الإهمال الطبي في سجون الاحتلال مأساة لا تحتمل

يعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني من إهمال طبي متعمد، حيث يعمل السجان الصهيوني على قتل عزيمتهم وإرادتهم بكل الوسائل غير المشروعة التي لا تمت للإنسانية بصلة.
الأسير المحرر زهير السكافي يسرد قصته بالقول: "عندما اعتقلت لم أكن أعاني من أي شيء، وخضعت لفترة تحقيق قاسية لمدة ثمانين يوماً، وأثر ذلك على بنية جسمي التي أصابها ضعف شديد، ووضعت في زنزانة صغيرة جداً لا تدخلها الشمس ودرجة الرطوبة فيها عالية جداً".

ويضيف: "أصبحت أعاني من الفطريات وتساقط الشعر، وبعد التحقيق أخذوني للعيادة وعملت بعض الفحوصات، وخضعت لفحوصات طبية شاملة ليخلصوا إلى نتيجة مفادها أن مرضي ليس خطيراً وهو غير معدٍ ولا يوجد له علاج". ويشكك السكافي في نوعية الأدوية التي أعطيت له في مرحلة التحقيق وأنهم أعطوه دواء مسكناً ولكن المرض تضاعف بشكل كبير وأصبحت هناك حكة في الجلد أو ما يعرف ب" حساسية جلد". وينوه إلى أنه بعد خروجه السجن ذهب لعدد من الأطباء دون جدوى ، فبعضهم قالوا لي إن هذا المرض عبارة عن "سكابيوس" مرض الجرب، وقال آخرون إنه نوع من المرض الجلدي وأعطوني دواءً . ويلفت إلى أن بعض الأسرى يفضل عدم الذهاب إلى مستشفى الرملة لإجراء الفحوصات بسبب التأخير المتعمد لإجراء الفحوصات، وبسبب صعوبة التنقل عبر البوسطة التي ترهق المعتقل أثناء النقل.

أدوية خاطئة
الأسير المحرر" فراس أبو اشخيدم" يروي قصته مع الإهمال الطبي فيقول: "في اعتقالي الأول كنت بصحة جيدة ولا أعاني من أي مرض، ولكن مع وضع السجن السيئ وخاصة بعد التحقيق ووضعي في زنازين صغيرة جداً ومعتمة وبوجود أضواء حمراء، ووضع أكياس مستعملة وذات رائحة كريهة على رأسي، بالإضافة إلى الضرب والشبح وهز الرأس والجسد بالكامل، ساءت صحتي.
ويؤكد أنه ما كان يعرف طعماً للنوم، ولم يستطع النوم إلا ساعات قليلة طيلة أيام التحقيق والتي استمرت خمسة وثمانين يوماً. ويلفت إلى أن هذه الممارسات أثرت على الرؤية، وعندما تم نقله من تحقيق عسقلان إلى سجن مجدو قال للمعتقلين بأنه لا يرى شيئاً، فقالوا له: "ربما لأنك كنت في "البوسطة" .وتابع حديثه بالقول: "اكتشفت بعد خروجي من السجن بأني أعاني من انحراف وتحدب في قرنية العين، وبدأت مشوار العلاج وتعالجت، ووضعت نظارات ولكنها لم تفدني فوضعت عدسات لاصقة لمدة شهر، ولم تتأقلم عيني مع العدسة، وذهبت إلى المراكز التخصصية في رام الله ونابلس وتم تحويلي إلى الأردن لزراعة القرنية، وحصلت على ورقة من الصليب ليسمح لي بالسفر إلى الأردن، ولكن للأسف منعتني الأردن من دخول أراضيها". ويقول:" عندما تم اعتقالي في المرة الثانية كنت عائداً من عند طبيب العيون في القدس، وكانت معي كافة الأوراق والفحوصات الطبية، وفي التحقيق قصدوا إيذائي في عيوني، فسلطوا الكشافات العاكسة على عيني ومنعوني من النوم، وزادت حدة التراجع في عيني حتى أنني عندما أنهيت التحقيق لم أستطع رؤية أظافري لتقليمها، ولم أجد أي متابعة طبية وزاد الأمر سوءًا حتى لم أعد أميز الألوان خاصة اللون الأبيض، وبعد ذلك لم يعد باستطاعتي رؤية باقي الألوان ولا أرى الدنيا إلا بلون واحد.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 21/4/2012)