إعتذار

بقلم الأسير: زياد زهران

سجن رامون

بكلماتك الحاسمة وبعض الدعوات الطيبة منعت سيل الدموع من الانهمار
على وجنتي مناضل ضعف للحظة من مشاق الطريق وانحراف المسار.
كلماتك التي بعثت في النفس الثائرة طمأنينة تحقيق الهدف النبيل.
لم تعتبي او تجزعي من فقدان الحوافز.. ولا على جفاء مدعي المسؤولية
المدفوعة الاجر كوظيفة نهايتها الساعة الثانية ظهرا فلم تطلبي في السر
او العلن زيارة معنوية.. او اعانة في شدة ضيق وعوز.
وبحسم مؤلم اعلنت امام الجمع ان الاجر فداء للوطن المفدى وكنت
عظيمة وكنت الأم الفلسطينية بامتياز.
هاجرت مع زقزقة عصافير - دير طريف - الى غربة الروح والسكن.. لم
تألفي ريف المنفى البعيد وفضلت فيء زيتون البلاد والحجر.
كنت مدرسة للعاشقين وجابهت اهوال الغريب واحقاده بالصبر والامل
وزراعة الفل والنسرين في فضاءات احلام العودة الحتمية.
علمت صغارا ان الحياة الوادعة المسالمة فقط لمن لم يفقد حقا. وان
الحياة بذل.
عذرا أيتها الأم الغالية.. على كل ما مر وسببنا من الم فنحن لم نفهم
معاني العبير لقد تجافينا!! تقاتلنا ومزقنا بأيدينا خارطة البلد ونصر
على ان لا نكون اخوة بعد - وان لا نجتمع برغم اجتماع اعدائك؟!
اعذرينا امنا لم نفهم الدرس.
ها نحن نعود اليك.. انقذينا بدعواتك..
وبحكمه ام في الستين جمعت كل الأبناء وزوجاتهم بعبارة واحدة
جامعة.
يوجد ما هو أهم وأعم

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/1/2012)