‎ ‎لا‎ ‎إرادية في‎ ‎جسده،‎ ‎ناجمة‎ ‎عن‎ ‎مشكلة‎ ‎في‎ ‎الجهاز‎ ‎العصبي،‎ ‎بحسب‎ ‎تفسيرات الطبيب‎ ‎المعالج.‎‏ ‏
وقال‎ ‎شقيقه‎ ‎عوض‎ ‎لممثل (Ufree): "إن‎ ‎أخي‎ ‎عويضة‎ ‎يواجه مشكلة‎ ‎عند‎ ‎الجلوس‎ ‎على‎ ‎الكرسي،‎ ‎ويعدّل‎ ‎‎من‎ ‎جلسته‎ ‎تلقائيًا‎ ‎على شكل‎ ‎القرفصاء،‎ ‎كما‎ ‎كان‎ ‎يجلس‎ ‎داخل‎ ‎زنازين‎ ‎العزل‎ ‎الانفرادي‎ ‎التي‎ ‎لا يستطيع‎ ‎الأسير‎ ‎‎فيها‎ ‎أن‎ ‎يمد‎ ‎قدميه‎ ‎نظرًا‎ ‎لضيقها.‎‏ ويضيف:‎ "إن‎ ‎شقيقي‎ ‎يعاني‎ ‎من‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎الأمراض‎ ‎النفسية والجسدية‎ ‎الناجمة‎ ‎‎عن‎ ‎ممارسات‎ ‎إدارة‎ ‎السجون‎ ‎الصهيونية‎ ‎بحقه والتي‎ ‎تفتقر‎ ‎إلى‎ ‎الحد‎ ‎الأدنى‎ ‎من‎ ‎الإنسانية‎‎ØŒ‎ ‎مبينًا‎ ‎أن‎ ‎إدارة‎ ‎السجن ‏مارست‎ ‎بحقه‎ ‎سياسة‎ ‎الموت‎ ‎البطيء.‎
وينقل‎ ‎كلاب‎ ‎عن‎ ‎الطبيب‎ ‎المعالج،‎ ‎أن‎ ‎شقيقه‎ ‎يحتاج‎ ‎إلى‎ ‎متابعة طبية‎ ‎مستمرة‎ ‎‎نظرًا‎ ‎لأنه‎ ‎يعاني‎ ‎من‎ ‎قرحة‎ ‎في‎ ‎المعدة،‎ ‎والتهاب‎ ‎في الإثني‎ ‎عشر،‎ ‎وفتق‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎الصدر،‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎وجود‎ ‎‎حصوة‎ ‎في الكلى‎‎ØŒ‎ ‎كما‎ ‎يحتاج‎ ‎إلى‎ ‎عدة‎ ‎جلسات‎ ‎من‎ ‎التدليك‎ ‎الطبيعي‎ ‎لتليين أطرافه‎ ‎ومساعدته‎ ‎على‎ ‎الجلوس‎ ‎بشكل‎ ‎‎سليم.‎‏ ويشير‎ ‎شقيقه‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎تواصل‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎مع‎ ‎اللجنة‎ ‎الدولية‎ ‎للصليب الأحمر‎ ‎ومركز‎ ‎المعلومات‎ ‎الصهيوني‎ ‎‎لحقوق‎ ‎الإنسان"‎بتسيلم"‎ وعدد من‎ ‎المنظمات‎ ‎الحقوقية‎ ‎لإطلاعهم‎ ‎على‎ ‎أوضاعه‎ ‎الصحية‎ ‎المتدهورة، وكشف‎ ‎‎ممارسات‎ ‎الاحتلال بحقه.‎
وكانت‎ ‎المحامية‎ ‎بثينة‎ ‎دقماق‎ ‎رئيسة‎ ‎مؤسسة "‎مانديلا"‎ قد أطلقت حملة‎ ‎‎واسعة‎ ‎لإنقاذ‎ ‎حياة‎ ‎كلاب‎ ‎الذي‎ ‎تعرض‎ ‎كما‎ ‎قالت" ‎لكل‎ ‎أشكال الانتهاك‎ ‎والعقاب‎ ‎والقمع‎ ‎لعدة‎ ‎سنوات‎ ‎وجرى‎ ‎عزله‎ ‎‎بطريقة‎ ‎قاسية في‎ ‎زنازين‎ ‎سجن‎ ‎ايشل،‎ ‎وقدمت‎ ‎عدة‎ ‎طلبات‎ ‎لزيارته‎ ‎والاطمئنان‎ ‎على وضعه‎ ‎لكن‎ ‎إدارة‎ ‎السجون‎ ‎‎منعتها‎ ‎بذريعة‎ ‎أن‎ ‎الأسير‎ ‎يرفض‎ ‎الخروج بسبب‎ ‎تأثير‎ ‎عذابات‎ ‎رحلة‎ ‎الاعتقال‎ ‎الطويلة".‎

(المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 29/10/2011)